فجر الجمعة

الشيخ العباد: أهمية تهذيب الروح في نهج الإمامين الباقر والهادي (ع)

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع عن "تربية الروح وتهذيبها" وعن الدور الروحي للإمامين الباقر والهادي (ع)، مباركا للأمة الإسلامية بذكرى ولادتهما العطرة.

استهل الشيخ العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء، بوصية الإمام محمد الباقر (ع) "يا جابر بلغ شيعتي عني السلام واعلمهم أن لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل ولا يُتقرب إليه إلا بالطاعة له، يا جابر من أطاع الله وأحبنا هو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا"، مباركا للإمة الإسلامية بذكرى ميلاد الإمام محمد الباقر (ع)، وذكرى ميلاد الإمام علي الهادي (ع)، ومتحدثا حول تربية الروح وتهذيبها، حيث أكد على أن "روح الإنسان بحاجة إلى إلتفاتة وعناية من الإنسان نفسه، ليربيها ويهذبها لتصعد نحو التكامل والطهارة".

كما أكد على أن "هناك روح ضعيفة وهناك روح متصاعده نحو التكامل بدرجات عالية، وضعف الروح وقوتها تنعكس على سلوك الإنسان في الحياة ومصيره في الآخرة، سواء كان هذا السلوك طيبا أم خبيثا فإنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالروح، كذلك المصير في الآخرة يرتبط ارتباطاً متوازياً لقوة الروح وطهارتها وضعفها".

وأضاف لافتا إلى أن "الإمامين الهادي والباقر (ع) إعتنا بأمور لها دورها المباشر في تربية الروح وتكاملها، وفي وقتنا القصير لا يمكن أن نستوعب كل التوجيهات والأمور التي أولاها الإمامان أهمية لبناء الروح".

وشدد سماحته على أن "الإعتزاز بالمبادئ والقيم لها انعكاس على سلوك الإنسان في السعي الجاد لانسجام سلوكياته مع قيمه ومبادئه، الإعتزاز بالإيمان والإسلام يعتبر دافعاً قوياً لإرضاء من يعتز به وهو الله سبحانه وتعالى، كذلك الإعتزاز بولاية أهل البيت (ع) يعتبر عاملا مهما من عوامل إستقامة الروح وقوتها".

وعن أهمية اللجوء إلى الله اعتبر الشيخ العباد أن "الوهم والوسواس يوصل الإنسان إلى الضعف الروحي، منبها من حبائل الشياطين التي تخدع الإنسان، بحيث تسلب منه قوته الروحية، لذلك على الإنسان أن يكون واعياً للحبائل التي ممكن أن تنصب له حتى تجذبه للمعاصي"، مشددا على أن "الإنسان المؤمن كيّس فطن لابد أن يعيش الوعي دائماً".

وأضاف لافتا إلى أن "سلوكيات الإنسان الموالي وأعماله تعكس صورة مذهب أهل البيت (ع)"، مشددا على ضرورة "الإقتداء بالعترة الطاهرة (ع)، فنحن مسؤولون أمام الله، كونوا زيناً لنا ولاتكونوا شيناً".

بموازاة ذلك اعتبر سماحته أن التواضع "قيمة معنوية لها الدور الكبير في رقي وكمال روحية الإنسان عكس التكبر".

وأضاف متابعا "عندما يجد الإنسان في نفسه الشعور بالعظمة والكبرياء ويرى نفسه بأنه الأفضل من غيره والأسمى والأعلم من الآخرين، فإن ذلك من عوامل إسقاط الروح في مستنقعات الغرور والكبرياء".

كما دعا سماحته إلى عدم استصغار الذنب حيث أن لها "مراتب ودرجات، صغيرة وكبيره"، منبها من "استصغار الذنوب الصغيرة بحيث تتحول إلى ذنوب كبيرة"، مستشهدا بقول الإمام الهادي (ع) "إن من الدنوب التي لا تُغفر قول الرجل ليتني لا أواخذ إلا بهذا، وهذا استصغار واطمئنان بأن الذنب الصغير لا يتسحق العقوبة، لكن الإمام يحذرنا من استصغار الذنوب، ويعطينا تنبيها أن هذا الذنب الصغير قد يكون سبباً للعذاب الإلهي وضعف روح الإنسان المؤمن".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد