قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطهراني
عن الكاتب :
عُرف بين الناس باسم العلامة الطهراني، عارف وفيلسوف، ومؤلف موسوعي، من مؤلفاته: دورة المعارف، ودورة العلوم، توفي عن عمر يناهز الواحد والسبعين من العمر، سنة 1416 هـ.

كيف يأنس المؤمن بالقرآن الكريم؟ (3)

استحباب قراءة القرآن في الصلاة

أما قراءة القرآن في الصلاة فلها شأنها الخاصّ وهي ممدوحة جدّاً، والقرآن الذي يُتلى في الصلاة ثوابه مضاعف.

فقد رويَ في الكافي بإسناده عن عبد الله ابن سليمان، عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال: من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأه في صلاته جالساً كتب الله له بكلّ حرف خمسين حسنة، ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات.[1]

ولقد نقل حجّة الإسلام الغزالي هذه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام إلى قوله: «خمسين حسنة» وأضاف عليها أيضاً قوله: «ومن قرأ في غير صلاة وهو على وضوء فخمس وعشـرون حسنة، ومن قرأ على غير وضوء فعشر حسنات، وما كان من القيام باللّيل فهو أفضل، لأنّه أفرغ للقلب».[2]

يصف الله العلّي الأعلى في القرآن المجيد الأشخاص الذين يصرفون أوقاتهم في اللّيل بقراءة القرآن والذكر لله سبحانه سواء في الصلاة أم في غيرها {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ}[3] فقد مدحَ الله سبحانه جميع هذه الأصناف من كان منهم يقرأ في حالة القيام، ومن كان يقرأ في حالة القعود والنوم وعلى جنوبهم، ولكنّه قدّم القيام على القعود، والقعود على الذكر حال الاضطجاع على الجنب.

ويأمر الله سبحانه نبيّه بإحياء جزء من ليله بالصلاة وقراءة القرآن: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ [4] فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ [5] وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[6] فالمقصود من {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ} و{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ} هو قراءة القرآن داخل الصلاة بقرينة قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ} وذلك لأنّ المراد من القيام في هذه الآية الشريفة هو القيام للصّلاة، وبما أنّ قراءة القرآن واجبة في الصلاة، فإنّ التعبير بقراءة القرآن مقصود منه إقامة الصلاة، وذلك مثل قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.[7]

أي: أقم قرآن الفجر (صلاة الصبح)، لأنّ صلاة الصبح هذه مشهودة لصفّين من ملائكة اللّيل وملائكة النهار!

لم يكن المؤمنون في صدر الإسلام يقرؤون في صلواتهم السور القصار، بل كانوا في صلواتهم الواجبة وتبعاً لأمر النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي كان يقضي بأن يقرؤوا في صلاتي الظهر والعصر السور القصار كالقارعة وأمثالها بعد الحمد، وفي صلاتي المغرب والعشاء مثل سور الأعلى والشمس، وفي صلاة الصبح نحو سور المزمّل والمدّثر، وفي باقي صلوات اللّيل والنهار أن يقرؤوا سورة التوحيد ولو مرّة واحدة، وفي الصلوات المستحبّة أن يقرؤوا السور الطوال، والخلاصة بأن يُقرأ القرآن كثيراً في الصلاة، وأن لا يكتفي الإنسان أبداً بسورة واحدة في صلاته؛ لأنّ ذلك سيكون مستوجباً لتضييع القرآن وهجرانه.

وفيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام في من لا يحضره الفقيه أنّه قال: «أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلّا يكون القرآن مهجوراً مضيّعاً، وليكن محفوظاً مدروساً فلا يضمحلّ ولا يجهل، وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمِع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد، ثمّ شرع عليه السلام في تفسير سورة الحمد إلى آخرها».[8]

 

أنس المؤمنين بالقرآن

فالمؤمنون الذين كانوا مع رسول الله كانوا يقرؤون السور الطوال في صلاة اللّيل وفي الصلوات الواجبة ـ غير صلاة الجماعة خلف النبيّ ـ وفي صلواتهم المستحبّة أيضاً كانوا يقرؤون السور الطوال، وكانوا يغرقون في عالم من اللّذة والأنس والتكلّم مع الله سبحانه وهم مسرورون.

حدّث جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه [وآله] سلّم فى غزوة ذات الرقاع من نخل، وكان المسلمون قد أسروا نساء المشركين، فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين، فلمّا انصرف رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قافلاً أتى زوجُها وكان غائباً، فلمّا أُخبر الخبر حلف أن لا ينتهي حتّى يهرق في أصحاب محمّدٍ دماً، فخرج يتبع أثر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزل رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منزلاً، فقال: «من رجل يكلؤنا ليلتنا؟»[9] قال: فانتدب رجلٌ من المهاجرين، قيل: هو عمّار بن ياسر، ورجل من الأنصار، قيل: هو عبّاد بن بشر، فلمّا خرج الرجلان إلى فم الشُّعب قال الأنصاريّ للمهاجريّ: أيَّ الليل تحبُّ أن أكفيكه أوّله أو آخره؟ قال: بل اكفني أوّله فاضطجع المهاجري فنام، وقام الأنصاريّ يصلّي، وأتى الرجل فلمّا رأى شخصه عرف أنّه ربيئة القوم[10]، فرماه بسهم فوضعه فيه، قال: فانتزعه عنه وثبت قائماً، ثمّ رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه، وثبت قائماً، ثم عاد له بثالث، فوضعه فيه فنزعه ثمّ ركع وسجد، ثم أهبّ[11] صاحبه فقال: اجلس فقد أُثْبِتُّ[12]. قال: فوثب، فلمّا رآهما الرجل عرف أن قد نذِرا بهِ فهرب، فلمّا رأى المهاجريّ ما بالأنصاريّ من الدماء، قال: سبحان الله، أفلا أهببتنى أوّل ما رماك؟ قال: كنت فى سورة أقرؤها فلم أحبّ أن أقطعها حتّى أنفذَها[13]، فلمّا تابع على الرمي ركعتُ فآذنتك، وأيم الله لولا أن أضيّعَ ثغراً أمرني رسول الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحفظه، لقُطِعَ نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها[14]!

يقول المرحوم القمّي رحمه الله: لقد كان عمّار بن ياسر ذلك الرجل من المهاجرين، وعبّاد بن بشر الرجل من الأنصار، والسورة التي كان يقرؤها هي سورة الكهف.

 

عمار بن ياسر وعلاقته بالقرآن

هكذا كان أُنس المسلمين بالقرآن المجيد، وهكذا كانوا يذوبون في عوالم العشق مع الله سبحانه وتعالى في خلواتهم وعند تلاوتهم للقرآن للمجيد، وكانوا مستعدّين لأن يسلّموا أنفسهم وأرواحهم على أن لا ينقطعوا عن لذّة مكالمة الله تعالى.

يُروى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه خطب في آخر أسبوع من حياته آخر خطبة له، وقد قال في هذه الخطبة: أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيِّهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنيّة، وأُبْرِد[15] برؤوسهم إلى الفجرة؟ ثمّ ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء، ثمّ قال [عليه السلام]: أوّه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه.[16]

لقد كان عمّار من كبار صحابة رسول الله وأمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام، أضف إلى أنّه كان من كبار الفقهاء والزهّاد وأهل البصيرة والنظر، ومن أهل الولاية وذوي القلب الحيّ والضمير المـشرق، حتّى قال رسول الله في حقّه: «عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار حيث كان، عمّار جلدة بين عيني وأنفي، تقتله الفئة الباغية»[17] ولقد نُقل في صحيح البخاري أنّ عمّاراً عند بناء مسجد النبيّ صلّى الله عليه وآله، كان يحمل من الحجارة ضعف ما يحمله الآخرون، إحدى الحصّتين عنه والأخرى عن رسول الله، فمرّ به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومسح عن رأسه ووجهه الغبار وقال: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية؛ ويدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار».[18]

كما أنّ النبيّ قال في حقّه: «فأبشر يا أبا اليقظان فإنّك أخو عليّ في ديانته، ومن أفاضل أهل ولايته، ومن المقتولين في محبّته، تقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك من الدنيا ضياح من اللبن»[19].[20]. [21]

لقد قام عثمان[22] زمن خلافته بضربه إلى الحدّ الذي أُغمي على عمار، ثمّ أمر غلمانه أن يوثقوا يديه ورجليه ويضربوه على مذاكيره حتّى أصابه الفتق من جرّاء ذلك، وكُسِر ضلع من أضلاعه، في الوقت الذي روى المخالفون في فضل عمّار ما رووا، وأنّه مُلئ إيماناً حتّى أخمص قدميه، وأنّ من عاداه عاداه الله، وأنّ من أبغضه أبغضه الله، وأنّ الجنّة مشتاقة إليه.[23]

إلى أن وقع شهيداً في حرب صفّين وكان يقول عندها: والله لو ضربونا بأسيافهم حتّى يبلغونا سعفات[24] هجر لعلمنا أنّا على حقّ وأنّهم على باطل!

وفي معركة صفّين خرج عمّار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له: يا أخا رسول الله! أتأذن لي في القتال؟ قال: مهلاً رحمك الله! فلمّا كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله، فأعاده ثالثاً فبكى أمير المؤمنين عليه السلام، فنظر إليه عمّار فقال: يا أمير المؤمنين! إنّه اليوم الذي وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وآله. فنزل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن بغلته وعانق عمّاراً وودّعه ثمّ قال: يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيّك خيراً، فنعم الأخ كنت، ونعم الصاحب كنت! ثمّ بكى عليه السلام وبكى عمّار، ثمّ برز إلى القتال.[25]

وكان الذي قتل عمّاراً أبو عادية المرّي طعنه برمح في خاصرته فسقط شهيداً. وكان يومئذ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين سنة. وقد ورد في رجال الكشّي عن أبي البختري أنّه قال: أُتِيَ عمّار يومئذ بلبن فضحك ثمّ قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة[26] من لبن حتى تموت.[27]

فلما وقع وثب عليه ابن جرى[28] السكسكي فاحتزّ رأسه، فأقبل هذان الرجلان إلى معاوية يختصمان وكلاهما يقول: أنا قتلته. فقال عمرو بن العاص اللعين: والله إن يختصمان إلّا في النار![29]

ولقد بكى أمير المؤمنين لقتل عمّار، فلمّا كان الليل طاف أمير المؤمنين في القتلى فوجد عماراً ملقى فجعل رأسه على فخذه ثمّ بكى عليه السلام وأنشأ يقول:

أيا مَوتُ كَم هَذا التَّفَرُّقُ عَنوَة

فَلَستَ تُبَقِّى لي خَليلَ خَليلٍ‏

ألا أيُّها المَوتُ الَّذى لَيسَ تارِكي

أرِحنِي فَقَد أفنَيتَ كُلَّ خَليلٍ

أراكَ بَصيرًا بِالَّذينَ أحِبُّهُم

كَأنَّكَ تَمضـِى نَحوَهُم بِدَليل‏[30]

ثمّ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! إنّ امرأً لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمّار فما هو في الإسلام من شيء، ثمّ صلّى عليه.[31]

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1] ـ الكافي، ج2، ص611.

[2] ـ على ما نقلها عنه في المحجة البيضاء، ج2، ص220.

[3] ـ سورة آل عمران (3) آية 191.

[4] ـ [والمعنى: علم أن لن تقوموا في كلّ ساعات الليل بالعبادة فلذلك عفى عنكم وخفّف].

[5] ـ [وهو أعمّ من حالة أخذ ما يعادله أو عدم أخذه وعدّه صدقة، فهو في الحالين يعدّ متعاملاً مع الله تعالى وقد أقرضه].

[6] ـ سورة المزّمّل (73) آية 20.

[7] ـ سورة الإسراء (17) ذيل الآية 78.

[8] ـ من لا يحضره الفقيه، ج1، ص310.

[9] ـ [كلأ: حفظ، أي من يحرسنا؟]

[10] ـ [ربيئة القوم طليعتهم وعينهم]

[11] ـ [أهبَّ النائمَ: نبّهه من نومه]

[12] ـ [أثبت فلان فهو مثبت إذا اشتدت به علّته أو أثبتته جراحة فلم يتحرّك].

[13] ـ [أنفذ الشيء قضاه، والمعنى حتّى أنتهي منها]

[14] ـ منتهى الآمال، ج1، ص54، وفي سفينة البحار، ج2، ص 275، ذكر السطر الأخير مجملاً، والذي نقل أصل هذه القصّة هو الواقدي في مغازيه ضمن حوادث غزوة ذات الرقاع، في ج1، ص 397.

[15] ـ أبرد إليه البريد: أرسله.

[16] ـ منتهى الآمال، ج1، ص90، ونهج البلاغة، ج2، ص 109، باب الخطب، خطبة 182.

[17] ـ على ما في منتهى الآمال، ج1، ص91، الكنى والألقاب، ج1، ص 187، بحار الأنوار، ج33، ص 35: عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار يدور معه حيث دار. وفي الغدير، ج9، ص 259: إنّ عمّار مع الحقّ والحقّ مع عمّار يدور عمّار مع الحقّ أينما دار.

[18] ـ على ما في منتهى الآمال، ج1، ص92، ومع اختلاف بسيط في صحيح البخاري، ج3، ص 207، وفي مسند أحمد، ج3، ص91.

[19] ـ وهو اللبن الممزوج بالماء.

[20] ـ سفينة البحار، ج2، ص276، بحار الأنوار، ج22، ص334.

[21] ـ ورد في ينابيع المودة، طبع إسلامبول، ص 128 في ج1، ص 385، طبع دار الأسوة، وفى المشكاة: عن أبي قتادة، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار بن ياسر حين يحفر الخندق، فجعل يمسح رأسه ويقول: بؤس ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية (رواه مسلم). أيضاَ روى مسلم عن أمّ سلمة أمّ المؤمنين: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار: تقتلك الفئة الباغية. وفي سنن الترمذي: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية. وفي الباب: عن أمّ سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي اليسر وحذيفة. هذا حديث حسن صحيح. وفي الإصابة في ترجمة عمّار: وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: أنّ عمّاراً تقتله الفئة الباغية. وأجمعوا على أنّه قد قُتل في صفّين وكان مع عليّ في سنة سبع وثلاثين في ربيع الأوّل، وله ثلاث وتسعون سنة. وينقل ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية، ج3، ص 263، ضمن حديثه عن بناء مسجد رسول الله في المدينة، تضحيّة عمّار وإخبار النبي له بأنّه تقتلك الفئة الباغية.

[22] ـ سفينة البحار ج2، ص 276، والإمامة والسياسة ج1، ص23.

[23] ـ سفينة البحار، ج2، ص 276.

[24] ـ وفي مجمع البحرين: السعفات جمع السعفة: جريدة من النخل ما دامت بالخوص، فإن زال عنها قيل جريدة. وقيل إذا يبست سمّيت سعفة، والرطبة شطبة. قال بعض الشارحين: خصَّ (هجر) لبعد المسافة ولكثرة النخيل بها. أقول هجر بمعنى المدينة، وأشهر ما يضاف إليه هو هجر البحرين. [ومعنى الرواية: أنّهم لو ضربونا بسيوفهم وغلبونا فتراجعنا من أرض صفّين إلى نخل المدينة فإنّا على يقين أنّا على الحقّ وهم على الباطل].

[25] ـ سفينة البحار، ج2، ص 276.

[26] ـ المذقَة: اللبن الممزوج بالماء.

[27] ـ بحار الأنوار، ج33، ص11 نقلاً عن رجال الكشّي.

[28] ـ في المصادر ابن حوي السكسكي.

[29] ـ بحار الأنوار، ج33، ص15.

[30] ـ [أيّها الموت! إلى متى تبتعد عنّي معادياً لي؟! إنّك لم تبق لي أحداً من أصدقاء صديقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! أيّها الموت الذي سيأتيني، لمَ لا تأتني الآن فتريحني؟ فقد أفنيت لي كلّ خليل من خلّاني. إنّي أجدك خبيراً بالذين أحبّهم وكأنّك تأتي إليهم وتقصدهم الواحد تلو الآخر عن دلالتي وإشارتي].

[31] ـ سفينة البحار، ج2، ص 277، بحار الأنوار، ج33، ص19و20. ولمزيد من الإطلاع على أحوال عمّار راجع طبقات ابن سعد، ج3، ص 246.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد