قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عن الكاتب :
أحد مراجع التقليد الشيعة في إيران

الهدف من الأمثال من لسان القرآن


الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

لقد بُيّن الهدف من الأمثال في بعض آيات القرآن، نأتي هنا بثلاثة نماذج :
١ ـ في الآية ٢٥ من سورة إبراهيم بعد ما شبّه (الكلمة الطيبة) بالشجرة الطيبة ـ وسيأتي بحث ذلك ـ يقول في آخر الآية : (وَيَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للناّس لَعَلّهُم يَتَذَكّرون) وعلى هذا فالتذكير هو من أهداف الأمثال.
٢ ـ في الآية ٢١ من سورة الحشر بعد ما يشبّه بعض القلوب بالجبال وأن إمكانية التأثير على الجبال أكثر من إمكانية التأثير على هذه القلوب يقول في نهاية الآية : (وتِلْكَ الأمثَال نَضْرِبُها للناس لَعَلّهُم يَتَفَكّرُون) وعلى هذا فالتفكّر هو من أهداف هذه الأمثال.
٣ ـ وفي الآيات ٤٠ ـ ٤٣ من سورة العنكبوت، بعد ما يشبّه من اتخذ أولياء من دون الله بالعنكبوت الذي يتخذ بيتاً وهناً. يقول في نهاية الآية ٤٣ : (وَتِلْكَ الأمثال نَضْربُها للنّاسِ ومَا يَعْقِلُها إلّا العَالِمُون) وحسب ما في هذه الآية فإنَّ تعقل العلماء هو من أهداف تلك الأمثال.
يمكننا استنتاج ثلاث مراحل لتأثير الأمثال على النفوس، هي كالتالي:
الأولى: مرحلة التذكر وهي مرحلة مرور حقيقة الخطاب الإلهي في الذهن.
الثانية: مرحلة التفكر، وهي مرحلة التفكير في موضوع المثل وحكمته.
الثالثة: مرحلة التعقل وهي مرحلة إدراك وهضم الحقائق. (1)
__________________
 (١) يمكننا الأخذ بنظر الاعتبار احتمالين آخرين، الأول : تقسيم الأمثال حسب النتائج ، فبعضها تذكّر وبعضها تجعلنا نفكر وبعضها تؤدي إلى الاستيعاب والإدراك.
الثاني : تقسيم الأمثال حسب المخاطب، فالمخاطب على ثلاثة أقسام وكل من الأقسام الثلاثة الماضية للأمثال تختص بقسم من المخاطبين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد