فجر الجمعة

السيد الحسن: لا ينكر حقيقة المهدي (ع) إلا من أعمى الله بصيرته

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف، عن موضوع "الاستخفاف بفكر الآخر"، مؤكدا على أن المهدي (ع) هو حقيقة واقعية، وأنه من السنن الإلهية التي لا تبديل فيها ولا ينكره إلا من أعمى الله بصيرته، مستشهدا بقوله تعالى "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" 3 - سورة البقرة، ومشددا على أن الصنمية الذهنية تكون بمن يمتلك فكرا أحاديا فيحكم على عقائد الآخرين دون أي إطلاع أو بحث.

استهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الإمام الباقر (ع) "يكون بعد الحسين بن علي تسعة أئمة تاسعهم قائمهم عليهم السلام"، موضحا سبب استشهاده بهذه الرواية قائلا "جئت بهذه الرواية للدفاع عن صاحب الزمان (عج)"، معتبرا أن "تعرّض أحد الكتّاب واستهانته بعقيدة قسم كبير من أبناء هذا المجتمع ما هو إلا نتيجة الجهل بعقائد الآخرين".

وأكد سماحته على أن الجهل بعقائد الآخرين لا يعطي الحق لأحد بأن يستخف بها، داعيا إلى الوعي في طرح الأفكار، ومنبها إلى ضرورة الإحاطة الكاملة بها وفهمها.

وأضاف "يتم طرح أمور عقائدية يجرح بها مئات الملايين من المسلمين! عليه أن يتثبت من هو صاحب الزمان؟ وما هي شخصيته؟ وما هي ظروفه وحياته ومنهجه؟ سبب غيبته لا يعني إنكاره".

كما شدد على أن الخلاف في الاعتقاد الديني أو في المسائل الفقهية لا توجب الإختلاف، لافتا إلى أن "صاحب العصر والزمان هو عقيدة متصلة بالسماء ومشروع رسالات ومكمل للنبوات ومحقق لأهداف الأنبياء"، مؤكدا على "أن المشروع الإلهي بدونه ناقص، حيث وردت فيه (ع) آيات قرآنية وروايات متعددة من جميع المسلمين، والاختلاف في مسألة ولادته فقط"، لافتا على أنه "كفكرة لا اختلاف فيها مطلقا، فقد بشر به النبي أمام المسلمين، وأنه سوف يأتي يوم يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا".

وأشار سماحته إلى علة غيبته (ع) قائلا "هو حكمة إلهية مخفية علينا وهذا امتحان للمسلم، ومن أسباب غيبته كي لا يكون في عنقه بيعة لأي شخص في العالم، هناك حكمة يجهلها الجميع وحين يخرج سيكشف السر وراء غيبته".

وأضاف لافتا إلى أن "السنن الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير، والصنمية المصطنعة هي في غير هذا الاتجاه".
وتابع قائلا "نحن نقول بأن صاحب الزمان حقيقة واقعية، ولا ينكرها إلا من أعمى الله بصيرته".

وأضاف مشيرا إلى أن عدم إيمان الإنسان بالغيب هي "انتكاسة في العقيدة والمنهج، فمن علامات المؤمن الإيمان بالغيب (..)، صاحب الزمان عند اتباعه حيّ يرزق، له برنامجه وهو متنقل في العالم ويعلم كل شيء وألطافه واضحة، وبصماته موجودة في قلب كل مؤمن، ولا يمكن نفيه".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد