فجر الجمعة

الشيخ المطوع: ذكرى مواليد أبطال كربلاء نستلهم منها دروس العطاء والكرامة والعزة

 

تحدث سماحة الشيخ حسن المطوع في خطبة الجمعة 12 أبريل عن ذكرى مواليد أبطال كربلاء في شهر شعبان وأيضا سلط الضوء على شخصية الشهيد الصدر بمناسبة ذكرى وفاته التي تصادف التاسع من أبريل.

وبارك في بداية الخطبة ذكرى مولد مولانا الإمام الحسين وأخيه العباس وابنه علي السجاد، وقال: "إن هذه الذكريات التي تمر علينا نستلهم منها دروس العطاء والفضيلة والكرامة والعزة دروس الصبر دروس الوقوف إلى جانب الحق في مواجهة الباطل فإنها هؤلاء العظام في مطلع هذا الشهر هم مدرسة العزة والكرامة حيث يجمعهم ملحمة الفداء كربلاء".

وذكر الشيخ المطوع أنه من الإمام الحسين عليه السلام يمكن للمة أن تستلهم الفداء والبطولة والذود عن حريم الإسلام والدين والقرآن وتتعلم درس الإباء الذين كان يجلجل في سماء  العزة والكرامة عبر "ألا وإن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله إلينا ذلك ورسوله والمؤمنون"، ودرس الإباء الآخر "لا أعطيكم بيدي إعطاء العبيد ولا أفر فرار الذليل".

وأشار إلى درس الزهد في الدنيا الذي جسده الإمام الحسين عليه السلام عبر الكلمات الوعظية من مقولته: "الحمدلله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء زوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها"، وأضاف الشيخ المطوع: "نحن إذا أمام العزة والكرامة أمام السمو المعنوي والمدد المعنوي وستلهم كل ذلك من الإمام الحسين".

وقال سماحته: "وإلى جانب هذا الموقف الحسيني الشامخ الخالد نعيش مولد عظيم آخر ذكرى ميلاد العباس عليه السلام الذي نتعلمه منه درس الاخاء والدفاع عن القرآن والمبادئ درس ذلك العظيم الذي لم تؤثر فيه مغريات هذه الحياة التي بسطت له كافة المغريات إلا أنه بقي وفيا لدينه ومبادئه وإمامه حتى آخر قطرة من دمه ، ذلك الذي أعطى في سبيل الإسلام كل نفيس حيث وقال قولته "والله إن قطعتم يميني إني محام ابادا عن ديني وعن امام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين"، ذلك الذي حاول شمر أن يغريه شمر وصمد أمام ذلك الاغراء في كربلاء حيث قال له "قبحك الله يا شمر أتعطيني الأمان وابن رسول الله لا أمان له" انها البطولة العباسية والوقفات العظيمة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور".

وعن ذكرى مولد الإمام السجاد عليه السلام، قال الشيخ المطوع: "إمامنا علي بن الحسين زين العابدين الذي كان لمشروع أبيه الحسين الذي ما رضخ لظلم ولا ظالم الذي نافح وكافح وجاهد بكل ما كان يستطيع فعله من اجل إبقاء شعلة الدين تنير الطريق إلى السالكين امتدادا لثورة أبيه الحسين التي كانت صرخة في وجه الظالمين و أطلق ثورته ومد الأمة بمددها الروحي وكان عنوانها صحيفته السجادية التي هي زبور آل محمد".

وأكد أنه "من خلال الدعاء والمناجاة يسمو الانسان بنفسه وروحه على عالم أسمى، التدبر والفكر في تلك الكلمات والعبارات في أدعية أممان زين العابدين لهي طريق للوصول إلى المعارف في الإسلام والقرآن، وإن من النعم العظيمة على أتباع اهل البيت ان عندهم كتاب هو كتاب "الصحيفة السجادية" ، وكان إمامنا الراحل يفخر بأنه عندنا الصحيفة السجادة".

ولفت إلى أن الإمام السجاد استطاع من خلال "الدعاء استطاع محاربة الفساد والإفساد في هذه الأرض وانه لدرس عظيم نتعلمه من امامنا السجاد، اذا هبت رياح الفساد على مجتمع أو أمة لا يبقى المؤمن مكتوف الأيدي بل يعمل على مواجهة هذه الرياح الفاسدة كما كان امامنا زين العابدين الذي شَّخَصَ في ذلك الوقت أن الظلمة كانوا يحاولوا إفساد المجتمعات بكل أنواع الفساد وإلهائهم بالدنيا وزبرجها وزخرفها وأن يواجه هذا المشروع الافسادي الذي كان يراد به إيقاع الأمة في مستنقع الفساد والظلم، الامام زين العباد من خلال سلاح الدعاء دحر كل تلك المحاولات ولا زال صوته يعتبر هو الدواء الناجع الذي لو تمسكت به الأمة لاستفادت من هذا الدوا لمعالجة الأمراض التي تستري فيها في كل أوان وزمان".

وفي الخطبة الثانية، تحدث سماحة الشيخ المطوع عن الشهيد السيد محمد باقر الصدر وسيرته الذاتية بمناسبة ذكرى استشهاده في التاسع من أبريل، معتبرا أن المؤمنين يقفون "أمام عظمة لما بالكلمة من معنى ، يفقون أمام عزة أمام كرامة امام حكمة أمام تطوير في كل المناهج الدينية والإسسلامية والمعارف الإلهية".

وأشار سماحته إلى أن الشهيد السيد الصدر بسن السادسة والعشرين عرف في النجف كواحد من أبرز علماء الحوزة المشهود لهم بالنبوغ فعرف في العراق وخارج العراق وأكد أن "الشهيد الصدر عرف في حقول عديدة وكانت أفكاره ونظرياته رائدة في الإبداع والاقناع إذ أن له اراء في الأصول والفلسفة والاقتصاد والمنطق، استطاع بعبقريته ونبوغه أن يقدم أجوبة شافية لأسئلة مجتمعه، وتشهد كتباته ومؤلفاته لما قدمه  من خدمات كبرى للإسلام والمسلمين".

وقال الشيخ المطوع: "نجد الشهيد الصدر عليه الرحمة كان عملاق في فكره وعطاءه فعلى سبيل المثال في مجال تاريخ وفلسفته وانتزاع النظريات من القرآن كان رائدا وتقديم منظومة علوم فلسفية ودينية وفقهية واقتصادي مهمة للساحة الإسلامية الى جانب التجديد في الفكر القرآني والقانوني والاجتماعي والفقهي الكلامي وفلسفة التاريخ والأصول" وأضاف: "تلك المفاهيم النظريات مثلت الجهد الكبير الذي قام به الشهيد الصدر واذي يعد البناء الفكري الذي شكلت شخصيته وبشكل موجز يمكن وصف خصائص هذه الأفكار التي تمثل بنية المفكر الصدر الذي شكلت نتاجا مهما للإنسانية والإسلام بالقول بأن فكر الصدر يتسم بالتنوع والموسوعية والامتداد فهو لا يكتفي بعلوم إنسانية أو فلسفية او اجتماعية او اقتصادية ومن غير ذلك بل يشمل كل العلوم، فكر الشهيد الصدر نشأ في النجف لكنه كان إسلاميا في زواياه العلمية والاقتصادية والفلسفية وكان عالميا في زاويا التجديد وابتكار المصطلح".
ولفت سماحته إلى أن عبقرية الشهيد الصدر تكمن في قدرته الخلاقة على توليد الأفكار الجديدة واطلاعه على المعارف الغربية وانجازه الفكري المبكر ويمكن القول أن كتاب فلسفتنا الى جانب كتاب اقتصادنا اللذان شهد له العالم الإسلامي والغربي بقوة الطرح ورصانة التعبير وعظمة المشروع الذي يمثل مشروع الإسلام في جانبه الفلسفي والاقتصادي.

وقال الشيخ المطوع: "من خصائص مفهوم إسلامية المعرفة عند الشهيد الصدر هو مشروعه الذي لم ينلطق من معرفة بل من معرفة عقدية صالحة لقيادة البشرية فهو لا يعتقد بالاستقلال الصوري دون الوصول الى الاستقلال والذاتية ولم يكن يفكر برد فعل مرحلي مقابل ثقافة الآخر بل أسس لاستجابة واعية تأسيسية تتكامل عبر مشروع معرفي تنطلق عبر الإسلامية".

وأوضح أن فكر الشهيد الصدر لازال يعيش غربة ويحتاج إلى انعاش حتى تستفيد الأمة من نتاج فكره.

وذكر الشيخ المطوع أن الشهيد الصدر عانى من ظروف قاسية في ظل النظام البعثي وتعرض مرات عديدة للاغتيال والتصفية للتنازل عن مواقفه وأفكاره.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد