علمٌ وفكر

الإسلام، يرفض الرأسمالية والاشتراكية


الإمام الخميني (قدس سره)

أحد الأمور التي يلزم التوصية والتذكير بها هي، أن الإسلام لا يوافق، لا الرأسمالية المطلقة الظالمة، والتي تتولى حرمان الجماهير المضطهدة والمظلومة، بل انه يدينها بشكل جدّي في الكتاب والسنة، ويعتبرها مخالفة للعدالة الاجتماعية .
بالرغم من أن بعض أصحاب الفهم الأعوج، الذين لا اطلاع لهم على نظام الحكومة الإسلامية، ولا على المسائل السياسية الحاكمة في الإسلام، كانوا وما يزالون يوحون من خلال كتاباتهم وأقوالهم، أن الإسلام يؤيد الرأسمالية والملكية بلا حدود .
وبهذه الكيفية التى استنتجوها من الإسلام بفهمهم المعوج طمسوا وجه الإسلام النوراني، وفتحوا الطريق للمغرضين أعداء الإسلام ليهاجموا الإسلام، ويعتبروه نظامًا كنظام الرأسمالية الغربية، مثل نظام أمريكا وبريطانيا والناهبين الآخرين الغربيين، معتمدين في معارضة الإسلام على أقوال هؤلاء الجهلة وأفعالهم - مغرضين في اعتمادهم هذا أو عن بلاهة - ودون رجوع إلى العارفين بالإسلام الواقعي .
ولا هو - الإسلام - نظام مثل النظام الشيوعي والماركسي اللينيني، الذي يعارض الملكية الفردية، ويقول بالاشتراك، مع الاختلاف الكبير الذي كان في الأدوار القديمة، وإلى الآن حتى الاشتراك في المرأة والشذوذ الجنسي، والذي استتبع ديكتاتورية واستبدادًا مدمرين .

الإسلام نظام معتدل، يعترف بالملكية ويحترمها بنحو محدود في نشوء الملكية والاستهلاك، بحيث إذا طبق ذلك على حقيقته، تتحرك عجلة الاقتصاد - وبالشكل السليم - وتتحقق العدالة الاجتماعية، التي هي من لوازم النظام السليم .
هنا - أيضا - مجموعة أخرى بأفهام معوجّة، وعدم اطلاع على الإسلام واقتصاده السليم، تقف في مقابل المجموعة الأولى، وتقدّم الإسلام أحيانًا على أنه موافق للمناهج الانحرافية لماركس وأمثاله، متمسكين ببعض الآيات، أو بعض العبارات من نهج البلاغة . دون الالتفات إلى سائر الآيات وسائر فقرات نهج البلاغة، ويركبون رؤوسهم بفهمهم القاصر، يروجون للمذهب الاشتراكي، ويدافعون عن الكفر والديكتاتورية والقمع الذي أعرض عن القيم الإنسانية، وجعل حزب أقلية يعامل الناس كالحيوانات .

لا تقعوا تحت تأثير الدعايات الجوفاء للقطب الرأسمالي الظالم الناهب، والقطب الملحد الاشتراكي والشيوعي، واحترموا الملكية ورؤوس الأموال المشروعة بالحدود الإسلامية، وطمئنوا الشعب لتنطلق حركة رؤوس الأموال والفعاليات البنّاءة........
وأوصي الأثرياء والرأسماليين الشرعيين، أن يوظفوا أموالهم المشروعة في النشاطات المثمرة في المزارع والقرى والمصانع، فتلك عبادة قيمة .
وأوصي الجميع بالسعي من أجل رفاه الطبقات المحرومة، فإن خير دنياكم وأخراكم في الاهتمام بشأن محرومي المجتمع............

وما أجمل أن تتطوع الطبقات المتمكنة لتهيئة السكن والرفاه لساكني الأكواخ والأقبية، وليطمئنوا أن خير الدنيا والآخرة في ذلك. وليس من الإنصاف في شيء أن يكون شخص بلا مأوى، فيما يمتلك الآخر عدة عمارات .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد