فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: إحياء الشعائر حجة على المنافق والمستخف

 

تحدث سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن أهمية صلاة الجماعة وفضلها عند الله سبحانه وتعالى، متوقفا عند الحادث المفجع الذي ذهب ضحيته ثلاثة من شباب القطيف.

أبدى الشيخ عبد الكريم الحبيل أمام حشد من المؤمنين أسفه على ظاهرة انحسار الحضور لصلاة الجماعة والحضور للمساجد، معتبرا أنه "انعكس على كثير من الفعاليات والبرامج والأنشطة الثقافية التي تقام"، مستشهدا بقول الإمام الصادق (ع):الصلاة في جماعة تفضل على كل صلاة الفرد بأربع وعشرين درجة، هذه الدرجات هي معنوية عند الله سبحانه وتعالى.

ولفت سماحته إلى أهمية الحضور للمسجد وإقامة صلاة الجماعة من خلال ما ورد عن "رسول الله (ص) حيث أنه قال: أتاني جبرائيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام وأهدى  إليك هديتين قلت: ما تلك الهديتان ؟ قال : الوتر ثلاث ركعات والصلاة الخمس في جماعة، قلت: يا جبرائيل ما لأمتي في الجماعة؟ قال: يا محمد إذا كانا اثنين كتب الله لكل واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة، إلى أن قال وإذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة سبعين ألفاً وألفين وثمانمائة صلاة، فإن زادوا على العشرة فلو صارت السماوات كلها قرطاسا والبحار مدادا والأشجار أقلاما والثقلان مع الملائكة كتابا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة".

وأضاف مشددا على أن "هذا كله إشادة وتعظيم لصلاة الجماعة وشرفها عند الله سبحانه وتعالى، بل أنها تكون براءة من النار، فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءة من النار وبراءة من النفاق".

وأشار سماحته إلى الفوائد الجمة والعظيمة لحضور صلاة الجماعة، لافتا إلى أن "أول جماعة أقيمت في تاريخ الإسلام هي جماعة رسول الله (ص)، حيث صلى الجماعة وكان يصلي معه علي (ع) والسيدة خديجة (ع)"، متابعا " لقد حث عليها رسول الله (ص) والتزم بها ولم يتركها قط، حتى أن علماء المسلمين منهم من فرضها عينا ومنهم من أوجبها فرض كفاية، ومنهم من قال بتأكيدها تأكيدا مستحبا". 

وأكد الشيخ الحبيل على أن "البعض لديه عداوة مع صلاة الجماعة، لماذا هذه الظاهرة؟ لماذا تريد أن تفرق المؤمنين وتقوم بإحداث فرقة وحالة شقاق، هذه ظاهرة من ظواهر النفاق، وهي التي جاء في بعض الروايات أن رسول الله (ص) حاربها، بل هدد من لم يحضر بحرق منازلهم: لتحضرن المسجد أو لأحرقن عليكم منازلكم". 

وتابع "إنسان يريد أن يفرق المجتمع وينشر النفاق فيه ويشق الوحدة بين أبناء المجتمع والأمة، بل ينشر حالة من التخوين في المجتمع، وهذه ظواهر سيئة".

كما شدد على أن "إظهار الشعائر أمر حث عليه الإسلام وحجة على المنافق والمستخف (...)، حضور الإنسان للجمعة والجماعة ومشاركة الناس مع بعضهم البعض تزجر الكثير عن معاصي الله سبحانه وتعالى، وهذا من فوائد حضور المؤمن مع الناس".

ونوّه سماحته بدور الإمام الخميني (قده) في الحفاظ على هذه الشعائر وأحيائها قائلا "ببركة الإمام (قده) نفر جمع من الشباب المؤمن إلى الدراسة والتحصيل ورجعوا إلى البلاد، وأقيمت الجماعة وأحييت المساجد وأقيمت الأنشطة والفعاليات والبرامج، وهذه نعمة ويجب أن نشكر الله عليها، وشكرها بالحضور والمحافظة عليها، وإذا لم تشكر يرفعها الله عنك".

وتساءل سماحته "ما الفرق بين المدينة المسلمة والمدينة الكافرة، إذا المدينة المسلمة لا تقام فيها صلاة الجماعة؟ إظهار عزة الإسلام وكرامة وشرف محمد (ص) تكون بحضور المساجد وإقامة الجماعة".

وتابع مردفا "هي مظهر من مظاهر المساوات وتحطيم الفوارق، وتفقد أحوال بعضنا البعض، ونتعلم المحافظة على الأوقات، البعض يسلب منه التوفيق لأداء صلاة الجماعة". 

على صعيد آخر، توقف سماحته عند الفاجعة التي وقعت على كورنيش القطيف والتي ذهب ضحيتها ثلاثة من شباب المنطقة، معتبرا أن الحادث وقع بسبب تهور السائق، سائلا المولى عزوجل أن "يتغمد أؤلئك الشباب بواسع رحمته ويربط على قلوب فاقديهم بالصبر، وأن يعي شبابنا نتائج سرعتهم وتهورهم، وأن تلك السرعة محرّمة في الشرع والقانون، ومسببة لنتائج تأخذ بالإنسان إلى التهلكة".