متابعات

الشّيخ محمّد الحرز متحدّثًا عن الحركة العلميّة في تاريخ الأحساء.

حلَّ مؤخرًا الباحثُ الشّيخ محمّد الحرز ضيفًا ضمنَ بودكاست (أفئدة)، للحديث حول الحركة العلميّة في تاريخ الأحساء. وانطلقَ اللّقاء الذي أداره ميرزا عدنان العمران، بالحديث عن أهميّة قراءة التّاريخ بشكل عامّ، فقال الحرز إنّ التّاريخ مرآة الشّعوب، وإذا أردنا دراسة الحركة العلميّة في الأحساء، فذلك لأنّها امتداد للتّاريخ من الماضي إلى الحاضر، ثمّ عرّج الحرز  على إيمان بني عبدالقيس بالإسلام بقيادة الجارود العبديّ، وتحدّث عن الهجرة من المنطقة إلى مركز القيادة الإسلامية، وخروج أربعة وخمسين محدّثًا من (هجر) نتيجة لذلك.

 

بعد ذلك تطرّق الحرز إلى دور العبديّين في وصول الإسلام إلى بعض الدّول، فقد كان لبعضهم دور في الهند ومقديشو وكينيا، ونقل حديثًا عن الإمام الصادق (ع) يقول فيه: "علّموا أولادكم شعر العبديّ فإنّه ينطق عن الله"، وأشار إلى نظرة الإمام عليّ (ع) لعبد القيس التي شاركت في حروبه، ووصل بالحديث إلى اجتماع بني عبدالقيس في البصرة  في دار ماريا لنصرة الإمام الحسين (ع)، فقد كان من ضمنهم يزيد بن ثبيط وابناه عبدالله وعبيدالله وعامر بن مسلم العبديّ ومولاه، ومالك بن سيف العبدي، الذين خروجوا لنصرة الإمام الحسين (ع).

 

ووصل الحرز بالحديث إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، وقال إنّه لا دليل على ثبوت أحسائية أبوصالح السّليلي، وإن هناك غموضًا حول العلماء والمحدّثين في الفترة من القرن الرّابع إلى القرن الثامن، وأشار إلى أنه كان هناك امتداد علمي لبعض الأشخاص، لكن لم يكن هناك أي توثيق للنّتاج، وتحدّث الحرز عن الشيخ أحمد بن فهد الأحسائي، وتشابه الاسم بينه وبين الشيخ أحمد بن فهد الحليّ، وقال إن الاثنين من تلامذة أحمد بن عبدالله بن المتوّج البحراني، ولكلّ واحد منهما كتاب بالعنوان نفسه "عدّة الدّاعي"، وهما أيضًا شرحا كتاب "إرشاد الأذهان" للعلامة الحلّي، ولربّما قال قائل إنهما شخصيّة واحدة.

 

وقال الحرز إنّ الشّيخ  محمّد بن أبي جمهور، مفتاح تاريخي لدراسة الحراك العلمي في المنطقة، وإنّه درس عند عديد من فقهاء عصره وروى عنهم، ثمّ كان حديث حول الانتقال الفكريّ من الإخباريّ إلى الأصولي، استنادًا إلى مقدّمة في أحد كتب ابن أبي جمهور، الذي ذكر أن المنطقة حينها كانت تقلّد الأموات، قبل أن يذهب إلى النّجف الأشرف، ويتعرّف إلى الشيخ عبدالكريم الفتال أحد العلماء الذين يرفضون الموضوع، وبعد أن يتقرب ابن أبي جمهور منه، ينصحه بالذّهاب إلى كرك نوح في جبل عامل إذا أراد الاستزادة حول الموضوع، فما كان منه إلا أن فعل، ولـمّا عاد إلى الأحساء أجرى كثيرًا من النّقاشات مع علماء المنطقة، ثمّ استعان الشيخ الفتّال الذي أرسل رسالتين يدعو فيهما أهل الأحساء إلى عدم تقليد الأموات، وفي واحدة منهما يدعو إلى تقليد ابن أبي جمهور الأحسائي.

 

ووصل الحديث إلى علماء القرنين العاشر والحادي عشر، فعدّد الحرز أسماء بعض البارزين من العلماء، ليصل إلى الشيخ أحمد بن زين الدّين الأوحد، متطرّقًا إلى منهجه في الرّجوع إلى تراث أهل البيت (ع) دون الاعتماد على الآراء الأخرى، وتحدّث عن تدريسه في مدرسة آل أبي خمسين، وشغفه بالكتب وعنايته بها.

 

وتطرّق الحرز إلى طرق التّعامل مع المخطوطات وأهميّة التعرف إلى خطّ المؤلّف، ومعرفة قيود التمّلك، والنّاسخين، وإجازات العلماء، والمذكّرات، فالمخطوطة بالنّتيجة أصدق نسخة لقول المؤلّف.   

 

وتناول الحرز بالحديث الشيخ محمد آل عبدالجبار القطيفي، عارضًا بعض مؤلّفاته، مسلّطًا الضّوء على رسالته في تصحيح قبلة أهل الأحساء، وكان حديث عن تأثّر العلماء بمدرسة الشّيخ الأوحد، قبل الحديث عن مدرسة بوخمسين وبعض أساتذتها ومدرسة سادة السّلمان، ليتابع مشيرًا إلى أهميّة الهجرات العلمية بين علماء القطيف والأحساء، وتبادل المخطوطات بينهم، فضلاً عن الترابط الاجتماعي، ليعدّد بعض أسباب انقطاع المرجعية الأحسائية، كالقرب من العلماء الكبار بعد أن كان الأمر صعبًا، فضلًا عن رفض بعضهم التصدّي للمرجعيّة رغم ترشّحهم لها، قبل أن يكون الختام حول انتشار المخطوطات الأحسائية في العالم بسبب الهجرات العلمية.   

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد