رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «رَحِمَ اللهُ مَن أحيا أمرنا. قيل له: وكيف يُحيى أمركم؟ قال عليه السلام: بالتّذاكُر له».
وعنه عليه السلام، كما في (صفات الشيعة: ص 13) للشيخ الصدوق: «إنّما شيعةُ عليٍّ عليه السّلام المتباذِلون في ولايتنا، المتحابّون في مودّتنا، المتزاوِرون لِإحياء أمرِنا، إذا غَضِبوا لم يَظلموا، وإذا رضوا لم يُسرِفوا، بركةٌ على مَن جاوروا، وسِلْمٌ لمن خالطوا».
وروى محمّد بن سليمان الكوفي، المتوفّى مطلع القرن الرابع، في كتابه (مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: 1/429، و 2/ 286 - 297) عدّة أحاديث عن الباقر عليه السلام في وصف الشيعة ومنزلتهم عند الله تعالى. قال عليه السلام
* «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليٍّ عليه السلام: إذا كان يوم القيامة قعدتُ أنا وجبرئيل عليه السلام على الصّراط، فلا يمرّ بنا أحدٌ إلّا ببراءةٍ فيها ولايتُك».
* «إنّما شيعتُنا مَن أطاعَ الله».
* «لا تُنال ولايتُنا إلّا بالورع، وليسَ من شيعتنا مَن ظَلم الناس».
* وعن الصادق عليه السلام، قال: «حدّثنا أبي.. إنّه كان يكون الرجلُ من شيعةِ عليٍّ عليه السلام في القبيلة؛ فيكون إليه ودائعهم ووصايتهم وأمانتهم... يُسْأَلُ عنه فيُقال: فلانٌ هو واللهِ أصدَقُنا في الحديث وآدانا للأمانة، فمَن مِثله؟ فكونوا لنا زَيناً ولا تكونوا علينا شَيناً».
* وعنه عليه السلام، عن أبيه، قال: «دخل عليٌّ على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا عليّ، إنّ الرجلَ من شيعتك لَيَشفَعُ لمثل رَبيعةَ ومُضَر».
رجلٌ من أهل الجنّة
* «.. عن الحكم بن عتيبة، قال: بينا أنا مع أبي جعفرٍ عليه السلام، والبيتُ غاصٌّ بأهله إذ أقبلَ شيخٌ يتوكّأ على عَنَزَةٍ له حتّى وقف على باب البيت. فقال: السّلام عليك يا ابنَ رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثمّ سكت. [العنَزَة: عصا في رأسها حديدة]
فقال أبو جعفر عليه السلام: وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته.
ثمّ أقبل الشّيخ بوجهه على أهل البيت، وقال: السّلام عليكم. ثمّ سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السّلام.
ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام، ثمّ قال: يا ابنَ رسول الله، أدِنني منك جعلني اللهُ فِداك، فوَاللهِ إنّي لأُحِبُّكم وأُحِبُّ مَن يُحبّكم، ووَاللهِ ما أُحبّكم وأُحِبُّ مَن يحبّكم لطمعٍ في دنيا. واللهِ إنّي لأُبْغِضُ عدوَّكم وأبرأُ منه، وواللهِ ما أُبغِضُه وأبرأُ منه لوِترٍ كان بيني وبينه، واللهِ إنّي لأُحِلُّ حلالَكم وأحرّمُ حرامَكم وأنتظرُ أمرَكم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟
فقال أبو جعفر عليه السلام: إليَّ إليَّ، حتّى أقعده إلى جنبه.
ثمّ قال: أيّها الشّيخ، إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام، أتاه رجلٌ فسألَه عن مثل الّذي سألتني عنه. فقال له أبي عليه السلام: إنْ تمتْ ترِد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى عليٍّ والحسنِ والحسينِ وعليّ بن الحسين، ويَثلج قلبُك ويَبردُ فؤادك وتَقرّ عينُك وتُستقبَل بالرّوح والرّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغتْ نفسُك هاهنا، وأهوى بيده إلى حلقه، وإنْ تَعِشْ ترى ما يُقِرّ اللهُ به عينك، وتكون معنا في السَّنام الأعلى.
فقال الشّيخ: كيف قلتَ يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام.
فقال الشّيخ: الله أكبر يا أبا جعفر... ثمّ أقبل الشّيخ ينتحب ينشج... حتّى لصق بالأرض. وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشّيخ. وأقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدّموع من حماليق عينيه وينفضها.
ثمّ رفع الشّيخ رأسه فقال لأبي جعفر عليه السلام: يا ابنَ رسول الله، ناولني يدَك جعلني الله فداك. فناوله يده فقبّلها ووضعَها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره، ثمّ قام، فقال: السّلام عليكم. وأقبل أبو جعفر عليه السلام (يرقبُه) وهو مدبِر. ثمّ أقبل بوجهه على القوم، فقال: مَن أحبّ أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنّة؛ فَلْيَنْظُر إلى هذا.
قال الحكم بن عتيبة: لم أرَ مأتماً قطّ يُشبه ذلكَ المجلس».
(الكافي للكليني: 8/ 76 – 77)
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع