قرآنيات

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ


يقول سبحانه وتعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ القمر / 1-2
لقد كان المشركون في صدر الإسلام يجهدون في سبيل منع انتشار الدعوة الإسلامية، فلم يتركوا وسيلة إلا جربوها ولا سبيلاً إلا سلكوه، لكنهم فشلوا ولم يصلوا إلى هدفهم، لذلك قرروا أن يعملوا عملاً يزلزل نبوّة محمد (ص) ويجعله عاجزاً عن فعل ما يطلبونه منهم.

لذلك اجتمعوا أربعة عشر رجلاً أصحاب العقبة ليلة أربعة عشر من ذي الحجة، فقالوا للنبي (ص) : ما من نبي إلا وله آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبي (ص) ما الذي تريدون؟ فقالوا أن يكون لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين.
فهبط جبرائيل عليه السلام وقال يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: إني قد أمرت كل شيء بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي (ص) شكرا لله وسجد شيعتنا، رفع النبي (ص) رأسه ورفعوا رؤوسهم، ثم قالوا يعود كما كان فعاد كما كان، ثم قالوا ينشق رأسه فأمره فانشق فسجد النبي (ص) شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا يا محمد حين تقدم سفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك وإن لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنه سحر سحرتنا به، فأنزل الله تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ إلى آخر السورة.
ـــــــــــــــــ
تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي، ج2، ص 341.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد