فجر الجمعة

الشيخ العباد: هناك مسؤوليات تقع على الخطباء اتجاه النهضة الحسينية

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية الحضور في المجالس العاشورائية ومسؤولية الخطباء في التركيز على القيم الإنسانية في النهضة الحسينية تحت عنوان "في رحاب استقبال عاشوراء".

أكد الشيخ العباد أمام حشد من المؤمنين على أن "نهضة الإمام الحسين (ع) خالدة منذ أن أعلنها سيد الشهداء إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة"، مشددا على أن الله تعالى كتب لها الخلود والبقاء، استنادا للروايات المذكورة عن النبي الأعظم (ص) وأهل بيته (ع) "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتهدأ ابدا" وهي إشارة إلى إستمرار وهج النهضة الحسينية وبقائها.
 
وذكر سماحته مقتطفات من أقوال بعض القادة العلماء أمثال السيد المغيّب موسى الصدر والسيد دستغيب والسيد السيستاني عن واقعة الطف، مبينا من خلالها أن "نهضة عاشوراء لم تخمد وانتقلت من جيل إلى جيل إلى يومنا هذا، وامتدت إلى جميع العالم الإسلامي"، لافتا إلى أن "حادثة كربلاء تجاوزت محنة العاطفة كونها نهضة للفكر والوعي والقيم الإسلامية والإنسانية، وينبغي أن ننظر إليها بأبعادها الأخرى وأهدافها".

وأضاف "الإمام الحسين (ع) مدرسة نعيشها في أيام عاشوراء، وليست مجرد محنة ومصيبة، والأهم هي القيم الإنسانية حين نربطها بالإيمان فتنفعنا، سيد الشهداء يريد أن يركز على القيم الإنسانية وربطها بالإيمان، أما أبعادها فإنها تمتد مع الإنسان وحياته أين ما كان".

ولفت سماحته إلى أن "توجيهات السيد السيستاني للخطباء وغيرهم يراد منها تجسيد واقعة الطف، كما أراد سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)"،
معتبرا أن "هناك مسؤوليات تقع على الخطباء تجاه عاشوراء، وأن النهضة الحسينية هي نهضة إصلاحية، فلا ينبغي التركيز على زاوية واحدة بل ينبغي أن يكون منبر الإمام الحسين (ع) منبرا متنوعا بالأطروحات التاريخية والعقايدية والأخلاقية والإجتماعية".

وتابع مشددا على ضرورة "الترفع عن الأحلام والقصص الخيالية التي تسيء إلى مدرسة أهل البيت (ع)"، معتبرا أن "هذه الأمور لا تفيد المستمع ولا تعطي ثمرة علمية، وإنما ينبغي توجيه البوصلة إلى الجانب العلمي والفكري في المنبر الحسيني".

ودعا الشيخ العباد إلى "طرح المشاكل الإجتماعية وعلاجها والإبتعاد عن الأطروحات المسببة للخلافات بين أبناء المجتمع ليكون المنبر منبرا وحدويا، والتركيز على أهمية المرجعية والحوزة العلمية"، معتبرا أن "هناك جهات تسعى للنيل من المرجعيات والحوزات العلمية".

ورأى سماحته أن "الجانب العاطفي هو الوقود الذي يدفع السفينة العاشورائية للإنتقال من جيل إلى جيل بنفس مستوى التفاعل الفكري للقضية"، داعيا إلى حضور مجالس العزاء معتبرا أن "الحضور أمام شاشة التلفاز فقط لا يعتبر إحياء لعاشوراء، فالإحياء يتطلب الحضور والأئمة (ع) يأمرونا بالإجتماع والحضور لهذه المجالس، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد