قرآنيات

القول في ناسخ القرآن ومنسوخه


الشيخ المفيد ..

وأقول : إنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً كما أنّ فيه محكماً ومتشابهاً بحسب ما علمه الله من مصالح العباد. قال الله - عزّ اسمه ـ : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ‌ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ).

والنسخ عندي في القرآن إنّما هو نسخ متضمّنه من الأحكام وليس هو رفع أعيان المنزل منه كما ذهب إليه كثير من أهل الخلاف ، ومن المنسوخ (۱) في القرآن قوله تعالى : ( أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ‌ إِخْرَ‌اجٍ ) وكانت العدّة بالوفاة بحكم هذه الآية حولاً ثمّ نسخها قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُ‌ونَ أَزْوَاجًا يَتَرَ‌بَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْ‌بَعَةَ أَشْهُرٍ‌ وَعَشْرً‌ا ). واستقرّ هذا الحكم باستقرار شريعة الإسلام ، وكان (۲) الحكم الأوّل منسوخاً والآية به ثابتة غير منسوخة وهي قائمة في التلاوة كناسخها بلا اختلاف.

وهذا مذهب الشيعة وجماعة من أصحاب الحديث وأكثر المحكمة والزيديّة ، ويخالف فيه المعتزلة وجماعة من المجبرة ، ويزعمون أنّ النسخ قد وقع في أعيان الآي كما وقع في الأحكام ، وقد خالف الجماعة شذاذ انتموا إلى الاعتزال ، وأنكروا نسخ ما في القرآن على كلّ حال. وحكى عن قوم منهم أنّهم نفوا النسخ في شريعة الإسلام على العموم ، وأنكروا أن يكون الله نسخ منها شيئاً على جميع الوجوه والأسباب.

الهوامش
۱. وهو المنسوخ ألف.
۲. وكان حكم الحول منسوخا ب.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد