(هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب).
السؤال:
استجابة الدعاء لها شروط، فهل الشروط للاستجابة في سائر الشهور هي نفسها موجودة في شهر رمضان؟
الجواب:
يمكن أن يكون تساهل وتسامح في توفر بعض الشروط خلال شهر رمضان المبارك، لكن تبقى هناك شروط لا بد منها، ليستجاب الدعاء. ومن ذلك قوله – صلّى الله عليه وآله - (فسلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه).
حتى تكون (النية) صادقة في الدعاء، نحتاج عدة أمور، من ضمنها:
1- أن يفهم الداعي (معنى الدعاء الذي يدعو به) ولو بمرتبة سطحية بسيطة.
2- أن يشعر الداعي بأهمية ما يطلب، فيطلب بشوق وحرقة ورغبة واقعية.
3- أن يتحرك الداعي في الخارج، ويعمل بالأسباب التي تؤدي إلى ذلك الأمر. وفي الرواية (يا علي، الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر). المصدر: الدعوات (سلوة الحزين): 19.
مثلاً: عندما يطلب الداعي (زيادة الرزق):
أولاً: هو يعرف معنى زيادة الرزق.
وثانيًا: قلبه يشعر بأهمية هذا الأمر، فيصّر، ويشعر بالحزن لتأخر الرزق مثلاً.
وثالثًا: يعمل بالأسباب، فيفتح المحلّ ويعرض البضائع، ويستقبل الزبائن مثلاً.
إذا اجتمعت هذه الركائز، يمكن أن نقول بأن نيته صادقة.
وكذلك الإنسان المريض، الداعي بـ (الشفاء والصحة):
أولاً: يعلم معنى ما يدعو به.
ثانيًا: يشتاق إلى الصحة والشفاء والعافية، ويرغب في الحصول عليها.
ثالثًا: يعمل بالأسباب، فيذهب للطبيب، ويحرص على تناول الدواء في أوقاته.
إذا اجتمعت هذه الركائز، يمكن أن نقول بأن نيته صادقة.
أما بالنسبة للحوائج الروحية والمعنوية والأخروية، فللأسف -غالبًا- لا توجد لدينا هذه الركائز.
مثلاً: كثير من الناس يدعو بتعجيل فرج إمام الزمان – عليه السلام-، وهو يعرف معنى (الفرج والظهور) ولو بمرتبة سطحية.
ولكن قلبه لا يحترق في طلب الظهور، كما يحترق في طلب الرزق أو الصحة.
ولا يعمل بوظيفته والأسباب الخارجية للتمهيد للظهور، كما يعمل بالأسباب لزيادة الرزق وللشفاء.
وفي هذه الصورة، فالدعاء بتعجيل الفرج، لم يصدر (بنية صادقة).
نعم، رأيت بعض المؤمنين ممن يحمل علامات الشوق والعشق للإمام المهدي، فيبكي عند ذكره، ويقرأ دعاء الندبة واقعًا بندبة، ويبحث عن وظيفته في زمن الغيبة، ويحرص على كل ما له علاقة بمحبوبه أو معشوقه.
ما معنى هذه الكلمات من دعاء كميل، ومتى نحصل عليها أو نصل إليها: (وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوَامَ فِي الاتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيَادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْبَارِزِينَ، وَأَشْتَاقَ إِلَى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ، وَأَخَافَكَ مَخَافَةَ الْمُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوَارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).
ما معنى (الجد في الخشية)؟ وما هي الخطوات التي قمنا بها للوصول إلى الجد؟
ما معنى الاتصال بخدمة الله؟ والدوام في ذلك؟
ما معنى (ميادين السابقين، والبارزين، ودنو المخلصين)، وما هي العلاقة بين (الدنو – الإخلاص) (الخوف- اليقين)، وما الفرق بين (القرب- والجوار)؟
نكرر هذه الفقرات وأمثالها، دون أدنى معرفة بمعناها، ودون حرقة وشوق للوصول إليها، ودون عمل وحركة خارجية، ولذلك تمر السنوات دون أن يستجاب لنا، لأنها أدعية غير صادقة.
وعلى كل حال، فالإنسان يأنس بالحوائج الدنيوية، ويهتم بها، لأنه يشعر بجوارحه بفائدتها ولذتها، أما الحوائج الروحية فيصعب عليه التصديق بأهميتها.
مثلاً: قال الله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)
والنصوص في أهمية الخشوع في الصلاة كثيرة، ولكن تمر السنوات الكثيرة، دون أن أسعى سعيًا جادًّا للوصول إلى مرتبة من الخشوع.
وبعبارة أخرى:
لم نصرف جهدًا بمستوى 10 بالمئة لتحصيل الخشوع في الصلاة، مقارنة بالجهد الذي يبذله الطالب في مرحلة الثانوية للحصول على الدرجة المطلوبة في امتحان القدرات العامة؟
السيد عباس نور الدين
الفيض الكاشاني
الشيخ علي آل محسن
الشيخ محمد جواد مغنية
عدنان الحاجي
الشيخ مرتضى الباشا
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ فوزي آل سيف
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
البنى التحتية للثّورة الثقافيّة
درجات الصوم وآدابه
الصوم.. مدرسة أخلاقية قلّ المستفيد منها
وقفات تفسيرية مع آيات الصوم (1)
كيف يميز الدماغ التنغيم في الكلام؟
التفقه في الدعاء (8)
الشيخ عبد الجليل الزاكي: لقرآن الكريم.. الدواء والشفاء لكل داء
الشيخ محمد علي الأحمد: غاية التقوى في شهر رمضان
بحث تاريخي عن الصوم
الأسس المحتملة للذكاء البشري ترصد لأول مرة