مقالات

في الكفاف في الرّزق

الشيخ المشكيني

 

ذكر هذا العنوان في المقام لأجل أنّ دوام ذلك يوجب حصول صفة الصَّبر والرضا، فيكون من الملكات، إلّا أنّه ينبغي أن يعدّ من شُعَب الصبر أو الرضا والتسليم. وقد ورد في النصوص: «أنّ اللَّه تعالى قال: إنّ أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال، جعل رزقه كفافاً فصبر عليه» «1».

 

والكفاف بالفتح هو الذي لا يفضل عن الشيء، ويكون بقدر الحاجة إليه؛ يقال: قوته كفاف؛ أي: غير زائد ولا ناقص، سمّي بذلك لأنّه يكفّ عن سؤال الناس، ويغني عنهم.

 

وورد أنّه: «طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً» «2». وأنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «اللّهمّ مَن أحبّني فارزقه الكفاف والعفاف» «3». و«أنه صلى الله عليه وآله مرّ براعي غنم، فبعث إليه يستسقيه، فحلب له ما في ضروعها، وبعث إليه بشاةٍ، فقال: هذا ما عندنا، وإن أحببت أن نزيدك زدناك، فقال صلى الله عليه وآله: اللّهمّ ارزقه الكفاف» «4».

 

وأنّه قال صلى الله عليه وآله: «مَن رضي من اللَّه بالقليل من الرزق، رضي اللَّه منه بالقليل من العمل» «5». والقليل من العمل: أن يقتصر على الواجبات، أو يطيعه في بعض الأحكام ويعصيه في بعضها.

 

و«أنّ قيّم أبي ذرّ في غنمه أخبره بأنّه قد ولدت الأغنام وكثرت، فقال: تبشّرني بكثرتها، ما قلّ وكفى خيرٌ ممّا كثر وألهى» «6».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1). الكافي، ج 2، ص 140، ح 1؛ مشكاة الأنوار، ص 59؛ بحار الأنوار، ج 69، ص 316، ح 33 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

(2). الكافي، ج 2؛ ص 140، ح 2؛ النوادر للراوندي، ص 90، بحار الأنوار، ج 72؛ ص 59، ح 2 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

(3). الأمالي للطوسي، ص 132، ح 211؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 64، ح 14 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

(4). الكافي، ج 2، ص 141، ح 4؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 61، ح 4 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

(5). الخصال، ص 616؛ تحف العقول، ص 60، الأمالي للطوسي، ص 405، ح 907؛ بحار الأنوار، ج 10، ص 95، ح 1 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مع اختلاف يسير في اللفظ.

(6). فقه الرضا، ص 366؛ بحار الأنوار، ج 72، ص 66، ح 20 عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مع اختلاف يسير في اللفظ.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد