متابعات

القصيدة المنبريّة بين مطرقة الخطيب وسندان النقّاد

أقيمت مؤخرًا على هامش مسابقة "بيتًا في الجنّة" ندوة نقاشيّة بعنوان: "القصيدة المنبريّة بين مطرقة الخطيب وسندان النقّاد".

 

النّدوة التي جرت في مأتم الحاجّ حسن العالي في قرية عالي في مملكة البحرين، قدّم لها وأدارها الشّاعر حيدر العرادي، وشارك فيها بأوراق عمل كلّ من الشّيخ عبدالمحسن ملا عطيّة الجمري، والدكتور علي فرحان، والشّيخ صادق الدرازي، والأستاذ حبيب حيدر، والملّا سلمان الكرّاني، والشّاعر أحمد السّتراوي، والشّاعر عبدالله القرمزي.

 

وقدّم الشّاعر عبدالله القرمزي ورقة بعنوان: الدّليل الإرشاديّ لكتابة القصيدة الـمنبريّة ومعايير التّحكيم، متوجّهًا إلى الشّعراء الذين يخوضون التّجربة المنبريّة حديثًا، قائلاً إنّ هناك مجموعة من الخطوات منها: موسيقى القصيدةِ، وسلامة اللّغة، والمعجم  ومفرداته، وحسن استهلال القصيدة وختامها، وفكرتها وصورها الشّعرية، والرّسالة والقيمة المضافة، وفاعليّة النصّ.

 

بعدهُ طرح الدكتور علي فرحان ورقة بعنوان: "القصيدة الحسينيّة بين معيار الأدبيّة والمنبريّة" فقال إنّ القصيدة المنبريّة بطبيعتها جماهيريّة، وبالتّالي تتطلّب أن تكون مؤثّرة بالدّرجة الأولى، مع الحفاظ على القيمة الجماليّة، حتّى لا تكون مجرّد نظم، وهذه معادلة صعبة في سبيل تقديم نصّ جماهريّ فيه ما يكفي من الأدبيّة.

 

وعرض الشّيخ عبدالمحسن ملا عطيّة الجمري ورقة بعنوان: "مزالق الشّعر الرّثائيّ المنبريّ" فقال إنّه ينبغي نقد الشّعراء، مفرّقًا بين النّظم وكتابة الشّعر، مؤكّدًا أنّه لا يجوز للشّاعر ما لا يجوز لغيره، بخاصّة في الموضوعات الفكريّة والتّاريخيّة، وتحدّث عن تجاوزات اللغة لأنّ ذلك يمنع الأدباء والعلماء من حضور مجالس الحسين عليه السّلام، فضلًا عن تجاوز اللّياقة الأدبيّة في القصائد خلال الحديث عن المعصومين عليهم السّلام، والإخلال بوقار النصّ الأدبيّ، خاتمًا بموضوع المزالق الشّعريّة الفكريّة الكثيرة في الشّعر الشّعبيّ المنبريّ خاصّة.

 

وسلّط الشّاعر أحمد السّتراوي الضّوء في ورقته على شواهد متميّزة من قصائد مسابقةِ "بيتًا في الجنّة" مؤكّدًا على أهميّة الحقل المعجميّ لواقعة الطّفّ، لأنّ ذلك يجذب المتلقّي، بعكس العبارات التي دخلت مؤخّرًا على بعض القصائد فأفرغتها من واقعها الحسينيّ، داعيًا إلى عدم تدوير بعض الصّور القديمة في القصائد الجديدة، مشيرًا إلى أخطاء الوزن واللغة التي وقع فيها بعض المشاركين في المسابقة، قبل أن يقدّم بعض الشّواهد الجميلة، ويدعو أخيرًا إلى عدم الاستغراق فيما لا يريده المنبر.

 

وتحدّث الأستاذ حبيب حيدر عن السّرديّة في القصيدة المنبريّة، فقال إنّ السّرديّة هي سمة رئيسة في قصائد المنبر، لأنّ السّرد حكاية يحتوي على الشّخصيّات والزّمان والمكان، مفرّقًا بين قصائد المنصّة والمنبر والموكب، مؤكّدًا على أهميّة حضور الحدث والشّخوص والزّمان في القصائد، وقال إنّنا نعيش كربلاء سرديّة كبرى لذلك ينبغي الحفاظ على السّرديّة الكربلائيّة في القصائد.

 

وقدّم الملّا سلمان الكرّاني شواهد متميزّة من قصائد المسابقة بشقّها العاميّ، طالبًا من الرّواديد والخطباء الالتفات إلى القصائد التي يطرحونها على المنبر، لما لها من تأثير على المتلقّي، متحدّثًا عن الكنز الذي تركه وراءه الملّا عطيّة الجمري، داعيًا إلى العودة إليه دائمًا.

 

وأشار الشّيخ صادق الدّرازي في ورقته إلى أهميّة الصّورة الفنيّة ومناسبتها لأجواء المنبر الحسينيّ، مؤكّدً على أهميّةِ التوقّف عندها كثيرًا لما للأمر من حساسيّة خاصّة، مقدّمًا بعض النّماذج الإبداعيّة التي فيها من الصّور البديعة ما ينسجم مع جوّ المنبر، ولا تنأى بالمستمع أو تذهب به عن أجواء المصيبة، وكذا الحال يجب أن يكون في القصائد الحديثة.

 

 

وفي الختام أتيح المجال أمام الحاضرين لتقديم مداخلاتهم وأسئلتهم.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد