متابعات

الفيلم القصير "ضايع": مَن كان مع الحسين (ع) لا يضيع ولا يشقى

رفع مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب الفيلم القصير "ضايع".  

الفيلم الذي أنتجه مأتم بقيّة الله لمحرّم من العام 1446 هـ،  للتعبير عن رسالة المأتم، يعالج في تفاصيل أحداثه قصّة رجل يشعر بالضّياع بشكل دائم، وتصوّر المشاهد حاله، والمعلِّق على أحداث الفيلم يطرح أسئلة هي: تخيّل أنك خرجت من بيتك ونسيت وجهتك ولم تجد الخريطة التي تدلّك عليه!

تخيّل أنّك مريض تعب، وتمتلك الأدوية كلّها، لكنّك لا تمتلك وصفة ولا تقدر أن تختار منها علاجك المناسب!

تخيّل أن تكون على معرفة بكلمات اللّغة لكنّك لا تستطيع أن تكوّن منها جملة مفيدة!

 

تخيّل أن يؤذّن المؤذّن للصّلاة لكنّك تنسى اتّجاه القبلة!

تخيّل أنّ الوقت والأيّام والعلوم والمعارف والخرائط والأسماء والأرقام وكلّ ما جمعته وحصّلته ضاعت من ذهنك في لحظة!

تخيّل أنّ روحك تفقد بوصلتها ولا تعرف طريقًا للرجوع!

تخيّل أنّ روحك ضاعت منك، ولا دليل لك ولا بيّنة!

قبل أن تأتي الخلاصة، أنّه أيها الإنسان، تذكّر دائمًا أنّك في كلّ مرّة توشك أن تصل إلى حالة الضّياع هذه، ترجع ثابت القدم، لا تزلّ ولا تتعثّر، فهل سألت نفسك لماذا؟

 

لأنّه من قبل ميلادك عزمتَ على المشي في طريق الحسين عليه السّلام، ومن صغرك تربّيت تحت منبر الحسين عليه السّلام، فأنت تعود إلى رشدك، لأنّك لم تنسه حين ضاع منك الزّمان والمكان، لأنّك ذكرته في حجّك وصومك وفي حزنك وأعيادك، فهو عليه السّلام كان محور حياتك، وقدوتك في آرائك ومواقفك وتعبك وسعيك لعلمك ورزقك، وأنت تعمل على بناء شخصيّة لك تقترب من شخصيّة أصحابه الأوفى، صدقًا وشجاعةً وإقدامًا وقوّة إرادة وتضحية ورفعة، وكنت دائمًا كلّ ما دخلت مأتمه تسلّم عليه، سلام العارف المفجوع المحزون الواله المستكين، وكنت تندب بلسان النّادبين، فلأندبنّك صباحًا ومساء، ولأبكينّ عليك بدل الدّموع دمًا.

فلا تخف، أنت لم تضع، تابع السّير في طريق لا ينقصه الدّليل، فالحسين عليه السّلام لا يحتاج إلى دليل، وبيانه هو الواضح والأجلى على مرّ العصور، لا يمسّه تحريف أو تشويه، فالتفت حولك واطمئن، فمن كان الحسين عليه السّلام ميزانه، وكان معه بقلبه وعمله وسيره وسلوكه، فهو بالتّأكيد على بيّنة، لا يضيع ولا يشقى.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد