فجر الجمعة

الشيخ العباد: نحن في عصر الإبتلاءات والقنوات الفضائية تسلبكم لذة الإيمان

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية الإستفادة من شهر رمضان والإيمان الفاعل من خلال العمل التطبيقي والحرص على ترك أثر على الأسرة والأبناء ونيل الرحمات والنفحات الإلهية.

إستهل الشيخ العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين برواية عن الإمام علي (ع) "أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم وقال: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ"، مشيرا إلى أن رسول الله (ص) قد أعطى لهذا الشهر "عناية خاصة وقدّمه لنا بشكل خاص من خلال هذه الخطبة التي تشير إلى أهمية شهر رمضان في حياة الإنسان".

وأضاف "في شهر رمضان هناك تفاعل أكبر من خلال الرحمات والنفحات الإلهية التي يوليها الله عز وجل بعباده الصالحين العاملين الصائمن في هذا الشهر الكريم"، لافتا إلى أهمية "تجسيد الإيمان بأعلى درجاته على صعيد التفاعل كما أراد رسول الله (ص) منّا من خلال خطبة استقبال شهر رمضان".

وتابع "شهر رمضان يعتبر دورة تدريبة للإنسان المؤمن، فالانسان عندما يكون في دورة عسكرية فلن يكون ضيفاً في الدورة بل قد يكلفه رئيسه ما لا يطيق، ومع ذلك يصبر لبخرج من الدورة بنجاح، وينال رتبة أعلى في الرتب العسكرية، كذلك الأمر بالنسبة للوظائف الأخرى، قد يحتاج الإنسان لدخول دورة لتطوير الطاقات والإمكانيات ويتحمل المتدرب ذلك للوصول إلى الهدف المنشود".

وشدد سماحته على أن أهمية "طهارة القلب من الأحقاد والذنوب والمعاصي للتوفيق لصيامه وقيامه وتلاوة كتابه، وهذا كله يدخل في دائرة التفاعل، فالإنسان لايُوفق للدعاء إلا اذا كان قلبه طاهراً، ولايوفق للصيام الحقيقي إلا بطهارة القلب والروح".
 
بموازاة ذلك أشار الشيخ العباد إلى ضرورة الحرص على النفس والإيمان في هذا الشهر من خلال غض البصر عن المحرمات، فنحن نعيش في عصر مبتلون حيث تسعى بعض القنوات الفضائية أن تسلب منّا لذة الإيمان وتفاعله فينا من خلال مسلسلات مبتذلة، والمؤمن لابد أن يحرص على نفسه ".

وأضاف "كذلك الإبتعاد عن الغناء والطرب التي هي من المحرمات ولها التأثير السيء في قبول الأعمال واستجابة الدعاء، وابناؤنا يحتاجون أن يروا تفعيل الإيمان في واقعنا وحياتنا، وشهر رمضان لابد أن يكون له الدور والتأثير في حياتنا قال تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" 104 - سورة آل عمران.

وختم سماحته داعيا إلى تفعيل الدعوة إلى الخير "وانعكاسها على سلوكنا من تواصل بين الأرحام وعدم الظلم والجور، لابد أن يكون للصوم التفاعل في حياتنا من خلال حل النزاعات والخلافات وتصفية النفوس، فالله سبحانه اعطى الأمان لعبده ان خرج من الدنيا من هذا الشهر الفضيل وليس لأحد مظلمة عليه فإذا وفّق الإنسان على الأقل في هذا يكفيه ان يعتقه الله تعالى من النار".

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد