فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: يجب التصدي للحملات التشويهية التي طالت الشعائر الحسينية

 

تحدث الشيخ عبد الكريم الحبيل خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن المخالفات في مواكب العزاء والمآتم الحسينية، داعيا العلماء والخطباء للتحلي بالشجاعة في مواجهة الحملات التشويهية للشعائر الحسينية والدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل.

أكد الشيخ الحبيل أمام حشد من المؤمنين أن التشويهات التي طالت المآتم والمواكب الحسينية هي بسبب وجود مؤامرة لضرب المذهب الشيعي، لافتا إلى أن "عطاء عاشوراء هو عطاء على الإسلام وعلى البشرية جمعاء، وإحياء مآتم عاشوراء هي تجسيد لأهداف ورسالة الإمام الحسين (ع)".

ورأى سماحته أن "الجميع معني بالخطاب الحسيني والتصدي للتصرفات المسيئة إلى قضية عاشوراء وللإمام الحسين (ع)، والخطاب الحسيني يشمل المنبر والموكب وجميع ما يرتبط بإحياء عاشوراء، ولا يصح أن نبقى مستعمين فحسب، بل أشارك بعقل واع وفهم، وكذلك أيضا بمعرفة واعية وحمية على الإمام وعلى عاشوراء وعلى ذلك الحدث العظيم".

وأضاف "هناك مزايا في عاشوراء، فهي تستقطب الجمهور لحرارة القضية، وطبيعتها التعبوية، ويجب أن يكون الخطاب ثقافي وتنويري، ويرتبط بأهل البيت (ع)، ويعتبر الحضور مواساة لرسول الله وأهل البيت (ع) وتطبيق حقيقي لقوله تعالى: قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ" 23 - سورة الشورى.

وتابع "هناك طبعا سلبيات للأسف الشديد أخذت تزداد في السنوات الأخيرة في جميع ما يتعلق بمراسم إحياء عاشوراء، وهذه السلبيات أصبحت تمتد حتى للمنبر، بل كان المنبر شريك كبير في وقوع السلبيات وتأييدها ومباركتها"، مضيفا "بعد سقوط الطاغية صدام تفاعل الناس مع المراسم العاشورائية وكان الحماس ظاهر في المسيرات الضخمة المتجهة لزيارة الإمام الحسين (ع)".

كما شدد سماحته على أن "المنبر الحسيني يحتاج إلى مقومات خطابة وإذا لم تتوفر لدى الخطيب لا شك أنه سوف يميل عن الجادة السوية (...)، أيضا الفضائيات تبث فعاليات على الهواء مباشرة بدون فلترة وبث جميع ما يقال في تلك المجالس والمواكب، كذلك في هذه الفترات من السنين امتهن الخطابة جموع غفيرة من الشباب في كل مناطق الشيعة في العالم وفتح المنبر على مصرعيه لكل من أحب أن يقرأ ويصعد المنبر وبالأخص أصحاب الأصوات الجميلة".

ونبه الشيخ الحبيل إلى خطورة التسامح في "عرض العزاء الحسيني وبعض الروايات الغير موثقة على المنابر والتشبث بالمنامات، والهرولة نحو ما يسمى بالكرامات، وصار الخطيب يكثر من تلك الأمور على المنبر ويروج لها، مما جر إلى نشر أمور مسيئة للمذهب وللإمام المعصوم ولمنبر الإمام الحسين (ع) ومسخفة لشخصية العالم الشيعي والمعمم بالخصوص، وصارت بعض القنوات المخالفة لمذهب أهل البيت تتصيد على كثير من المعممين وتنشرها في برامج معينة، بل دشنت برامج خاصة بتلك القنوات للسخرية والإستهزاء بالمشائخ والمعممين، وبالتالي السخرية بالمذهب وعلماء المذهب وأئمة أهل البيت (ع)".

وأضاف "أصبح بعضهم يدعي حتى على الله سبحانه وتعالى مستغلا منبر الإمام الحسين (ع) في شفاء المرضى وغيرها، إنتشار المنامات والرؤى والأحلام ونشرها فوق منابر الحسين (ع) نقل روايات مخالفة للشرع الحنيف بما يسيء إلى مقام المعصومين (ع) وذلك للمبالغة في الإبكاء".

وأضاف "يجب أن لا تصل الحالة إلى الإساءة إلى أهل البيت (ع) وتصوريهم بحالة من الذل والمهانة، فالإمام علي بن الحسين (ع) والسيدة زينب (ع) عكسوا صورة الصبر والصمود والإباء وتحدي الظالمين، وعلى المستمع مسؤولية ويجب أن يكون له موقف عندما يرى مثل تلك التصرفات، من خرافات وشركيات وإساءة لمقام أهل البيت (ع) وللشعائر الحسينية".

وأكد سماحته على أن "هناك مؤامرة وهؤلاء ينفذون المؤامرة، وفي ناس بسطاء"، متابعا "خرجت من فوق المنابر وفي مواكب العزاء حركات مخالفة للآداب، رقص ألحان غنائية، إستخدام آلات طرب في مواكب العزاء، مظاهر سخرية، وتشبيه المعصومين بالحيوانات، كلها مسيئة لأهل البيت ومقامهم ولشيعتهم".

وأردف متابعا "سفك الدماء بطريقة وحشية وتطبير حتى الأطفال، حركات عبطية بالمشي على الجمر والزجاج، بل الإستهزاء حتى بأعظم ركن من أركان الشريعة وهي الصلاة أنه يصلي بتحدي على الجمر".

ورأى سماحته أنه "مسلسل للإساءة لأهل البيت (ع)، فإذا تحدثت وواجهت قالوا أنت تحارب الشعائر، وهي كلمة خبيثة ومسيسة يراد منها خطف القرار من العلماء والمفكرين وحماة الشريعة، وهكذا يلجمون ويسكتون المعارضين لهم فيصبحون هم الموجهين وهو المربي والمحاضر والعالم يسكت، ليختطف القرار كما اختطف القرار من علماء السنة".

وأضاف "خرج أولئك التكفرييون والإرهابييون وأعطوهم عنوان المجاهدين في سبيل الله، وإذا تحدث عالم دين ضدهم قالوا له أنت ضد المجاهدين في سبيل الله، فيسكت ويسيطر على الشارع والشباب أولئك الإرهابيون التكفرييون، وهكذا يخطف القرار من أيدي العلماء سنة وشيعة بمثل هذه التصرفات، هذه هي عملية التشويه".

وختم سماحته بقول ولي أمر المسلمين دام ظله الشريف "ليتحلّى العلماء والخطباء بالشجاعة في مواجهة تلك الحملات التشويهية للشعائر الحسينية ولأهل البيت (ع)، تلك التصرفات غي جلي (...)، ويجب أن يكون لعلماء الدين غيرة وحمية للدفاع عن شعائر الإمام الحسين (ع) لئلا تشوه لأن عاشوراء هي عطاء وكرامة وإباء وعزة وهي إمتداد للإسلام المحمدي وتخليد للإسلام".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد