من التاريخ

مسيلمة الكذاب


الشيخ عبد الحسين الشبستري ..
هو أبو ثمامة، وقيل: أبو ثمالة مسيلمة، وقيل: مسلمة بن ثمامة بن كبير، وقيل: كثير بن حبيب بن الحارث بن عبد الحارث الحنفي نسبة إلى بني حنيفة بن لجيم، الوائلي، المعروف برحمان اليمامة، وأمه كبشة بنت الحارث بن كريز، وقيل: اسمه هارون، ومسيلمة لقب له. أحد دجالي التأريخ، وكان داعية كاذبًا كافرًا، عاصر النبي الأكرم (ص)؛ ادعى باليمامة أن الله بعثه نبيًّا وأوحى إليه، وكانت زوجته سجاع بنت الحارث بن سويد ادعت النبوة أيضًا.
كان يقوم بأعمال خارقة كإدخال البيضة في قارورة، وإرجاع الريش المنتوف من بدن الطيور إليها، وطيرانها في الجو.
كان يتكهن ويسجع الجمل والعبارات مضاهيًا للقرآن.
ولد ونشأ باليمامة في قرية بوادي حنيفة، وكانت في الجاهلية تعرف بالرحمان.
في أواخر سنة 10 هـ قدم على النبي (ص) وفد بني حنيفة وفيهم المترجم له، وهو شيخ كبير، فاجتمع برسول الله (ص) ثم رجع إلى اليمامة وادعى النبوة، وادعى أنه شريك النبي (ص) في نبوته، فبايعه بنو حنيفة وصدقوا نبوته، فلقبه النبي (ص) بالكذاب.
ثم كتب رسالة إلى النبي (ص) جاء فيها: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله (ص)، أما بعد، فإني قد أشركت معك في الأمر، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها، ولكن قريشًا قوم يعتدون.
فأجابه النبي (ص): "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله (ص) إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد، فالسلام على من اتبع الهدى، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".
بعد وفاة النبي (ص) أعلن عن دعوته باليمامة، واستفحل أمره، ففي سنة 11 هـ، وقيل: سنة 12 هـ بعث أبو بكر بن أبي قحافة جيشًا بقيادة خالد بن الوليد إلى اليمامة لمحاربة مسيلمة الذي كان يقود جيشًا قوامه أكثر من أربعين ألف مقاتل، وبعد معارك عديدة تمكن أحد قادة جيش خالد المدعو البراء بن مالك، وقيل: وحشي بن حرب، وقيل غيرهما من قتل مسيلمة بعقرباء -منزل من أرض اليمامة- وإيقاع الهزيمة بجيشه، ويوم هلاكه كان عمره 150 سنة.
ومن كلامه الذي كان يدعى أنه يوحى إليه: يا ضفدع بنت ضفدعة نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين.
ومن الوحي الذي كان يدعي أنه يوحى اليه: والميديات زرعا، والحاصلات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر.
قال له أحدهم: أمرر يديك على أولاد قومك من بني حنيفة كما يفعل محمد (ص)، ففعل مسيلمة ذلك، وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم، فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ كل صبي حنكه.
لما تنبأ وادعى نزول الوحي عليه أرفق بقومه الذين صدقوه، فوضع عنهم الصلاة، وأحل لهم الخمر والزنا وغيرها من المحرمات والموبقات.


القرآن العظيم ومسيلمة
نزلت فيه بعد أن كذب على الله ورسوله وادعى أنه يوحى إليه الآية 93 من سورة الأنعام: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.
ولنفس الأسباب السابقة نزلت فيه الآية 222 من سورة الشعراء: ﴿تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد