علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

عيون البشر تحتال على الدّماغ

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

 

أثبتت دراسة (1) جديدة أن الجهاز البصري (2) البشري يمكن أن "يخدع" الدّماغ ليضع افتراضات غير دقيقة حول حجم الأشياء في المحيط.

إحدى الوظائف الأساسية للإدراك البصري هي بناء تمثيل ثلاثي الأبعاد للمحيط حولنا من صور شبكية العين ذات البعدين. هذه الصور تعدّ مصدرًا غنيًّا بالقرائن الدّالة على العمق، ولكن لا يمكن لأيّ منها أن يخبرنا عن أيّ من العمق والحجم الحقيقين للجسم المرئي في المشهد الطبيعي. على سبيل المثال،  المعلومات التي تصل إلينا من صورة ببعدين  للمشهد الطبيعي تعطينا انطباعًا عن صورة بثلاثة أبعاد في نموذج مجسّم له عمق وحجم مطابق لما في المشهد الحقيقي الذي تم تصويره / رؤيته.

قد تترتب على نتائج هذه الدراسة آثار في الكثير من جوانب الحياة اليومية، مثل قيادة السيارات، وكيفية التعامل مع روايات شهود العيان في جهاز العدالة الجنائية (3)، والقضايا الأمنية، مثل ادعاءات رؤية طائرات بدون طيار.

الفريق البحثي من جامعة يورك York وجامعة أستون Aston عرض على المشاركين صورًا فوتوغرافية لمشهد قطارات بحجمها الطبيعي، بحيث كان المنظران العلوي والسفلي من الصورة ضبابيين blurred، بالإضافة إلى عرضهم صورًا  فوتوغرافية لنماذج مجسمة صغيرة الحجم لصورة ضبابية للقطارات.

 

صور قطارات حقيقية  مقابل صور لنماذج قطارات مجسّمة

طُلب من المشاركين مقارنة كلّ صورة، وتحديد جانب القطار "الحقيقي" بحجمه الطبيعي. وكانت النتائج أن المشاركين رأوا  أن صور القطارات الحقيقية الضبابية blurred كانت أصغر من صور نماذج القطارات المجسّمة.

وقال الدكتور دانييل بيكر Daniel Baker، من قسم علم النفس بجامعة يورك: "لكي نتمكّن من معرفة الحجم الحقيقي (الطبيعي) للأشياء التي نراها من حولنا، يحتاج جهازنا البصري إلى تقدير المسافة إلى الجسم المرئي.

"للتوصل إلى فهم الحجم  الحقيقي للشيء، يمكن أن نأخذ في الاعتبار جوانب الصورة الضبابية  - والتي تشبه صورة الكاميرا المهزوزة إلى حدّ ما - والتي تفتقد إلى العمليات الرياضية المعقدة التي يحتاجها الدماغ لمعرفة الحجم المكاني spacial scale (المترجم: الحجم إمّا أن يكون ميكرويًا micro، أو متوسطًا meso، أو كبيرًا mega, أو غيغا (4) gega).

"ومع ذلك، تثبت هذه الدراسة الجديدة أننا يمكن أن نُخدع في تقديراتنا للحجم الطبيعيّ للجسم. ويستفيد المصوّرون من هذه الظاهرة باستخدام تقنية تسمى "التصوير بعدسات الإمالة والإزاحة" (بالنسبة لمستشعر الصورة) Tilt Shift Lens التي تعطي انطباعًا أن الجسم الطبيعي المصوّر يبدو جسمًا مصغرًا (5 - 7)".

 

جهاز بصري مرن

توضح النتائج أن الجهاز البصري البشري مرن جدًّا - في بعض الأحيان قادر على رؤية حجم الجسم بدقة وذلك باستغلال ما يعرف باسم "الزيغ البصري(8)"، ولكنه في أحيان أخرى يخضع لتأثيرات أخرى، ويفشل في معرفة حجم الجسم في العالم الحقيقي (في حجمه الطبيعي).

وقال البروفيسور تيم ميس Tim Meese، من جامعة أستون: "تشير نتائجنا إلى أن الرؤية البشرية يمكن أن تستغل الزيغ البصري لاستنباط القياس الإدراكي الحسي perceptual scale ولكنها تفعل ذلك ببساطة. [المترجم: القياس الإدراكي الحسي هو تحديد العلاقة بين مجموعة من المثيرات / الأجسام الطبيعية في المحيط، واستجابات الجهاز البصري للرائي(9)].

"بشكل عامّ، أعطتنا النتائج التي توصلنا إليها رؤى جديدة عن الآليّات الحوسبية التي يستخدمها الدماغ البشري في الأحكام الإدراكية الحسية (10، 11) عن العلاقة بيننا وبين محيطنا الخارجي".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر من داخل النص وخارجه

1- https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0285423

2- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/جهاز_بصري

3- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/عدالة_جنائية

4- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/مقياس_مكاني\

5- https://www.dz-techs.com/what-is-tilt-shift-photography/

6- "التّصوير بالميل والإزاحة (Tilt–shift photography) فن التصوير بالميل والإزاحة Tilt-Shift هو عبارة عن تقنية رائعة من تقنيات التصوير، تعتمد على تصوير مشاهد حقيقية من حياتنا اليومية ومعالجتها بطريقة معينة لإعطاء انطباع أنها مجسمات مصغرة، أما عن سبب الشعور أنها نماذج مصغرة فهو تلاعب بسيط بالألوان لإعطائها مزيداً من البريق والوضوح مثل ألوان الطلاء الذي تُطلى به النماذج المصغرة، وكذلك التحكم فيما يسمى بعمق الحقل (depth of field)، لمحاكاة عدسات تصوير النماذج المصغرة (أيّ الضبابية أو الاهتزاز blurring الذي يبدو أعلى وأسفل الصورة)، فتكون النتيجة هي أننا نستطيع من خلال هذا الفن التصويري الرائع أن ننظر للحياة التي نعيش فيها كما لو كانت نموذجاً مصغراً محفوظاً داخل كرة أو صندوق زجاجي".  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/التصوير_بالميل_والإزاحة

7- عمق الحقل أو عمق المجال أو الغبش البعدي (depth of field) وفي بعض الأحيان يطلق عليه العزل (أي عزل جزء معين من الصورة بإظهاره دقيق التفاصيل وإظهار الخلفية ضبابية التفاصيل) هو المسافة داخل الصورة التي تكون فيها الأشياء واقعة في بؤرة العدسة فتكون واضحة وحادة التفاصيل".  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عمق_الحقل

8- الغبش البصري defocus blur هو نوع من أنواع الزيغ الذي يحدث عندما لا تلتقي كل الفوتونات القادمة من نقطة واحدة في جسم ما، عند نفس النقطة على حساس الكاميرا أو حتى شبكية العين. النتيجة من هذه العملية هي صورة ضبابية متداخلة في بعضها، حيث أن الفوتونات القادمة من نقطة واحدة في الجسم, تنتشر على بقعة بدل ما تكون عبارة عن نقطة كما هي في الواقع".  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/زيغ_محرقي

9- https://www.nature.com/articles/s41467-020-17194-5

10- "الأحكام الإدراكية الحسية Perceptual judgements هي، بطبيعتها، نتيجة مكونة من الإحساس والعمليات المعرفية المسؤولة عن تفسير التجارب الشخصية والإبلاغ عنها. ومن ثم قد تنجم الأحكام الإدراكية المتغيرة عن تغيرات في كيف يبدو المحيط  (الإدراك الحسي للمحيط perception)، أو التفسير اللاحق لذلك الإدراك الحسي (الحكم judgement )".  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.nature.com/articles/s41598-019-43170-1

11- "العمليات المعرفية / العقلية cognitive processes هي العمليات العقلية (الذهنية) التي يقوم بها الدماغ لمعالجة المعلومات. ومن خلال هذه العمليات يتفاعل الدماغ مع المعلومات التي تأتي إليه عبر الحواس ويخزنها ويحللها ويسترجعها إذا اقتضت الحاجة لاتخاذ القرارات المناسبة وبذلك تجري عملية التعلم (الاكتساب). العمليات المعرفية تشمل أيضًا الوظائف المعرفية، وهي جوانب أساسية مثل الإدراك والانتباه، بالإضافة إلى جوانب أكثر تعقيدًا، مثل التفكير. أي نشاط نقوم به، على سبيل المثال، القراءة أو غسل الأطباق أو ركوب الدراجات، ينطوي على معالجة معرفية".  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

http://https://www.becas-santander.com/en/blog/cognitive-processes.html

المصدر الرئيس

https://www.york.ac.uk/news-and-events/news/2023/research/humaneyesreallydoplaytricksonthemindsayexperts/

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد