صدر حديثاً

صراع الأنساق الثقافية، كتاب جديد لمحمد عبدالكريم الحميدي


صدر مؤخرًا عن دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت كتاب جديد للأستاذ محمد عبدالكريم الحميدي حمل عنوان: "صراع الأنساق الثقافية".
يتكون الكتاب من مئتين وست صفحات، وقسم الكاتب كتابه الى بابين في كل باب ثلاثة فصول، فكتب في الباب الأول عن الأزمات المؤثرة في السلوك والممارسة الحياتية، وأثر الموقف الأدبي على ردة الفعل في المواقف الحياتية والعلاقة الوثيقة بينهما. وتحدث عن النموذج بشقيه الأدبي والإنساني، ثم توجه الكاتب لعقد الصلة بين النموذج والمتلقي في ماهية التلقي والتماهي الذي يحدث بينهما، ويبحث أيضًا إن كانت النماذج حكرًا على الشخصيات التراثية، ويجيب عن سؤال إمكانية العرب والمسلمين في مجاراة الواقع الراهن بمتغيراته الكثيرة، وهل أن بإمكانهم إنتاج نموذج عصري ممكن الاحتذاء به؟ كما يعرج بعدها على الصراع الحاصل بين تيارين، أحدهما يدعو للعودة للماضي واستلهام العِبَر منه، وآخر يدعو للقطيعة معه.
الباب الثاني يحتوي الجانب التطبيقي للنظرية السياقية النسقية، حيث يقارب الكاتب أزمة النموذج، وكيفية تشكيله عبر الرجوع لحادثة تاريخية ثقافية أنشأت نسقًا مختلفًا داخل السياق الثقافي الاسلامي بات يُعرف بنسق الخوارج.
تتعدد الأنساق داخل الثقافة العربية والإسلامية ولكن سبب إعتماد “النسق الخارجي” مرجعًا للدراسة يعود إلى تأثيراته العميقة التي تركها في البنية الإسلامية، وهو ما يلامس أعماق الثقافة الحالية عبر كشفه للخطاب السائد ومدى إنحرافه لكي يقودنا ذلك إلى المعرفة الحقيقة وبيان الزيف الحاصل.
يحتفظ السياق الأصلي بخصائصة الثقافية بينما يفقد النسق الزائف بعض تلك الخصائص نتيجة انحرافه عن السياق، مما يدفع السياق لمحاولة إرجاع النسق الزائف إلى حظيرته وتعاليمه فيؤدي ذلك إلى صراع بين النسقين المتبع للسياق والمنحرف عنه.
النسق المنحرف يعمل بكل ثقله ليكتسب المشروعية من السياق، فإذا تعذر ذلك سعى إلى الانفصال عنه وتأسيس سياقه الخاص مما يؤدي إلى صراع أعنف بين النسقين.
يُطبق الكاتب كل ذلك على الخوارج. كيف بدأ ظهورهم وإلى أين إنتهوا، وكيف سوقوا لأنفسهم بإنتمائهم الواهي للسياق مع تميزهم بخطاب لاينتمي إليه.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد