السيّد رضيّ الدين ابن طاووس
اعلم يا ولدي محمّد علّمك الله جلّ جلاله ما أنت محتاج إلى تعليمه مما يزيدك من تعظيمه وتكريمه، أنّ الدخول مع الولاة لو كان شيئاً يزيد المسلم في شرف دنياه، كنتُ قد عمّرت لك من الشرف بالدخول معهم والقبول منهم نهايات المأمول، ولكنّه خلاف ما كان عليه سَلَفُك، وعارٌ على من دخل فيه، ونقصٌ لا يبلُغُ وصفي إليه.
*الحقّ سبيل واضح واحد
ومتى رأيت من أهل عقيدتك وعقيدة آبائك الطاهرين مَن تعتقد له شرفاً بولاية ومعونة أحدٍ من الظالمين، فينبغي أن تعرف أنّه مسكين مريض العقل سقيم الدين، يحتاج إلى مَن يحمله إلى البِيمارستان (دار المرضى)، ويعالجه تارةً بالإحسان وتارةً بالهوان، حتّى يفيق من سَكرته ويعرف قدر مصيبته. فالحقّ سبيل واضح واحد قد دلّ القرآن وجدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إليه، ومن خرج عنه فإلى غضب الله جلّ جلاله إليه، ومن خرج عنه فإلى غضب الله جلّ جلاله وسخطه وهوانه ونيرانه، والفضيحة العظمى إذا قدم عليه. ولقد وجدتُ الأبناء يتعصّبون للآباء في اعتقاد الباطل، حتّى تعصّبوا لهم في عبادة الأصنام، وقتلوا نفوسهم وعرضوا لها للاصطدام، فعلامَ لا يتعصّب أبناء القوم المسعودين في الدنيا والدين، ويحفظون سبيل آبائهم الطاهرين، ويمضون عليه قدماً بغير تهوين، ولو خاطروا في ذلك بالدنيا كلّها كان مقدارها عند العارفين مقداراً هيّناً.
*أقرب إلى سيّد الأنبياء
وما أقبح ما يأتي أحد من ذريّة سيّد الأنبياء في يوم الجزاء، ويكون الغرباء أقرب إلى جدّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم منه، والعوام قد أقبل عليهم وهو معرض عنه، والغلمان له قد صاروا ملوكاً بالطاعة، والأبناء له قد صاروا مضحكة للشيطان بالإضاعة، وقد نادى بينهم المنادي وهم يسمعون ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾ (الصافات: 61).
*بأيّ عين أنظر إلى جدّك؟
واعلم يا ولدي محمّد حفظ الله جلّ جلاله عليك دينك ودنياك وكمّل يقينك وتولّاك، أنه لو كان قد عرض لي عمري كلّه مرض الجنون أو البرص والجذام، كان أسهل من الابتلاء بولايات أُشوّه بها بياض وجوه الإسلام، وأهدم بها شيئاً ممّا بناه الأنبياء وجدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وأكون عاراً عليه، وأشمت أعداء دينه بإساءة سمعتي وسمعته والمساعدة عليه، ويقولون أو يتوهّمون أنه لولا أنّ دين جدّنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم كان على هذه الصفات من الولايات، وما يشتمل عليه من الهزل واللعب والمجاهرة بالمحرّمات، وإلّا ما كان فلان ولده المظهر لناموس الدين قد دخل مع الولاة، وسلك سبيلهم في التهوين بمراسم جدّه وآبائه الماضين وفرح بالعكس عليه وأن ينسب سوء السريرة إليه. فكيف تكون مصيبتي وندامتي عند سكرات الموت؟ وكيف كانت تكون مواقفتي ومحاسبتي وجهالتي وذلّتي يوم الحساب؟ وبأيّ عين كنتُ أنظر إلى جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الأبرار؟ وبأيّ وجه كنتُ ألقاهم وقد كنتُ عليهم من أعظم العار؟
*القتل المعجّل أهون
ولو رحموني مثلاً يوم الحساب وشفعوا في تخليصي من العقاب، كنتُ قد بذلت وجوههم الشريفة المصونة بالسؤال لكلّ من أظلمه بالولايات في أن يستوهبوا لي تلك الظلامات. وما كان جزاء جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم منّي على هدايته ونبوّته وشفاعته وإحسانه أن أُصغّر من شأنه، وأن أشرع في هدم بنيانه، وأن أخجله وأنا ولده بالردّ لمقدّس قرآنه وتقبيح ذكر مرسله وسلطانه.
القتل المعجّل أي ولدي محمّد أسهل من ذلك وأجمل، وتلك الأمراض من البرص والجذام والجنون إن ينقضي بالموت فيهون، ويكون الثواب منها والعوض عنها قرّة للعيون وصحبة ملوك الآخرة، والولايات الباقية الباهرة، ولبس خلع رضاء جبّار الجبابرة، وطيب لقاء سلفك من العترة الطاهرة إذا اجتمع الأوّلون والآخرون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع