فجر الجمعة

الشيخ العباد: زيارة الحسين (ع) تجسيد لمعالم الحج

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع  في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن أهمية زيارة قبر الإمام الحسين (ع)، داعيا إلى التعرّف على مقام الحج إلى بيت الله الحرام وأحكامه لدى أتباع مدرسة أهل البيت (ع).

أكد الشيخ محمد العباد أمام حشد من المؤمنين على أن زيارة الأربعين "ظاهرة لا مثيل لها في التاريخ فيما مضى، وإلى الآن لم يشهد العالم كهذه الظاهرة والتي تجسد الكثير من المعاني، عندما يحضرها الملايين من زوار الإمام الحسين (ع) مشيا على أقدامهم، يتحملون أعباء المسير لأيام عديدة في الصيف وفي الشتاء".

وأضاف "السؤال الذي يُطرح من خلال هذه الظاهرة والوقوف عندها، ما الذي يشد هؤلاء إلى قطع هذه المسافات الطويلة إلى هذا المعلم، هناك أمور عديدة هي التي صنعت هذا الشوق في قلوبهم"، مستشهدا بقول الرسول الأعظم "إن لولدي الحسين حرارة في كل قلب مؤمن لا تبرد أبدا".

وتابع لافتا إلى أن "هذا الإنشداد من أهم أسبابه أنه تجسيد للحب والمودة التي فرضها الله عزوجل على كل إنسان مسلم لأبي عبد الله الحسين (ع)، وهو أحد ذوي القربى الذي أمر الله بمودتهم: قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" 23 - سورة الشورى، مشددا على أن "المسير إلى كربلاء هو أحد تعابير الحب من الموالين للإمام الحسين (ع)، وهو كمصداق للآية الشريفة".

وأشار سماحته لدعاء الإمام الصادق (ع) بحق الذين أقبلوا لزيارة قبر الإمام الحسين (ع) ولم يأتوا طلبا لدنيا ولا لسمعة بل "أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا".

ورأى الشيخ العباد أن "أحد تعابير المحب للإمام الحسين (ع) والولاء له هي هذه الزيارة التي يأتي بها الزائر عند قبره (ع)"، مضيفا "الإمام الحسين (ع) هو خامس اصحاب الكساء، ومعنى ذلك أنه النبي الأكرم بأخلاقه وعلمه وما يحمله من القيم الإنسانية تجسدت في سيد الشهداء"، مستشهدا بقول الرسول الأكرم (ص) "حسين مني وأنا من حسين، الإمام علي (ع) بعدله وما عرف عنه من سجايا الأخلاق تجسد أيضا في الإمام الحسين (ع)، السيدة الزهراء (ع) في مظلوميتها تجسدت في الإمام الحسين، الإمام الحسن وخذلان الناس له تجسد في الإمام الحسين".

ولفت سماحته إلى أن "من يأتي لزيارة الإمام الحسين (ع) كأنما زار الإمام الحسن (ع) والسيدة الزهراء (ع) والإمام علي (ع) والرسول الأكرم (ص)، لذلك عندما نزوره كأنما زرنا سائر الأئمة (ع)".

كما أكد سماحته على أن "البكاء الشديد على أبا عبد الله الحسين (ع) والإنشداد المتميز له فلأنه كان يمثل أصحاب الكساء كلهم، ونحن عندما نبكي عليه فإنما بكينا على رسول الله وعلى أمير المؤمنين وعلى الزهراء وعلى أخيه الإمام الحسن، وعندما نزوره فكأنما زرناهم جميعا".

ونوّه الشيخ العباد بأهمية زيارة الأربعين كونها "تعطي الإنسان مدرسة لتحمل الإبتلاءات التي لا يسلم منها إنسان في هذه الدنيا، فعندما يقطع الزائر كل هذه المسافة على الأقدام إنما يدل على إستعداده لتحمل الإبتلاء والإمتحان في هذه الدنيا".

وأضاف متابعا "قد يقول قائل لماذا لا تبكون على أخيه الإمام الحسن كما بكيتم على الإمام الحسين (ع) نقول لأن الإمام الحسن بنفسه قال لا يوم كيومك يا أبا عبد الله (...)، هذا الذي يجعل القلوب تنشد للإمام الحسين (ع)، وهذه هي المعاني التي من أجلها أكد النبي الأكرم (ص) على البكاء على أبا عبد الله عملا وسيرة كما روي عن الفريقين قبل شهادته بخمسين سنة".

بموازاة ذلك شدد سماحته على أهمية البحث عبر الشبكة العنكبوتية عن أحكام ومناسك الحج لدى الشيعة قائلا "يتهم بعض الأكاديميين الشيعة بأنهم لا يذهبون لحج بيت الله الحرام بل يذهبون للحج في كربلاء، وللشيعة كتب وأحكام ومناسك خاصة بحج بيت الله الحرام، وعلماء الشيعة يؤكدون على وجوب حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا".

وتابع "من يريد أن يعرف مقام الحج إلى بيت الله الحرام وأحكامه لدى أتباع مدرسة أهل البيت، فعليه أن يسأل ويستفسر من خلال المواقع الإلكترونية، ويرى الروايات التي تؤكد على أهمية الحج وفلسفته لدينا".

وختم سماحته قائلا "عندما نزور قبر سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) ففي ذلك تجسيد لمعالم الحج، ومعالم الحج كثيرة، من التعارف بين الناس والتكاتف والتعاون والبذل والعطاء وتجسيد للوحدة بين المجتمعات".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد