من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ مرتضى الباشا
عن الكاتب :
الشيخ مرتضى الباشا، من مواليد سيهات في 1395 هـ، التحق بالحوزة العلميّة ودرس على مجموعة من علمائها، له كثير من النّشاطات والمشاركات عبر مواقع الإنترنت، وله العديد من المؤلفات منها: الحبوة في مناسك الحج، أسرار الحج في كلمات العلماء، ذبائح أهل الكتاب (دراسة مقارنة)، فيه آيات بينات، ومذاكرات في التقريب والوحدة (المنهج التقريبي السليم).

قصة شاعر (إذا شئت النجاة فزر حسينًا)

السؤال: (إذا شئت النجاة فزر حسينًا، غدًا تلقى الإله قرير عين، فإنّ النار ليس تمسّ جسمًا، عليه غبار زوّار الحسين). سمعت أنّ قائل الأبيات المشهورة كان يقتل زوّار الحسين (ع)، حتى رأى منامًا فتاب، فهذا هذا صحيح؟ ولماذا سمي بـ(الخليعي)؟

 

الجواب:

 

1- المنقول أنه كان يريد قطع الطريق على الزوّار وقتلهم، ولم يفعل ذلك، إذ أراد الله تعالى هدايته وإنقاذه، فرأى الرؤيا التي غيّرت مجرى حياته كلها، قبل أن يقتل أحدًا من الزوّار.

 

ونحن أيضًا كمْ يرسل الله تعالى إلينا الآيات والمنبّهات والتذكيرات، ولكننا في غفلتنا غارقون، قال الله سبحانه (وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) يوسف: 105.

 

2- الخِلعة هي ما يعطيه الإنسانُ غيرَه من الثياب منحةً أو هديَّة.

 

ويقال أنّه في إثناء إلقاء قصيدته في حرم الإمام الحسين (عليه السلام) وقع عليه ستار من الباب الشريف، ففهم من ذلك أنّ الإمام الحسين (عليه السلام)  قد أهدى ذلك الستار إلى الشاعر، فسمي بـ (الخلعي) أو (الخليعي).

 

وإليك نص ما قاله صاحب الغدير (رحمه الله) ج 6 ص 12:

 

(الشاعر) أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخلعي (الخليعي) الموصلي الحلي، شاعر أهل البيت عليهم السلام المفلق، نظم فيهم فأكثر، ومدحهم فأبلغ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلا مدحهم ورثائهم، كان فاضلاً مشاركًا في الفنون قوي العارضة، رقيق الشعر سهلة، وقد سكن الحلة إلى أن مات في حدود سنة 750 ودفن بها وله هناك قبر معروف.

 

ولد من أبوين ناصبيين ذكر القاضي التستري في " المجالس " ص 463، وسيدنا الزنوري في " رياض الجنة " في الروضة الأولى: أنّ أمّه نذرت أنّها إن رزقت ولدًا تبعثه لقطع طريق السابلة من زوّار الإمام السبط الحسين عليه السلام وقتلهم، فلما ولدت المترجم وبلغ أشده ابتعثته إلى جهة نذرها فلما بلغ إلى نواحي ( المسيب ) بمقربة من كربلاء المشرفة؛ طفق ينتظر قدوم الزائرين، فاستولى عليه النوم، واجتازت عليه القوافل، فأصابه القتام الثائر، فرأى فيما يراه النائم أنّ القيامة قد قامت، وقد أُمر به إلى النار، ولكنّها لم تمسه لما عليه من ذلك العثير الطاهر، فانتبه مرتدعًا عن نيته السيئة، واعتنق ولاء العترة، وهبط الحائر الشريف ردحًا.‍.

 

ويقال: إنّه نظم عندئذ بيتين خمسهما الشاعر المبدع الحاج مهدي الفلوجي الحلي المتوفى 1357 وهما مع التخميس:

 

أراك بِحيرةٍ ملأتك رينًا * وشتتك الهوى بينا فبينًا

فطب نفسا وقر بالله عينًا * إذا شئت النجاة فزر حسينًا

لكي تلقى الإله قرير عين

 

إذا علم الملائك منك عزمًا * تروم مزاره كتبوك رسمًا

وحرمت الجحيم عليك حتمًا * فإنّ النار ليس تمسّ جسمًا

عليه غبار زوار الحسين

 

ولقد أخلص في الولاء حتى حظي بعنايات خاصة من ناحية أهل البيت عليهم السلام، ففي " دار السلام " للعلامة النوري ص 187 نقلاً عن كتاب " حبل المتين في معجزات أمير المؤمنين " للسيد شمس الدين محمد الرضوي : إنّ المترجم لما دخل الحرم الحسيني المقدس أنشأ قصيدة في الحسين عليه السلام، وتلاها عليه، وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف فسُمّي بالخليعي أو الخلعي، وهو يتخلص بهما في شعره.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد