علمٌ وفكر

العدالة


الشهيد الثاني

«العدالة: وهي هيئة نفسانية راسخة تبعث على ملازمة التقوى والمروءة. وتزول بالكبيرة مطلقاً، وهي ما تُوعِّد عليها بخصوصها في كتاب، أو سنّة، وهي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبعين وسبعة.
ومنها: القتل، والربا، والزنا، واللواط، والقيادة، والدياثة، وشرب المسكر، والسرقة، والقذف، والفرار من الزحف، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، والأمن من مكر الله، واليأس من روح الله، والغصب والغيبة، والنميمة، واليمين الفاجرة، وقطيعة الرحم، وأكل مال اليتيم، وخيانة الكيل والوزن، وتأخير الصلاة عن وقتها، والكذب خصوصاً على الله ورسوله صلّى الله عليه وآله، وضرب المسلم بغير حقّ، وكتمان الشهادة والرشوة، والسعاية إلى الظالم ومنع الزكاة، وتأخير الحجّ عن عام الوجوب اختياراً، والظهار، وأكل لحم الخنزير والميتة، والمحاربة بقطع الطريق، والسِّحر، للتوعّد على ذلك كلّه، وغيره، وقيل: الذنوب كلّها كبائر، ونسبه الطبرسي في التفسير إلى أصحابنا مطلقاً، نظراً إلى اشتراكها في مخالفة أمر الله تعالى ونهيه، وتسمية بعضها صغيراً بالإضافة إلى ما هو أعظم منه، كالقبلة بالإضافة إلى الزنا، وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى النظرة، وهكذا.

[وتزول العدالة أيضاً] بالإصرار على الصغيرة، وهي ما دون الكبيرة من الذنب.
والإصرار إمّا فعليّ كالمواظبة على نوع، أو أنواع من الصغائر، أو حكميّ وهو العزم على فعلها ثانياً بعد وقوعه وإن لم يفعل، ولا يقدح ترك السنن إلّا أن يؤدّي إلى التهاون فيها، وهل هذا هو مع ذلك من الذنوب، أم مخالفة المروءة؟ كلٌّ محتمل، وإن كان الثاني أوجه.
[وتزول العدالة أيضاً] بترك المروءة، وهي التخلّق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه، فالأكل في السوق والشرب فيها لغير سوقيّ، إلّا إذا غلبه العطش، والمشي مكشوف الرأس بين الناس، وكثرة السخرية والحكايات المضحكة، ولبس الفقيه لباس الجنديّ وغيره ممّا لا يُعتاد لمثله بحيث يُسخر منه، وبالعكس، ونحو ذلك يسقطها، ويختلف الأمر فيها باختلاف الأحوال والأشخاص والأماكن، ولا يقدح فعل السنن وإن استهجنها العامّة، وهجرها الناس كالكحل، والحنّاء، والحنك في بعض البلاد، وإنّما العبرة بغير الراجح شرعاً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد