تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية أداء الأمانة في الدين الإسلامي تحت عنوان "الأمانة ومسؤولية صيانتها" معتبرا أنها المقياس لحقيقة الإيمان.
استهل الشيخ العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين بقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" 27 - سورة الأنفال، مبينا أهمية الأمانة في الإسلام وأنها "من أهم المقدسات والقيم الأخلاقية التي دعى إليها ديننا الحنيف، ونجد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي أكدّت عليها، بل وتؤكد على الربط بين الإيمان وقيمة الإمانة مستشهدا بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُون" 8 - سورة المؤمنون.
وأضاف "أداء الأمانة يعتبر من أهم القيم الإنسانية التي يتصف بها الإنسان المؤمن، فلا يمكن أن يكتمل إيمان الفرد بدون أن تكون صفة الأمانة متأصلة في سلوكه، والإيمان بدون الأمانة يعتبر ناقصا مآخذ عليه شرعاً ومحاسب عليه أمام الله عز وجل"، لافتا إلى أن للإمانة "مفهموم عام وهو كل مايؤتمن به الإنسان، فهناك أمانة الفكر والعقيدة، وأمانة السلوك وطاعة الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" 72 - سورة الأحزاب.
وتابع "هذه أمانة الإيمان وطاعة الله عز وجل، وهناك أمانة الولاية للرسول الأعظم (ص) في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ"، مشيرا إلى أن "هذه الآية لم تفصل بين أمانة طاعة الله وطاعة الرسول الأعظم حيث أن الخيانة هنا خيانة واحدة لا انفصال بين أمانة الرسول وأمانة الله فمن خان الرسول فقد خان الله عز وجل".
بموازاة ذلك اعتبر سماحته أن "الآية قد شملت المفهوم العام للأمانة (وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ) فهناك أيضا أمانة المال وأمانة العرض وأمانة العلاقة الزوجية هذه الخيانة هي نقيض الأمانة وأداؤها التي أؤتمن بها وعليها الزوج وكذلك الزوجة، وأمانة المجالس أيضاً عندما يكون هناك حديث خاص بين أفراد محددين بحيث يكون هذا الحديث سرا بينهم فإن كشف هذا السر يدخل ضمن خيانة الأمانة".
كما رأى الشيخ العباد أن "الأمانة هي مقياس لحقيقة الإيمان، وهناك إشارات كثيرة من الروايات الشريفة حول عدم الإغترار بالتدين الشكلي، فلا يقاس التزام المرء من خلال كثرة ركوعه وسجوده، وإنما هناك موازين يقيّم بها الإنسان، ومن أهم تلك الموازين الإيمانية هي أداء الإمانة"، مستشهدا بقول الإمام الصادق(ع) "لاتنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإن ذلك شيئا اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء الأمانة".
وأكد سماحته على أن "التقصير في العمل لا يجوز، والاجازات التي يأخذها الموظف بدون سبب ومبرر بتقديم أوراق تحمل أعذارا كاذبة تعتبر خيانة للعمل، وتدخل ضمن قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ"، مضيفا "أيضاً مسؤولية حفظ أموال الآخرين من التلف والضياع وعدم التسويف في أداء الأمانة، وهذا يبين أهمية الإلتزام بقيمة الأمانة حتى مع الكافرين والمفسدين، فكيف إذا كان صاحب الأمانة إنسانا مؤمنا مسالما".
وشدد الشيخ العباد على أهمية كتمان السر "لابد من المحافظة على أسرار الناس التي تكون في مجالسهم الخاصة فكشف الأسرار قد يؤدي إلى فتن ومشاكل بين الناس وخصومات، فكم من فتنة تحدث بين أشخاص وأُسر ومجتمعات بسبب إفشاء الأسرار".
وختم سماحته بقول الإمام الصادق (ع) "أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان