فجر الجمعة

السيد الحسن: إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع) هو إحياء للإسلام

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن الأربعينية الحسينية ووعي الأمة، معتبرا أن المسيرة الحسينية هي مسيرة مهدوية أيضا، وأن النهضة الحسينية متصلة بخروج الإمام المهدي (ع).

استهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الرسول الأكرم (ص) "أحب الله من أحب حسينا"، متقدما برفع أسمى آيات العزاء من مقام "صاحب العصر والزمان (ع) والمراجع العظام وشيعة أمير المؤمنين (ع) في كل مكان في ذكرى أربعينية أبي الأحرار سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)".

وشدد سماحته على وجوب "فهم الأربعين بشكل واعي ودقيق"، معتبرا أنها "أربعينية إصلاح لمنهج المسلمين، وأنها تشمل جميع البشرية، فالحسين ليس مختص بطائفة او فئة معينة".

وأضاف "نلاحظ المسيرة المليونية لأبي عبد الله على قنوات الإعلام كيف أن الذي يشترك فيها الشيعي والسني، والعربي والكردي، المسلم والمسيحي، الرجل والمرأة، الشيوعي والليبرالي، وهكذا جميع المستويات لأن الحسين أستشهد من أجل مبادئ وليس من أجل قضايا شخصية".

ولفت السيد الحسن إلى أن الإمام الحسين (ع) "كان يحمل مبادئ العدالة، وقتل من أجل الكرامة والحرية، فالحسين للجميع ومهما حاول البعض أن يجعل قضيته قضية خاصة لطائفة معينة فهو لم يفهم مبادئ الحسين وأهدافه (ع)".

وتابع "حاولوا أن يبعدوا الناس عن الحسين كيف أن الآن العالم يرى الملايين تزحف إلى قبره (ع)، لأن الحسين جزء من الرسالة ولا يمكن أن نتعامل مع أصحاب رسول الله كما نتعامل مع أهل بيت رسول الله، لا يقاس الصحابة مع أهل البيت لأنهم جزء من رسالة السماء".

ورأى سماحته أن "الأمة فشلت من خلال التناقض الذي عاشته بين العقل والقلب الذي أدى إلى النظرة السلبية مع أهل البيت، وينبغي أن تعي الأمة حاليا أن لا تقوم بتكراره في تعاملها مع أهل البيت (ع)، قسم كبير من الأمة تعيش الآن حالة تناقض مع الإمام الحسين، يحبون الحسين لكنهم يقتلون مبادئ وأهداف الحسين".

كما أشار إلى أن "المحبة قد تؤدي إلى إبتلاءات، حب أهل البيت وراءه ثمن وهو الإبتلاء، وقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) أن أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن عمله إشتد بلاؤه، ذلك أن الله لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر".

وأكد السيد الحسن على أهمية فهم "مسيرة الأربعين وأنها تدل على حب شديد للحسين (ع)، وينبغي أن نفهمها جيدا، هذه المسيرة دليل على أن المؤمن يلبي دعوة الحسين، لكن هذه الدعوة لا يمكن أن نفهمها عن مفهوم الإنتظار لصاحب الأمر (ع)، هذا الذهاب دليل على تلبية وفي نفس الوقت دليل على التهيؤ والإنتظار إذا خرج الإمام (ع) إلا والمؤمن مهيأ لأن النهضة الحسينية متصلة بخروج إمامنا (ع)"، مضيفا "مسيرة الأربعين تعني أنها مسيرة حسينية ومهدوية في نفس الوقت، وعلى المؤمن أن يعي معنى المشي إلى سيد الشهداء".

ولفت سماحته إلى أن "الغاية من الأربعين هو إحياء سنة عظيمة، إحياء الإسلام عن طريق زيارة أبي عبد الله (ع)، هذا الإحياء إنما يكون من خلال تواجد الإنسان في العتبات والأماكن المقدسة"، متابعا "التمايز بين الإمام الحسين وبين بقية المعصومين هو بسبب أن قضية الحسين هي فاجعة لم يحصل  في التاريخ كما حصل في واقعة الطف"، مشددا على أن "هذه الفاجعة ينبغي أن تكون في ذاكرة الأمة ليل نهار وجيل بعد جيل، وهي ميّزت بين الحق والباطل، وركزت الحقائق والمبادئ الإلهية من عدالة وعزة وكرامة في الأمة، هذه الفاجعة هي التي أعطت الأسلام ثباتا ورسوخا في جميع مراحل وجوده إلى قيام الساعة".

وختم سماحته مؤكدا على أن غاية الأربعين هي في "حالة الجهوزية وطلب الثار معهم (ع)، ولها أهداف على المستوى الإسلامي، ولقد جاء الحسين لتوحيد الكلمة، لإصلاح أمر الأمة، وبالتالي على جميع المسلمين أن يسدوا الثغرات التي من خلالها يستهدفون من قبل الأعداء، وأن يلتفتوا وأن يفهموا بأن أهل البيت (ع) جاءوا من أجل توحيد الأمة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد