مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

إدراك العلة من البلاء

 

الشيخ علي رضا بناهيان
لا تَعتبِر البلاء "بغضاً من قبل الله" تجاهك"!
عاين محبة الله أثناء البلايا.
تأتي الطمأنينة أحياناً نتيجة "إدراك العلة من البلاء".
 

إذا علم المرء أنّ بلاءه من الله، وأنّه بدافع حبّه عزّ وجلّ له فسيشعر بطمأنينة عجيبة.
أكبر خطأ نقع فيه هو أننا نُفسد حياتنا بسبب "طلب الراحة المطلقة"، إذن أول مسؤولية تقع على عواتقنا هي "التحكم بطلب الراحة".
قد تأتي الطمأنينة أحياناً نتيجة "إدراك العلة من البلاء". 
 

وإذا أبصر قلبُ المؤمن التفتَ بنفسه إلى سر ما ينزل به من البلاء والشدة، وإلاّ كان لا بد لصاحب معنىً آخر أن يساعده في هذا المضمار. 
فإذا علم المرء أن بلاءه من الله، وأنه وسيلة لنضجه، بل هو - في الحقيقة - بدافع حبه عز وجل له فسيشعر بطمأنينة عجيبة، بل وسيتلذّذ به أيضاً كما في الحديث: «مَنْ‏ ذَاقَ طَعْمَ الْبَلاءِ تَحْتَ سِرِّ حِفْظِ اللهِ‏ لَهُ تَلَذَّذَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ تَلَذُّذِهِ بِالنِّعْمَة» (مصباح الشريعة/ ص183).
 

وعن أمير المؤمنين(ع): «بِالتَّعَبِ‏ الشَّدِيدِ تُدْرَكُ‏ الدَّرَجَاتُ الرَّفِيعَةُ وَالرَّاحَةُ الدَّائِمَة» (غرر الحكم/ 4345). فإن استوعب امرؤٌ هذا المعنى لم تفارقه الطمأنينة قطّ.
إذا لم يفهم المرء الحكمة من وراء البلاء النازل به فعليه أن يتّخذ حالة وسطاً بين الخوف والرجاء؛ أي أن يرى – من ناحية - أنّ هذا البلاء هو نتيجة ذنوبه ومعاصيه وسيّئاته فيقول: "يريد الله أن يطهّرني بهذا"، ويعتبره – من ناحية أخرى – لطفاً من الله تعالى يريده به أن يسمو ويتكامل. 
لكن ليس له أن يقطع بالقول: "إنني على درجة من السوء ممّا جعل الله يبلوني بكل هذه المشاكل!"
 

إحدى السبل لمعرفة الأسرار الكامنة وراء البلايا هي السَّكينة التي على المرء أن يتحلّى بها. 
ولا بد لبلوغ هذه السكينة من أن نعلم أن الدنيا - لا محالة - موطن ألم ومعاناة، وهذا بحد ذاته من شأنه أن يمنح الإنسان السكينة. 
فعلى الإنسان أن "يأخذ نفسه بالموت حتى يرضى بالحُمّى"، وليس هذا مجرد خيال، بل واقع، ولا بد أن ننظر إلى المعضلات بهذه الطريقة.