تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بحسينية القائم (ع) بمدينة المبرز في الأحساء عن الإغتراب تحت عنوان "الإمام الرضا (ع) نموذجا" مسلطا الضوء على غربته، داعيا إلى أخذ الدروس والعبر منها.
أكد الشيخ العباد أمام حشد من المؤمنين في ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع) على أن "الإغتراب تكليف إجتماعي، والأسرة عندما تبعث ابنها للدراسة فهي تحمل على عاتقها المعاناة المادية والنفسية خصوصاً بالنسبة للأمهات"، لافتا إلى أن "المغترب يفتقد الحياة التي إعتاد عليها فانتقل إلى مجتمع جديد يختلف تماماً عن مجتمعه الذي كان يعيشه".
ورأى سماحته أن على المبتعث مسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها عبر تجسيدها من خلال العطاء الذي يقدمه لأسرته ولمجتمعه، مشيرا إلى أن "هناك ملايين تصرف من مدخرات الدولة على الإبتعاث والمبتعثين".
واعتبر الشيخ العباد أن تحمّل المسؤولية هي من الدروس التي يستفاد منها من غربة الإمام الرضا (ع) وينبغي للمغترب أن يحملها كرسالة وعطاء، مضيفا "عاش الإمام الرضا (ع) ما يقارب سنتين غريباً عن وطنه ومجتمعه وله ألقاب عدة ومن ضمنها أنه غريب الغرباء، ومن الجدير أن نسلط الضوء على غربة الإمام (ع) لنأخذ منها منهاجاً للإغتراب كمسؤلية وعطاء".
وتابع "التفوق العلمي والسعي لطلب العلم يُثاب عليه الإنسان سواء كان علما حوزويا أم علما أكاديميا ، فما دام الهدف من تحصيل العلم هو الانتفاع به في الدنيا والآخرة فإنه يُثاب عليه".
وأكد فضيلته أن "ما يميز شخصية الإنسان هو امتلاكه للعلم، وفي سيرة الإمام الرضا (ع) فقط خلال السنتين التي قضاها غريباً في خراسان أول ما يأتي به المترجمون والمتحدثون عنه قبل أن يذكروا أي صفة من صفاته يذكرون العلم أولا، حتى المأمون العباسي عندما عاتبه العباسيون لماذا يريد تزويج ابنته أم الفضل بعلي الرضا (ع) قال اني لا أعلم على وجه الأرض خيراً منه علماً وورعا".
وعن تجاوز الضغوطات أكد الشيخ العباد على أن المبتعث قد يعيش تحت ضغوطات مختلفة ومتنوعة ومن المهم جداً أن يتجاوزها، كما أوصى بعدم مقارنة المبتعث بين مجتمعه والمجتمع الآخر وإنما "قارن بين ثقافتك الموروثة دينياً و إسلامياً من الفكر العميق والثقافة الصادقة، فنحن نرى في موروثاتنا الإسلامية الدينية أهمية الوفاء بالوعد وصدق الحديث بل هو واجب شرعي، فإذا لم يجد تطبيقاً في مجتمعه ورآه في مجتمع آخر غير مسلم فلا يعني أن يعيش الإنسان حالة الصدمة والإضطراب بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى".
كما لفت إلى أن المبتعث رسول قومه "وعليه أن يتعامل مع مجتمعه الجديد بالأخلاق الحسنة والعادات الجميلة حتى لو لم يكن قد اعتاد عليها مجتمعه (...)، ونحن المجتمعات والأسر نحمل آمالا كبيرة من المبتعثين والمبتعثات أنهم يتحملون الرسالة والمسؤولية ليكونوا خير سفراء لمجتمعاتهم".
كما أبدى سماحته أسفه الشديد في ختام حديثه قائلا "فقدنا في الأشهر الأخيرة مجموعة من المبتعثين لأسباب عديدة بين غرق أو حريق أو إعتداء، وآخر من فقدناهم هو المبتعث طاهر الحاجي نجل الوجيه والناشط الإجتماعي الأستاذ علي الحاج فقد فجعنا بخبر وفاته حرقا في أمريكا وهو في رحلة مقدسة من طلب العلم، وسلوتنا ماروي عن أهل بيت العصمة أن من مات حرقا مات شهيدا، أسأل الله أن يجعل روحه مع أرواح الشهداء و يمن على ذويه بالصبر و السلوان".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان