المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
فقط انتظر وقتاً أطول قليلًا. إنها تجربة: التشبث على أمل أن صبرنا سيؤتي ثماره في النهاية. من الانتظار من مقعد مطعم إلى طابور في متنزه ترفيهي، يمكننا جميعًا أن نضع رغبتنا في الإشباع الفوري على جانب عندما نعرف أن هناك شيئًا جيدًا قادم. معظم الأحيان. ولكن هذه ليست سمة بشرية فقط - فقد أظهرت دراسة جديدة أن الفئران يمكن أن تكون صبورة أيضًا، وتكشف وجود صلة بين الجهاز الكيميائي في الدماغ واعتقاد الفئران في كيف سيؤتي الانتظار ثماره.
إن تأثير المعدل العصبي neuromodulator السيروتونيني على قدرة الفئران على التحلي بالصبر عند انتظار المكافأة هو من صميم الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة Nature Communications. قام المؤلفان، الدكتور كاتسوهيكو ميازاكي والدكتور كايوكو ميازاكي، بتحليل كيف تتصرف القوارض تحت تأثير السيروتونين، كجزء من دراسة أجريت في وحدة الحوسبة العصبية في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا.
السيروتينين هو ناقل رسائل (ساع) كيميائي يؤثر على وظائف الخلايا العصبية. وقد رُبط بمجموعة كبيرة من السلوكيات، من المزاج والنوم، إلى الرغبة الشديدة (الشهوة) والعفوية. قوة المادة الكيميائية على السلوك البشري جعلته بؤرة مهمة في علاج الحالات العقلية، كالاكتئاب بمثبطات مستقبلات السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، والتي تبطيء من إعادة امتصاص السيروتونين والحفاظ على نشاطه في الدماغ.
وقال كاتسوهيكو ميازاكي: "الكثير من الدراسات الصيدلانية على السيروتونين، وعادة ما توصف أدوية السيروتونين"، لكن "الدور الذي يتركه السيروتونين على السلوك غير واضح". الفريق البحثي حقق في العلاقة السببية بين مستويات السيروتونين والسلوك في الفئران.
تم تدريب الفئران على أداء مهمة للحصول على مكافأة غذائية: تضع أنوفها في حفرة صغيرة وتنتظر - أُطلق عليها اسم "محشر الأنف". بعد فترة محددة مسبقًا، سُلمت المكافأة. وفي دراسة سابقة، استخدم الفريق طريقة تسمى بعلم البصريات الجيني (الأوبتوجينيتيك optogenetics) ، وهي طريقة تسمح للباحثين باستخدام الضوء لإثارة خلايا عصبية معينة بتوقيت دقيق. هذه الخلايا العصبية معدلة وراثيًّا لإنتاج بروتين حساس للضوء يتم تحفيزه من خلال تسليط الضوء على طول ألياف بصرية مزروعة في الدماغ. في الدراسة، تم إثارة الخلايا العصبية المنتجة للسيروتونين بالتحكم فيها بصرياً optogenetically في جزء من الدماغ يسمى نواة رفاء raphe الظهرانية (DRN) ، والتي تؤدي على نطاق واسع إلى الدماغ الأمامي (المخ الأمامي). كانت النتيجة أن زيادة نشاط الخلايا السيروتونين العصبية في ال DRN يزيد بشكل كبير من الوقت الذي يكون الفئران على استعداد لانتظار المكافأة الغذائية.
أظهرت التجارب الجديدة أن هناك حدودًا لقدرة السيروتونين على تعزيز الصبر. أعطيت الفئران محاولة محشر الأنف حيث تبلغ فرصة تبلغ ٧٥ ٪ مع فترة انتظار مدتها ٣ ثواني قبل تسليم المكافأة. عندما خضعت هذه الفئران إلى تجربة عدم وجود مكافأة في النهاية، طولت من وقت انتظارها، كما هو متوقع من الورقة السابقة. ومع ذلك، في الاختبارات التي كانت فيها فرصة الحصول على مكافأة بعد محشر الأنف ٥٠٪ أو ٢٥٪، فإن زيادة السيروتونين لم يكن له أي تأثير على وقت انتظار الفئران. وقال الدكتور ميازاكي "إن تأثير الصبر لا يعمل إلا عندما يعتقد الفأر أن هناك احتمالًا كبيرًا للمكافأة".
كما وجدوا أن تحفيز السيروتونين جعل الفئران تنتظر وقتًا أطول عندما كان توقيت المكافأة أكثر صعوبة للتنبؤ به. في اختبار فرصة الحصول على مكافأة بلغت ٧٥ ٪، في بعض الدورات تمت مكافأة الفئران بعد فترات مؤقتة بدقة، بينما في الدورات الأخرى تمت مكافأتهم بعد فترات جرى توقيتها عشوائيًّا. كانت أوقات الانتظار الممتدة بتحفيز الخلايا السيروتونين العصبية أكثر بروزًا عندما تم اختيار توقيت المكافأة بشكل عشوائي.
للمساعدة في شرح نتائج تجربتهم، وضع الفريق نموذجًا كمبيوتريًّا لشرح بيانات التجربة بشكل متناسق. في النموذج، كانت الفئران قادرة على توقع متى سيتم تسليم المكافأة الغذائية، والتخمين حين تخضع لمحاولات لا تقدم فيها المكافأة الغذائية. يمكن للنموذج إعادة إنتاج النتائج التجريبية بافتراض أن السيروتونين يؤثر على ثقة الفئران في الحصول على المكافأة عندما تكون ثقتهم غير الموضوعية عالية. في تجربة احتمالية ال ٧٥ ٪ من تقديم المكافأة، على سبيل المثال، السيروتونين جعل الفئران تتصرف كما لو كانت فرصة الحصول على المكافأة تبلغ ٩٥ ٪.
النموذج أيضًا كرر نفس نتيجة عدم اليقين في التوقيت. عندما كانت الفئران غير متأكدة من توقيت تسليم المكافأة، أصبح من الصعب عليها تخمين ما إذا كانت تنتظر في محاولة تسلم فيها مكافأة أو في محاولة لا تنطوي على مكافأة. تحفيز السيروتونين زاد من اعتقاد الفئران بأنها كانت في تجربة تنطوي على مكافأة، مما أدى إلى تأخير تخمينها أكثر لأن توقيت المكافأة كان أقل وضوحًا.
تظهر النتائج أن العلاقة بين تنشيط السيروتونين والسلوك الذي يعقبه معتمدة بشكل كبير على اعتقاد الحيوانات بالظروف. قد تكون لهذه النتائج تداعيات على فهمنا لكيف يتأثر البشر الذين يتعاطون أدوية ترفع من مستوى السيروتونين أيضًا. وقال الدكتور ميازاكي: "يمكن أن يساعد هذا في تفسير سبب كون علاج الاكتئاب المضاف إلى الـمثبطات مستقبلات السيروتونين الانتقائية SSRIs والعلاج الإدراكي السلوكي (CBT) هو أكثر فعالية من مجرد مثبطات مستقبلات السيروتونين الانتقائية SSRIs فقط". القدرة النفسية على العلاج تعزز بزيادة مستويات السيروتونين".
المصدر :
https://www.oist.jp/news-center/press-releases/wait-it-serotonin-and-confidence-root-patience-new-study
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم