من التاريخ

محمد بن إدريس الحلي


ولادته
ولد ابن ادريس الحلي سنة 543 ه‍ في الحلة وكان من فطاحل علماء الشيعة وهو عربي وجده الشيخ الطوسي من جهة الأم بواسطة، وكان ابن ادريس مشهورًا بحرية الفكر وقد تحدى هيبة وصولة جده الشيخ الطوسي وكان يقوم بنقد العلماء والفقهاء إلى حد العتاب والتوبيخ.
وله كتاب في الفقه باسم السرائر وقيل إن ابن ادريس كان من تلامذة السيد أبو المكارم بن زهرة ويظهر من التعابير عن ابن زهرة في كتاب وديعة السرائر أنه كان من معاصريه وقد قابله أحيانًا وكانت بينهما مراسلات بخصوص بعض المسائل الفقهية.


مشايخه: لقد عد منهم
1 ـ خالد أبو علي الطوسي.
2ـ الشيخ عماد ، محمد بن ابي القاسم الطبري.
3ـ العربي بن مسافر العبادي.
4ـ حسن بن رطبة السواري.


تلاميذه: نذكر منهم
1ـ الشيخ نجيب الدين بن نما الحلي.
2ـ شمس الدين الفخار بن معد الموسوي.
3ـ السيد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الحلبي.
4ـ الشيخ طومان بن أحمد العاملي.


مكانته العلمية
تميز ابن ادريس عما سبقه من العلماء بحرية الفكر، وكان يدعو إلى ذلك، وقد تحدى جده الشيخ الطوسي، وكان يقوم بنقد العلماء والفقهاء بشدة قد تصل إلى العتاب أو التوبيخ .
يقول الشيخ أغا برزك الطهراني: مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة، وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً ويكتفون بها، ويعدون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس، فكان أعلى الله مقامه الشريف يسميهم بالمقلدة، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه، وفتح باب الرد على نظرياته، مع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى أن المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأي شيخ الطائف.
ويظهر من كتاب وديعه السرائر أن ابن ادريس كان من معاصري العلامة ابن زهرة ، وكانت بينهما مراسلات في بعض المسائل الفقهية.


رأيه في الخبر الواحد
ليس ابن ادريس الوحيد الذى لا يعتمد على حجية الخبر الواحد ولا يقبله فحسب، بل كان آخرون يعتقدون كذلك.
بهذا الفارق إن ابن ادريس كان محتد المزاج وكان يتابع الأخبار ويدقق فيها ويصر ويؤكد على عدم قبول الخبر الواحد، إن رأيه هذا كان مثار جدل بين الكثيرين من العلماء وقد انتقده جمع منهم كما أيده جمع آخر وانتقدوا معارضيه واجتحوا عليهم ووصفوهم بالتحامل عليه وعدم انصافه.


رأيه في ولاية الفقيه
في كتابه الشهير السرائر يرى أن القضاء, والإشراف على أموال من لا وارث له, وتنفيذ الأحكام من وظائف الفقهاء العدول, ويُعد ابن إدريس, الفقيه الثاني- بعد أبي الصلاح الحلبي- الذي يعقد فصلاً خاصاً بموضوع ولاية الفقيه تحت عنوان تنفيذ الأحكام. كما يرى أن الغاية من التعبد بالأحكام الشرعية هو تنفيذها وتطبيقها في واقع المجتمع, إما بواسطة الإمام المعصوم نفسه أو نائبه الخاص في زمن الحضور, أو بواسطة نائبه العام في زمن الغيبة, ويرى وجوب توافر شروط معينة في نائب الإمام المعصوم في عصر الغيبة وهي: العلم بالحق المردود إليه, والتمكن من إمضائه على وجهه واجتماع العقل والرأي والحزم, والتحصيل, وسعة الحلم, والبصيرة بالوضع, والتواتر بالفتيا, والقيام بها, وظهور العدالة, والتدين بالحكم, والقوة على القيام به, ووضعه مواضعه، ثم يقول إن من اجتمعت فيه هذه الشروط: هو في الحقيقة نائب عن ولي الأمر عليه السلام في الحكم, ومأهول له, لثبوت الإذن منه ومن آبائه عليهم السلام لمن كان بصفته في ذلك.
وبملاحظة عبارات الشيخ ابن إدريس نستطيع القول: إن تنفيذ الأحكام لا تنحصر في القضاء ورفع الخصومات فحسب,بل إنه عنوان عام والقضاء هو أحد مصاديقه, هذا أولاً, أما ثانياً: فإن جميع الأحكام التعبدية التي تحتاج إلى التنفيذ والتطبيق في الواقع الخارجي مثل: إقامة الحدود, والتعزيرات, وأخذ الخمس والزكاة, تندرج جميعها تحت عنوان: تنفيذ الأحكام.


أقوال العلماء فيه
قال فيه العلامة النوري:"ابو عبد الله محمد بن احمد بن ادريس العجلي الحلي عالم كبير مشهور حيث أن كبار الفقهاء أشادوا بعلمه ودقته في إجازاتهم".
ويقول ابن داود في رجاله: "إنه كان زعيم فقهاء الحلة ومتقنًا في العلوم وله مصنفات كثيرة".
ويصفه الشهيد الأول رحمه الله في إجازته له بـ: "الشيخ ، الإمام ، العلامة شيخ العلماء وزعيم الطائفة الشيعية".
ويقول الشيخ الحر العاملي: "إن المتاخرين من علمائنا قد أشادوا به كثيرًا على كتاب سرائره كما اعتمدوا على ما ذكره في نهاية كتابه من أصول المتقدمين".


مؤلفاته: نذكر منها
1ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي.
2ـ كتاب التعليقات.
3ـ رسالة في معنى الناصب.
4ـ خلاصة الاستدلال.
5ـ منتخب كتاب التبيان.


وفاته
توفي ابن ادريس الحلي رحمه الله سنة 598 هـ،‍ وقد واروا جثمانه الطاهر في مدينة الحلة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد