فجر الجمعة

السيد الحسن: إمامة علي (ع) إلهية وثابتة قبل الخلق

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف أمام حشد من المؤمنين عن حادثة الغدير وتنصيب الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين تحت عنوان "الغدير ومسيرة الأمة".

هنأ السيد كامل الحسن الأمة الإسلامية والمراجع العظام لاسيما لمقام مولانا صاحب العصر والزمان (ع) بذكرى تنصيب أمير المؤمنين (ع) "تنصيبا إلهيا للخلق بالخلافة بعد رسول الله (ص)"، ومباركا لجميع المؤمنين بهذه المناسبة المباركة والعطرة، مؤكدا بأن الخوف على الإسلام "لا مبرر له بعد تنصيب الإمام علي (ع) في يوم غدير خم"، لافتا إلى أن كمالاته (ع) وشخصيته الفذة أعطت ليوم الغدير مقاما وكمالا".

وأضاف "هذا اليوم يعتبر من الأعياد الأربعة، الفطر الأضحى يوم الجمعة، وهو أكبر الأعياد باعتباره مقام القيادة، وأن الإسلام يحافظ عليه من خلال قيادته".

وأشار سماحته إلى أن "الإيمان كَمُل من خلال الولاية، وعيد الغدير من مختصات شيعة آل البيت، وبالتالي فإن عيد الغدير هو محطة ومسيرة في تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين"، مضيفا "لم يكن تنصيبا تشريفيا وإنما تكليفا إلهيا، لم يكن هذا العيد لمذهب، لأن صفات القيادة لا تختص بطائفة أو فئة معينة بل على جميع المسلمين".

وشدد السيد الحسن على أن الإمام علي (ع) هو "إمام الإسلام وليس إمام لطائفة أو لشريحة من المسلمين"، لافتا إلى أن "الإسلام الذي يتطرق لأدق التفاصيل في أحكامه وتشريعاته لا يمكن أن يسكت عن مسألة مهمة وخطيرة، وهي قيادة الأمة، ولا يمكن للسماء أن تهمل هذا الموضوع الخطير".

ورأى سماحته أن "عيد الغدير يشير إلى نقطة مركزية مهمة وهي مركزية القيادة، يعني المؤهلات للقائد، مبادئ الفضيلة والأسبقية والتقوى والتضحية، هذه المعايير الموجودة للقيادة، عيد الغدير طرح معايير محددة ومعينة لابد أن تتوفر في القائد، الذي يتصدى للمسؤولية، لابد أن تتوفر فيه صفات معينة، هذا هو الغدير، وبالتالي أنظروا إلى المؤهلات والمواصفات الموجودة عند أمير المؤمنين".

وتابع "كان يمتلك وعيا سياسيا كبيرا، وهي صفة من صفات القائد، الإحساس الإنساني وصل إلى أعلى مستوياته في شخصيته، وكان يمتلك كاريزما إلهية خاصة به، هذه الشخصية التي هي معروفة عند المسلمين في الزمن السابق وليس فقط في زماننا"، مضيفا "كانت خلافة علي من المسلّمات عند المسلمين بعد رسول الله فالمواصفات الموجودة عند علي ليست موجودة عند غيره، بالإضافة إلى الآيات القرآنية وأقوال الرسول في حق علي أعطى للمسلمين ثقافة ووعي أنه بعد رحيل رسول الله أن الحاكم والقائد هو علي".

وأضاف "لذلك الإمام (ع) ماذا يقول عنه الرسول (ص) يقول والذي نفسي بيده لولا أني أشفق منك على ما قالت عنه النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك مقالة ما مررت على قوم من المسلمين إلا وأخذوا التراب من تحت قدميك للبركة"، 

واعتبر سماحته أن هذا يدل "على وجود خصوصية معينة لعلي، ومسألة التنصيب هنا مسألة سياسية، فالإمامة الإلهية لعلي (ع) ثابتة قبل أن يخلق (ع)".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد