قرآنيات

الحسين عدل القرآن


الشيخ محسن قراءتي ..

المقال الأوّل: الحسين عدل القرآن
مثلما أن القرآن سيّد الكلام (1)، الإمام الحسين (عليه السلام) سيّد الشهداء (2).
إن كان قد ورد في الدعاء (42)  من الصحيفة السجّادية حول القرآن: "وميزانُ قِسط"، فقد ورد في زيارة الإمام الحسين (ع): "أشهد أنّك أمرتَ بالقسط"(3).
إن كان القرآن موعظة الباري تعالى {مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}(4)، فالإمام الحسين (عليه السلام) خاطب القوم قائلاً: "لا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم"(5).
إن كان القرآن يهدي الناس إلى الرشاد {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}(6)، كذا الإمام الحسين (‏عليه السلام) قد خاطب القوم: "أدعوكم إلى سبيل الرشاد"(7).
وإن كان القرآن عظيماً {وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}(8)، كذا الإمام الحسين (‏عليه السلام) "عظيم السوابق"(9).
إن كان القرآن حق ويقين(10)، كذا نقرأ في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): "وعبدتَ الله مخلصاً حتى أتاك اليقين"(11).
إن كان القرآن شفيعاً يوم القيامة "نعم الشفيع القرآن"(12)، كذلك الإمام الحسين (‏عليه السلام) له مقام الشفاعة: "وارزقني شفاعة الحسين"(13).
إن كان قد ورد في الدعاء الثاني والأربعين من الصحيفة السجادية بشأن القرآن بأنه "عَلَم نجاة"، فقد ورد في زيارة الإمام الحسين‏ (عليه السلام): "أنّه راية الهدى"(14).
إن القرآن شفاء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء}(15)، كذلك طين قبر الإمام الحسين (عليه السلام): "طين قبر الحسين شفاءٌ من كلّ داء"(16).
إن كان القرآن منار للحكمة(17)، فالإمام الحسين (عليه السلام) باب حكمة الله: "السلام عليك يا باب حكمة ربّ العالمين"(18).
إن كان القرآن آمر للمعروف وناهٍ عن المنكر: "فالقرآن آمرٌ وزاجر"(19)، فالإمام الحسين (عليه السلام) كذلك قد بيّن هدفه من المسير إلى كربلاء: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"(20).
 إن كان القرآن نوراً {نُورًا مُّبِينًا}(21)، فالإمام الحسين (عليه السلام) كذلك: "كنت نوراً في الأصلاب الشامخة"(22).
إن كان القرآن قد جعل لكل الأزمنة والأمكنة: "لم يجعل القرآن لزمانٍ ولا لِناس دون ناس"(23)، كذلك الإمام الحسين (‏عليه السلام)، فنقرأ أن آثار كربلاء: "لا يدْرس أثره ولا يُمحى رسمه"(24).
إن كان القرآن كتاباً مباركاً: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ}(25)، فشهادة الإمام الحسين (‏عليه السلام) أيضاً بالنسبة للإسلام كان سبباً للبركة والنمو: "الّلهم فبارك لي في قتله"(26).
إن كان القرآن {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}(27)، فقد ورد بشأن الإمام الحسين (‏عليه السلام): "لم تَمِلْ من حقّ إلى باطل"(28).
إن كان القرآن كريماً {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}(29)، فالإمام الحسين (عليه السلام) كريم الخلائق"(30).
إن كان القرآن: {إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}(31)، فالإمام الحسين (عليه السلام) قد قال: "هيهات منّا الذّلة"(32).
إن كان القرآن: "إنّ هذا القرآن... العروة الوثقى"(33)، فالإمام الحسين (عليه السلام): "إنّ الحسين... سفينة النجاة والعروة الوثقى"(34).
إن كان القرآن بيّنة واضحة: {جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}(35)، فالإمام الحسين (عليه السلام) كذلك: "أشهد أنّكَ على بيّنة من ربّك"(36).
إن كان ينبغي تلاوة القرآن بسكينة وتأنٍ {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(37)، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) في آداب زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام): "... فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامشِ حافياً وامشِ بمشي العبدِ الذليلِ"(38).
إن كان ينبغي تلاوة القرآن بحزن: "فاقرؤه بالحُزن"(39)، فقد ورد عن أبي عبدالله الصادق (ع) في زيارة الإمام الحسين (‏عليه السلام): "إذا أردت أنت قبر الحسين (عليه السلام) فزره وأنت كئيبٌ حزينٌ شعثٌ مغبرٌ..."(40).
بلى، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو القرآن الناطق، وسيماء كلام الباري تعالى.
ــــــــــــــــــــــ
1) مجمع ‏البيان، الطبرسي، ج2، ص361.
2) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص‏70.
3) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج12، ص481.
4) سورة يونس، الآية 57.
5) لواعج الأشجان، السيد محسن الأمين، ص26.
6) سورة الجنّ، الآية 2.
7) لواعج الأشجان، السيد محسن الأمين، ص128.
8) سورة الحجر، الآية 87.
9) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج98، ص239.
10) سورة الحاقة، الآية 51.
11) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص202.
12) نهج ‏الفصاحة، الحديث 633.
13) مفاتيح الجنان، زيارة عاشوراء.
14) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص70.
15) سورة الإسراء، الآية 82.
16) من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج2، ص446.
17) الحياة، ج‏2، ص‏140.
18) مفاتيح ‏الجنان، الشيخ عباس القمي.
19) نهج ‏البلاغة، الخطبة 182.
20) سموّ المعنى ‏في ‏سموّ الذّات، ص96.
21) سورة النساء، الآية 174.
22) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص230.
23) سفينة البحار، الشيخ عباس القمي، ج‏2، ص‏413.
24) مقتل المقرّم، ص397.
25) نفسه، ص29.
26) مقتل الخوارزمي، ج‏1، ص‏164. هذه الرواية مروية عن رسول الله (ص).
27) سورة الزمر، الآية 28.
28) فروع الكافي، الشيخ الكليني، ج4، ص561.
29) سورة الواقعة، الآية 77.
30) نفس ‏المهموم، ص7.
31) سورة فصّلت، الآية 41.
32) اللهوف، السيد ابن طاووس، ص54.
33) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج92، ص31.
34) شعاع من عظمة الحسين (فارسي)، ص6.
35) سورة الأنعام، الآية 157.
36) فروع الكافي، الشيخ الكليني، ج4، ص565.
37) سورة المزمّل، الآية 4.
38) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص‏221.
39) وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج4، ص857.
40) كامل الزيارات، ابن قولويه، ص‏131.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد