المترجم / عدنان أحمد الحاجي
لأول مرة، أظهرت دراسة أجراها باحثون في مركز  هلمهولتس زينتروم ميونخ لأبحاث الصحة  البيئية (١) والمركز الألماني لأبحاث السكري (DZD) كيف أن هرمونات القشرية السكرية أو القشرانيات السكرية  أو هرمونات الستيرويدات القشرية  (الكورتيكوستيرويدات glucocorticoid) والتي هي صنف من الهرمونات الستيرويدية، للمزيد من المعلومات راجع ٢)، كالكورتيزول، تتحكم في مستويات السكر والدهون بشكل مختلف أثناء النهار والليل، وتتحكم في التغذية والصيام وتتحكم في النشاط، على مدار ال ٢٤ ساعة.  ووجد البحث الذي أُجري على الفئران أن دورة الاستقلاب (التمثيل الغذائي) المعتمدة على الوقت من اليوم يتم تغييرها عن طريق اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية. نظرًا لأن هرمونات القشرانيات السكرية (الكورتيكوستيرويدات  glucocorticoids) ستخدم على نطاق واسع في علاج الأمراض الالتهابية، فإن هذه النتائج المنشورة في مجلة الخلية الجزيئية Molecular Cell تشير إلى أن مرضى الهزال والسمنة قد يستجيبون بشكل مختلف للعلاج بالستيرويد. أخيرًا، النتائج كشفت عن الوظيفة البيولوجية للإيقاعات اليومية لإفراز الهرمونات (التي تكون مرتفعة قبل الا ستيقاظ من النوم وقبل تناول الغذاء، وتكون منخفضة أثناء النوم والصيام) وكذلك دورة تخزين السكر والدهون اليومية أو إفرازها من قبل الكبد.
كل خلية في جسم الإنسان تعمل بساعة داخلية تتبع إيقاعات ٢٤ ساعة البوماوية circadian rhythm . هذه الساعة الداخلية تتم مزامنتها مع الدورة الطبيعية لليل والنهار بشكل رئيسي بأشعة الشمس، ولكن أيضاً بالعادات الاجتماعية. في النظام الصحي، يتم إنتاج هرمونات توتر الكورتيكوستيرويدات ( glucocorticoid stress hormones) كل صباح عن طريق الغدة الكظرية. يبلغ إفراز هرمونات القشرانيات السكرية (الكورتيكوستيرويدات) ذروته قبل الاستيقاظ، مما يدفع الجسم إلى استخدام الأحماض الدهنية والسكر كمصادر للطاقة، وتمكننا من بدء أنشطتنا اليومية. 

عندما يُربك إيقاع الساعة البيولوجية (على سبيل المثال، بسبب العمل بنظام النوبة أو إرهاق بعد السفر الطويل jet lag) و / أو عندما يغير مستوى السكريات القشرية (الكورتيكوستيرويدات) (على سبيل المثال من خلال متلازمة كوشينغ -للتعريف بالمتلازمة، راجع ٣- أو التطبيق الإكلينيكي على المدى الطويل)، يمكن أن يسبب سوء انتظام استقلاب عميق - كالسمنة، والسكري من النوع ٢، ومرض الكبد الدهني. وبالتالي كان هدف الباحث هو معرفة أهمية هذه الدروات اليومية لإفراز هرمون التوتر، وتأثير هذه الهرمونات على "الساعة الداخلية" ودورها في دورات الاستقلاب اليومية.
العمليات الاستقلالية لهرمونات القشرانيات السكرية(الكورتيكوستيرويدات) في الكبد
لدراسة العملية الاستقلالبية لهرمونات القشرانيات السكرية (الكورتيكوستيرويدات) في الكبد، قام الباحثون بتحليل نشاط المستقبل reciptor التابع لها، الذي يُطلق عليها مستقبلات هرمونات القشرانيات السكرية، باستخدام تقنيات إنتاجية عالية جديدة. قاموا بتحليل كبد فئران كل ٤ ساعات خلال النهار والليل. وكانت الفئران إما في حالة طبيعية أو تتغذى على نظام غذائي عالي الدهون. ثم استخدموا التقنيات الحديثة في الجينوميات والبروتينات والمعلوماتية الحيوية لتصوير متى وأين يمارس مستقبل receptor  هرمونات القشرانيات السكرية عملياته الاستقلابية.

 قام الباحثون بتشريح آثار الارتفاعات اليومية في إفراز هرمونات القشرانيات السكرية في دورة استقلاب الكبد على مدار ال ٢٤ ساعة.  يمكنهم أن يوضحوا كيف تنظم هرمونات القشرانيات السكرية عملية الاستقلاب بشكل مختلف أثناء الصيام (عندما تنام الفئران) وأثناء التغذية (عندما تكون نشطة)، وعن طريق ربط الجينوم المعتمد على الوقت. علاوة على ذلك، أظهروا كيف يتم التحكم في معظم النشاط الجيني الإيقاعي بواسطة هذه الهرمونات. عند فقد عنصر التحكم هذا (في ما يسمى ب KO mouse . للتعريف راجع ٤)، تتأثر مستويات السكر في الدم والدهون. هذا ما يفسر كيف تتحكم الكبد في مستويات السكر والدهون في الدم بشكل مختلف خلال النهار والليل.
في خطوة تالية، نظرًا لأن مستقبل receptor هرمونات القشرانيات السكرية  هو هدف عقاقيري يستخدم على نطاق واسع في العلاجات المناعية، فقد بحثوا في آثار الجينوم بعد حقن عقار الديكساميثازون dexamethasone، وهو سكريات قشرية اصطناعية تنشط هذا المستقبل reciptor. "بهذه التجربة"، توضح الدكتورة فابيانا كالياريني، "وجدنا أن الاستجابة للدواء كانت مختلفة في الفئران البدينة مقارنة بالفئران الهزيلة. إنها المرة الأولى التي تُظهر فيها أن النظام الغذائي يمكن أن يغير الاستجابات الهرمونية والعقاقير للأنسجة الأيضية الاستقلابية ".

 رؤى جديدة للعلاج بالطب الزمني وعلاج الأمراض الاستقلابية

هرمونات القشرانيات السكرية هي مجموعة من هرمونات الستيرويد الطبيعية والاصطناعية كالكورتيزول. لها خصائص قوية مضادة للالتهابات ومثبطة للمناعة والتي يمكن أن تسيطر على (تضبط) نشاط الجهاز المناعي. وهذا هو سبب استغلالها على نطاق واسع في الأدوية. العيب الرئيسي هو أن هرمونات القشرانيات السكرية تسبب أيضًا آثارًا جانبية شديدة بسبب قدرتها على تعديل الاستقلاب (أيض) للسكر والدهون: قد يصاب المرضى بالسمنة أو فرط الدهون الثلاثية أو الكبد الدهني أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري من النوع ٢.
"معرفة كيف تتحكم هرمونات القشرانيات السكرية في دورات ال ٢٤ ساعة من نشاط الجين في الكبد وبالتالي مستويات السكر في الدم والدهون، توفر رؤى جديدة عن "الطب الزمني Chronomedicine (ويُعرف الطب الزمني بأنه تطبيق البايلوجيا الزمنية لمعرفة أنماط الأمراض، للمزيد من التعريف راجع ٥)"وتطور مرض الاستقلاب. يمكننا وصف وجود صلة جديدة بين نمط الحياة والهرمونات والفسيولوجيا على المستوى الجزئي، مما يشير إلى أن الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة قد يستجيبون بشكل مختلف لإفراز الهرمونات اليومية أو عقاقير هرمونات القشرانيات السكرية. هذه الآليات هي الأساس لتصميم المقاربات العلاجية المستقبلية "، كما أوضح البروفيسور هنرييت أولينهاوت.
قاد يونانهات Uhlenhaut فريق من الباحثين من معاهد السكري والسمنة وكذلك أمراض السكري والسرطان في مركز هلمهولتس زينتروم في ميونخ لأبحاث الصحة البيئية Helmholtz Zentrum München، والمركز الألماني لأبحاث السكري (DZD)ومعهد ماكس بلانك للكيمياء الحيوية، وكلية الطب بجامعة نورث ويسترن في فينبرغ في شيكاغو وكلية علوم الحياة ويلهانستيڤن Weihenstephan في الجامعة التقنية في ميونيخ (TUM).

مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.helmholtz-muenchen.de/en/about-us/index.html
2-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/هرمون_قشري_سكري
3-https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/cushing-syndrome/symptoms-causes/syc-20351310
https://www.genoway.com/service/knockout.htm?utm_source=google 4- &utm_medium=cpc&utm_campaign=world&gclid=Cj0KCQiA2b7uBRDsARIsAEE9XpGRI2pHHWSipAiAeA-B_aCXzs0TO3ZP8pIIHiKR_QcJo3wazBCTuKAaAkYREALw_wcB
5-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/علم_الأحياء_الزمني
المصدر الرئيس
https://www.helmholtz-muenchen.de/en/press-media/press-releases/all-press-releases/press-release/article/46961/index.html