السيد عباس نور الدين
تخبرنا الأحاديث المنقولة عن أئمّة الهدى (عليهم السلام) أنّ الأرض إذا خلت من الإمام الداعي إلى الله، فإنّها ستسيخ بأهلها؛ وحين تسيخ الأرض تحدث الكوارث التي تدمّر كل أشكال الحياة عليها. وسبب ذلك أنّ الدعوة إلى الله هي التي تمنح وجود البشر المعنى والقيمة؛ وبدونها لا تنزل الرحمة ولا يحصل الفيض من جانب الربّ الودود، كما قال عز من قائل: {قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُم}.[1] فهل سيبقى للناس حياة أو بقاء إن لم يعبأ الله بهم؟! وقد خلق الله الخلق ليعبدوه، كما قال سبحانه: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون}.[2] وكان الهدف من العبادة، توجيه وجهة الإنسان نحو الله، وجعل حياته ـ بل وجوده كلّه ـ متطابقًا مع إرادة الله؛ فإن حصل ذلك تلاءم وجوده هذا مع هدف وجود الأرض، فيكون الكل سائرًا نحو غايته المنشودة.
تحتاج هذه الأرض إلى بشر طائعين، كما كانت هي والسماء طائعين؛ لأنّ الإنسان الطائع يعمل وفق ما يصلح هذا الكون؛ وبصلاح الكون يتحقّق الإتيان إلى الله طوعًا.
إنّ أحد المعاني المهمّة التي ينبغي أن ندركها، ويحسن التعمّق فيها، هو ذاك الذي يرتبط بدور الإمام المعصوم على صعيد تبديل الحياة البشرية إلى حياة منسجمة مع إرادة الله وخاضعة له؛ وهذا الدور يتمحور حول قيادة قافلة البشرية في رحلة العود والرجوع إلى الله؛ فهذه الدعوة بالخصوص تحمل في طياتها معانٍ عميقة تجعل أي دعوة أخرى فاقدة لأي قيمة أو تأثير، إن لم تكن نابعة منها.
إنّ الدعوة إلى الله تهدف إلى وضع جميع الطاقات الإنسانية على الطريق الموصل إلى الله؛ وذلك حين يكون توجّه هذه الطاقات نحو جعل كل ما في هذا العالم ظاهرًا بالآية الربّانية والعلامة الإلهية. فهذا هو جوهر الصلاح والإصلاح؛ وما لم تتّجه كل الكائنات نحو هذا الظهور الذي أشير إليه في الذكر الحكيم في قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها}،[3] فسوف تخرج عن المهمّة والهدف الذي وُجدت من أجله.
لأنّ الله غالبٌ على أمره، ولأنّ مشيئة الله متحقّقة لا محالة، فلا يمكن أن تخلو الأرض من هذه الدعوة التي يرفع الإمام المعصوم رايتها ويقود مسيرتها. فقط أنا وأنت لنا الاختيار في أن نلتحق بهذه القافلة أو نتنكّب عنها؛ لكنّها في النهاية ستصل إلى هدفها ويتحقّق وعد الله.
إنّ لدعوة الإمام وقيادته آثار في عالم التكوين، يمكن أن يدركها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ففي تكوين كل واحد منّا انعكاس لهذه الدعوة، نراه حين نتناغم مع عالم الطبيعة، ونشعر به حين نصغي بقلوبنا إلى نبض الأرض. وقد نفقد هذا الإدراك والشعور حين ندير ظهورنا لكل ما يجري فيها ولا نكترث بما يحصل عليها.
الأرض التي هي أمّنا تنادي كل يوم بصوتٍ مرتفع، أو تهمس في أسماع قلوبنا بشكلٍ خفيّ، عسى أن ندرك ما يفعله الظالمون المسرفون بها لكي ننهض لأداء الأمانة وحمل المسؤولية التي أُلقيت على عاتقنا منذ أن صار معنى وجود البشر مرتبطًا بخلافة الله في الأرض. فأنا وأنت مسؤولون وسوف تحكي حياتنا وحتى أبداننا قصّة ما يجري. فلا يمكن أن نكون مهتمّين ولا نسمع أو نبصر.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1]. سورة الفرقان، الآية 77.
[2]. سورة الذاريات، الآية 56.
[3]. سورة الزمر، الآية 69.
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة
اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع
لا يدرك الخير إلّا بالجدّ
الوصول إلى حالة الانغماس وقياس مستواها