الشيخ مرتضى الباشا
قال الله تعالى {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} طـه – 17.
إذا كان الله تعالى يعلم بما في يد موسى – عليه السلام – فلماذا يسأله هذا السؤال؟
الجواب:
أولاً: نستعرض بعض استعمالات (السؤال) في علوم البلاغة:
مما اتفق عليه علماء البلاغة أنّ الاستفهام يستعمل لعدة دواعٍ وأسباب. نذكر منها التالي:
(1) الجهل بالجواب.
(2) الوعيد والتهديد.
مثال: عندما تقول للمسيء (ألم أؤدب فلانًا؟) والسامع يعلم أنك أدبّت ذلك الشخص. فالسؤال هنا المقصود به تهديد الطرف المقابل.
ومن ذلك قوله تعالى (ألم نهلك الأولين؟) فمن الواضح أنه واقعًا لا يسأل هل أهلك الأولين أم لا؟ بل مراده التهديد والتذكير بعاقبة الأولين.
(3) التقرير.
إذا كنت تعلم أنّ فلانًا هو الذي أخذ الكتاب، ولكنك تريده يعترف بلسانه فتسأله (هل أخذت الكتاب؟).
(4) الإنكار وتكذيب الخبر.
كما في قولك (هل أنا من فعل ذلك؟) ومقصودك أنك لم تفعل ذلك.
ومنه قوله تعالى (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا) الإسراء: 40.
(5) التحقير.
كقول بعضهم (من أنت ومن تكون؟) يريد تحقير المخاطب.
ومن أراد بقية الدواعي فليرجع إلى كتب البلاغة.
ثانيًا: نعود إلى الآية الكريمة (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا موسى):
الرأي الأول: الاستفهام هنا للاستئناس. فأنت عندما ترى ضيفك مستوحشًا أو مضطربًا قد تسأله بعض الأسئلة العادية البسيطة لتذهب عنه الوحشة والاضطراب، فتقول له مثلاً (كيف حالك؟ وكيف صحتك؟) ولذلك نرى أنّ كليم الله موسى - عليه السلام - لم يجب بقوله (هي عصاي) فقط بل أسهب في الجواب (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) طـه - 18.
الرأي الثاني: الاستفهام في الآية الكريمة للتقرير، أي ليذكر موسى أوصافها، وبعد ذلك مباشرة يجعلها الله تعالى حيّة تسعى، فيكون وقع ذلك في قلبه أكبر وأوضح، لأنه قبل ثوان أقرّ بنفسه أنها مجرّد عصا جامدة.
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ حسن المصطفوي
السيد عباس نور الدين
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
الشيخ شفيق جرادي
السيد جعفر مرتضى
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ محمد صنقور
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
سرّ غضب الله
معنى (مهل) في القرآن الكريم
سرّ السعادة الزوجية
(قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)
وحيانيّة الفلسفة في الحكمة المتعالية (5)
الدين والعلمنة (في نظام المعرفة والقيم) (2)
إستراتيجية الكوفة في خلافة علي(ع) (2)
زينب صفر وحديث حول الأطفال الموهوبين
إستراتيجية الكوفة في خلافة علي(ع) (1)
الدين والعلمنة (في نظام المعرفة والقيم) (1)