السيد محمد حسين الطهراني
القرآن كتاب تربية وأدب، لذا فقد ردع عن السبّ والشتم، حتى أنّه يقول: لا تسبّوا آلهة المشركين وأصنامهم، لأنّهم سيردّون عليكم فيسبّون الله المتعال جهلًا.
{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)} (الأنعام)
ولهذا فإنّ المؤمنين يتورّعون عن سبّ طائفة اليهود والنصارى والمجوس، وحتى عن سبّ المشركين والتحدّث عنهم بما لا يليق، لأنّ كثيراً منهم قد اعتقدوا بما اعتقدوا عن جهل، ولو تبيّن لهم الحقّ لقبلوا به، ويُدعى أمثال هؤلاء بالمستضعفين، وقد بُشّر المستضعفون في القرآن بالرحمة.
كما أنّ المؤمنين ليس لهم الحقّ في لعن أبناء السنّة والتحدّث عنهم بما لا يليق، لأنّ كثيراً منهم قد اعتنقوا ذلك المذهب نتيجة علل وأسباب خارجة عن إرادتهم واختيارهم حجبتْ الحقّ عنهم.
أمّا لعن أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم فمن مستلزمات الإيمان.
ونعنى بالأعداء: المعاندين والمتجاسرين والمتجاوزين، وهم طائفة خاصّة قد تحدّث التأريخ عن نهجها وأسلوب عملها بالقدر الكافي، وهم الذين ضيّعوا حقوق آل محمّد عن علم وبصيرة، وليس لعن أمثال أولئك الأعداء جائزاً فحسب، بل إنّ لعن كلّ ظالم يعدّ أمراً جائزاً أيضاً: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (هود: 18)
وبغضّ النظر عن ذلك، فقد ورد في القرآن الكريم التصريح بلعن الله تعالى للذين يؤذون الله ورسوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} (الأحزاب)
وقد ورد في صحاح السنّة وكتب الشيعة المعتبرة بأسانيد مستفيضة أنّ مَن آذى ذرّيّة رسول الله وأهل بيته كمن آذى رسول الله.
ونحن نعلم أنّ حُجّيّة السُّنّة معتبرة، وأنّها في حكم حجّيّة القرآن ونظيرتها في القوّة، فلو ضُمّت الآية السابقة التي تنصّ على جواز لعن مَن يؤذي الله ورسوله إلى السُّنّة المعتبرة التي تَعُدّ أهل بيت النبيّ وذرّيّته (كأصحاب الكساء) كنفس النبيّ، وتعتبر أذاهم كأذى رسول الله، فإنّ النتيجة تكون جواز لعن من يؤذي آل محمّد عليهم السلام.
فتكون الآية القرآنيّة هي كُبرى المسألة، والسُّنّة المعتبرة صُغراها، وجواز لعن الأعداء هو النتيجة من هذا القياس.
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ فوزي آل سيف
عدنان الحاجي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد عباس نور الدين
السيد محمد باقر الصدر
محمود حيدر
الشيخ جعفر السبحاني
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
فريد عبد الله النمر
الشيخ علي الجشي
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ فرج العمران
أحمد الماجد
تجربة الأديب عبدالوهّاب أبوزيد في نادي (قوافي) الأدبيّ
العقائد العرفانيّة
هل تتلمذ النّبيّ (ص) على أيدي النّصارى واليهود؟!
هل في القرآن تعابير جافية؟
الغضب جمرة الشّيطان (2)
بودرة التلك وعلاقتها بالسرطان
أغراض القصّة في القرآن الكريم (2)
في علاقة الإنسان بالزّمان، يحصل الكثير من الفرق
معرض المواهب الصغيرة السابع في القطيف
أسباب التجديد والتغيير في النبوّة