شرح سماحة الشيخ عبد الجليل الزاكي خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع رسالة الشهداء وشهادة الأمة الوسط وأهم أسسها، وذلك استكمالا لسلسلة "الشهود والشهادة"، متوقفا عند ممارسة الإعلام المعادي للأمة في تضليل النساء والشباب وسلبهم لهويتهم الإسلامية.
شرح الشيخ الزاكي أمام حشد من المؤمنين في مسجد عيد الغدير بمدينة سيهات جنوب القطيف، شرحا تفصيليا "لرسالة الشهداء في حياة الإنسان، لرسالة النبي الأكرم (ص) ككونه شاهدا على هذه الأمة، وعلى كل الأمم، ورسالة شهادة الأئمة الأطهار (ع)، لأن كل إمام هو شاهد على هذه الأمة الوسط، وفي الحقبة التي يعيشها".
لافتا إلى أن "أهم هذه الأسس هي ثلاث رئيسية: التذكير، القدوة، استحفاظ كتاب الله وشريعته عن التحريف"، مؤكدا على أن "الرسالة الأولى للشهيد هي مسألة التذكير، وهي رسالة الأنبياء والأولياء، يقول تعالى: إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا" 29 - سورة الإنسان.
وتابع مضيفا "هذه الأمة التي انطلقت من قلب الصحراء من الجزيرة العربية واستطاعت أن تهزم أكبر امبراطوريتين في التاريخ في مدة يسيرة من عمرها التاريخي لم تتمكن من انجاز هذه الفتوحات بقوة عسكرية نظامية متفوقة، ولا بالمال والعتاد، ولكن الأمة الشاهدة استطاعت أن تخاطب ضمائر الناس وفطرتهم التي صدها عنهم الطاغوت وركونهم إلى الدنيا"،
وشدد سماحته على أن "الأمة إذا أرادت أن تحيا وتحيي العالم لابد لها من الرجوع إلى هذه الفطرة".
وأضاف "أن تخاطب ضمائر الناس وفطرتهم وقلوبهم لا أن تكون بالقتل والتشريد والسجن والتنكيل، كما يصنع أولئك الذين يدعون أنه يحملون لواء الإسلام ولواء لا إله إلا الله محمد رسول الله، واالله والإسلام والرسول (ص) براء منهم، هؤلاء الداعشيون وما لف لفهم".
كما دعا الشيخ الزاكي إلى ضرورة إلتفات المسلمين والأمة إلى أن "القضية ليست بالقوة وفتل العضلات، بل حقيقة القوة في الإسلام هو أنها تحاكي ضمائر الناس، عقولهم وفطرتهم".
وأضاف لافتا إلى أن "الله أودع في فطرة الإنسان وفي ضميره وعقله من القوة ما يمكنه من المقاومة أمام ضغوط الهوى والشيطان والطاغوت والنفس الأمارة بالسوء ردحا طويلا من الزمن، فإذا تمكن الدعاء إلى الله أن يصلوا إلى نفوس الناس واهتدوا الطريق إلى فطرتهم وضمائرهم برفق ولين، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" 159 - سورة آل عمران.
وركز سماحته على أن "الرسالة التي يحملها الشهداء والأمة الشاهدة، هي العودة إلى الميثاق الذي أخذه الله سبحانه وتعالى وقطعه في عالم الذر"، مؤكدا على أن "فطرة كل إنسان عقدا وميثاقا هي مع الله سبحانه وتعالى وإلتزاما بالعبودية والطاعة بالله.
بموازاة ذلك، لفت سماحته إلى خطورة الحرب الناعمة التي يقودها أعداء الأمة مؤكدا على أن "الجوانب الإعلامية التي يستخدمها الغرب وأعداء الإسلام يضلل الأمة في مقابل إعلام الأمة الإسلامية الذي هو إعلام ضعيف لا يكاد أن ينهض بمستوى المسؤولية التبليغية".
منبها من الآثار التي يتركها هذا الإعلام على نفوس الشباب والفتيات قائلا "يستهوي الشباب ليدخلهم في إطار التسابق على الموضة ومن ثم يفشي بينهم الفساد والانحطاط في محاولة منه لسلبهم هويتهم الإسلامية".
وختم سماحته مبينا العلاقة بين الشهادة والميثاق حيث "يشير الإمام علي (ع) إليها بقوله: فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، هذه هي مهمتهم التذكير، أنت مهمتك أن تحافظ على هذا الإيمان وعلى هذه الفطرة الإلهية الحقيقية، وعلى طاعتك لله والتزامك بالميثاق، وأن تقوم بتبليغ هذه الرسالة".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان