خصص سماحة الشيخ عبدالله العرادي الجمعة 31 مايو الحديث في خطبته بمسجد العباس بالربيعية للحديث حول تحقيق التقوى في الأعمال انطلاقا من الآية الشريفة: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون".
وذكر سماحته أن الآية تعتبر دعوة من الله للمؤمنين بتقوى الله والنظر في أعمالهم إن كانت صالحة أو فاسدة، مشيرا إلى أن الآية تدعو لتحقيق نوعين من التقوى، الأولى التقوى في أصل الاتيان بالأعمال التي يقوم الانسان بها فلينظر مليا وليتأمل في ذلك العمل وليختار ما هو طاعة لله عز وجل ويبتعد عن العمل الذي فيه سخط الله، أم التقوى الثانية فتكون في نفس العمل الصالح الذي أداه فيراقب ذلك العمل ويحاسب نفسه عليه ويجعله خالصا لله عز وجل ويحفظه عما يفسده.
وقال الشيخ العرادي: "لا يكتفي المؤمن بالتقوى الأولى بالإتيان بالصالحات بل ينبغي أن يشفع العمل بتقوى ثانية بحيث يحفظ ذلك العمل من الفساد والبوار بأن يجعل العمل خالصا لله لا يريد بذلك عمل أمرا آخر من جاه أو مال أو مدح وثناء من الناس أو ما شابه ذلك بل سيحافظ على هذا العمل الصالح وأن لا يفسده ويذهبه هباء منثورا فإن الله خبير بأعمال عباده".
ولفت إلى أن الله سبحانه ذكر في الآية أن سبب نسيان النفس هو نسيان الله فبنسيانه سبحانه ينسى الانسان أسماء الله وصفاته الذي يكون الانسان مرتبطت بهذه الأسماء والصفا فيظن أنه مستقل في الوجود ويخيل له أن له حياة مستقلة وعلما وقدرة مستقلة ليقول بعد ذلك " إنما أوتيته على علم عندي" ولا ينسبه الله.، أضاف: "فيعطي الانسان نفسه بعد ذلك الاستقلالية في كل شي ويزعم ان له إرادة مستقلة وأن له سمعا وبصرا مستقلا، وعند ذلك الانسان يعتمد على نفسه في حين أن عليه أن يعتمد على ربه ويرجو ويخاف الأسباب الطبيعية المادية لأنه أعطاها الاستقلال ويسعى له سعيها وإنما كان يرجو ربه وعندئذ يطمن لغير الله فيما عليه أن يطمئن ويرجو الله كما قال تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب""
وقال سماحته: :الانسان المؤمن يرتبط بالله فيما العاصي فينسى الله فيعطي نفسه كل شيء، وذلك بعد انجرافه بالامور المادية وينسى ربه و وينسى الرجوع له تعالى ويعرض عنه فيسفق ويخرج عن جادة الطريق التي هي العبودية لله والتي هي الفقر والمسكنة والتذلل له والتضرع له سبحانه وكان ينبغي أن يوكل امر كل شيء له سبحانه وهو الذي يدبر شؤونه".
وأفاد الشيخ العرادي أن التقوى مراتب ودرجات يرتقيها الإنسان درجة بعد درجة ومرتبة بعد أخرى الى أن يصل إلى حق التقوى، " يا أيها الذين آمنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"، التقوى هي نوع من التحرز فتقوى الإنسان لربه في بداية أمره على نحو التجنب والتحرز عما يؤدي إلى سخط الله وعقابه، وقال تعالى" واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة"، مشيرا إلى انها هذا يتحقق باتباع أوامره سبحانه واجتناب نواهيه والشكر على نعمه والصبر عند البلاء ثم يتقيه فيطيعه ولا يعصي له أمرا فيخضع له فيما أعطى وفيما منع ولا يعترض على قضاء الله ويسلم لأمر الله ويتدرج الانسان في التقوى الى ان يصل الى مرتبة حق التقوى يكون عمله خالصا لله ولا يوجد فيه شائبة على الاطلاق.
وأوضح أن معنى هذه التقوى هو محض العبودية بحيث لا يشوب عمله أي غفلة و هذه الطاعة من غير معصية وهذه المرتبة حق التقوى الطاعة التي لا يشوبها أي معصية على الاطلاق والشكر من غير كفر والذكر من غير نسيان وهذا الإسلام بأعلى درجاته يعني التسلي المطلق لله والانقياد لله عز وجل.
وأشار إلى أن جميع الكمالات التي يحوزها الانسان متفاوتة وليست على درجة واحدة فالإسلام درجات والايمان درجات والتقوى درجات واليقين درجات والصبر درجات والعلم درجات، وهذا ما ورد في رواية عبدالعزيز القراطيسي عن الامام الصادق عليه السلام: قال لي الامام الصادق يا عبدالعزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الإثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي الى العشر فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك فإذا رأت من هو دونك فارفعه اليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فان من كسر مؤمنا فعليه جبره"".
وبين أن الانسان اذا أراد المؤمن أن يوصل بعض العلوم الى بعض الناس البسطاء فعليه أن يترفق بهم ولا يعطيهم معلومات فوق طاقتهم وفوق استيعابه، بالتدريج فالإيمان بالتدريج وحيث لا يمكن أن يدخل الايمان والقيام بالطاعات بشكل دفعي لأنه بعد ذلك ستصيبه حالة عكسية وتكسر نفوس، انما يقوم بذلك بشكل تدريجي.
وأكد على أن هذا هو الطريق الصحيح للولوج في الكمالات والارتقاء درجة درجة، وقال الله تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم" أي مرتبة من مراتب التقوى استطعتم عليه وقدرتم عليها فلا تتركونها ومعلوم أن الاستطاعة باختلاف قوى وافهام الأشخاص، حقا التقوى ليست في كل وسع أحد لأن فيها دقائق ولطائف لا يتنبه لها الا المخلصون وتحث الاية على الاتيان بمرتبة التقوى التي يقدر عليها ويفهمها ويكون نظره شاخصا لتلك المرتبة التي هي حق التقوى ويعمل حتى يصل اليها.
وقال الشيخ العرادي في ختام القسم الأولم ن الخطبة: "ورد عندنا في الرواية " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لا يعلم" اعمل بما تعلن حتى يوفقك الله لأن تطلع على علم لم تكن تعلمه،، ونح في آخر هذا الشهر الشريف اكتسبنا حالة معنوية لم تكن عندنا حالة معنوية لم تكن عندنا سابقا خصوصا بعد احيائنا ليالي القدر لذلك ينغي علين المحافظة على هذه الحالة وتنميتها".
وفي الخطبة الثانية، تحدث سماحة الشيخ العرادي وأوضح زكاة الفطرة واتي قد تعني زكاة الدين أو زكاة الإفطار، وأنها تجب على الانسان العاقل والحر ومن يعولهم، وبين أن وقتها يكون ليلة العيد متطرقا إلى تفاصيل إخراج زكاة الفطرة.
كما وجه التعزية إلى عائلتي المرهون في فقيدهم الشيخ سعيد المرهون، وعائلة آل عيش في وفاة فقيدهم السيد فتح الله العيش.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان