فجر الجمعة

الشيخ عبدالكريم الحبيل: الحكمة في كلام الإمام الحسن (ع) دروس ومواعظ للحياة

ألقى سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل خطبة الجمعة، ٩ أغسطس ٢٠٢٤م في مسجد الخضر (ع) بالربيعية، وفيها تناول موضوعًا بعنوان: "الحكمة في كلام الإمام الحسن عليه السلام: دروس ومواعظ للحياة"، ذكر فيها انثتي عشرة موعظة للإمام الحسن عليه السّلام تعالج موضوعات مختلفة وترسم للإنسان طريقًا واضحًا بيّنًا حول كيفيّة تعاطيه مع مجتمعه بعيدًا عن التكلّف والعناء والسّير خلف أوهام لا يمكن إداركها.

 

السلام عليكم ورحمة الله، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله خالق العباد وساطح المهاد ومسيل الوهاد ومخصب النجاد، حمدًا يملأ ما خلق ويبلغ ما أراد. وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فاطر السماوات والأرض "جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، وأشهد أن حبيبه المجتبى وأمينه المرتضى المحمود الأحمد المصطفى الأمجد أبا القاسم محمدًا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق فأظهر به الشرائع المجهولة وقمع به البدع المدخولة وبيّن به الأحكام المفصولة. اللهم فصلّ عليه وآله صلاةً لا يقوى على إحصائها أحد إلا أنت، وبلّغه منا تحيةً كثيرةً وسلامًا.

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، تقوى من أحيا عقله وأمات نفسه، وجعل الذكر جلاءً لقلبه، فإن لذكر الله أهلًا أخذوه من الدنيا بدلًا، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه، يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به، أولئك الذين قال عنهم الحكيم في كتابه: "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار"، جعلنا الله وإياكم من خيرة عباده المتقين الصالحين، وثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه سميع مجيب.

 

أيها الإخوة الكرام والأخوات المؤمنات، تزدحم المناسبات في هذه الأيام، منها شهادة شهيد الإسلام العظيم زيد بن الإمام علي بن الحسين عليه السلام، ومنها دخول سبايا شهداء الطف سبايا كربلاء إلى الشام وما جرى عليهن هناك، ومنها ذكرى شهادة سيدنا ومولانا أبي محمد الحسن بن علي الزكي ثاني أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين. أسأل الله أن يعظم لنا ولكم الأجر ويجزل لنا ولكم المثوبة إنه السميع المجيب.

هذه الأيام نحن نعيشها في رحاب ذكرى وفاة الإمام الحسن عليه السلام، والتي ستمر بنا في ليلة الاثنين القادمة، وسأجعل حديثي استلهامًا من حكمته ومواعظه عليه السلام تحت عنوان "كلامكم نور". من كلمة للإمام الحسن المجتبى عليه السلام، أوردها الذين كتبوا عن سيرته وحياته وكذلك كل من تحدث عنه، نُسبت إليه هذه الكلمة: قال الإمام الحسن عليه السلام: "لا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تبارك وتعالى، ولا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلًا له، فإن تكلف ما لا تطيق سفه، والسعي فيما لا تدرك عناء، وعدة ما لا تنجز تفضيح، والإنفاق من غير فائدة حرب، وطلب الجزاء بغير عناء سخافة، وبلوغ المنزلة من غير استحقاق يشفي على الهلكة".

 

هذه اثنتا عشرة موعظة أو حكمة للإمام عليه السلام، ابتدأها الإمام بقوله: "لا تتكلف ما لا تطيق". هذه الحكمة، حكمة الله جعلها في كتابه الكريم أساس التكليف، حيث قال الله تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها". الله سبحانه وتعالى لا يكلفنا أكثر من وسعنا، ومن شرائط التكليف أن يكون الإنسان قادرًا، ومن شرائطه القدرة على أداء التكليف، فإذا حملت نفسك ما لا تقدر عليه فأنت سوف تقع في عناء وجهد، وليس من الحكمة أن يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق. وهذا يدخل سواء فيما يتعلق بالتشريع أو ما يتعلق بأمور الحياة والعادات التي يعدها الإنسان لإخوانه وأهله وذويه وحتى في وظيفته وعمله. فالإنسان قد يتكلف لضيوفه ما لا يتحمل ولا يطيق، ويكلف نفسه عناء ولربما يكلف أهله وعياله معه كذلك. والشاب قد يتكلف في زواجه ما لا يطيق كذلك، فيحمل نفسه من العناء ويحمل نفسه ديونًا كثيرة، ويتكلف ربما لإعداد شقته إعدادًا يريد أن يظهر نفسه أمام زوجته، أنه مثلًا في غاية المودة والمحبة لها، وأنه يريد لها أن تعيش في رفاهية من العيش، لذلك يتحمل ديونًا كثيرة تجهده، وبعد ذلك ترجع نتيجة تلك الديون وذلك الجهد الكبير إلى شقاء، ولربما يؤدي ذلك إلى خلاف بينهما، ويتحمل لضيوفه أيضًا ما لا يطيق وإلى غير ذلك. لا تتكلف بما لا تطيق! يعد بما لا يستطيع إنجازه، يتحمل مسؤولية تجاه الآخرين وهو لا يقدر عليها، فهذا خلاف الحكمة، عد بما تستطيع أن تنجزه وتعلم من نفسك أنك قادر على إنجازه. أما ما لا تستطيع عليه، فلا.

ولا تتعرض لما لا تدرك، لا تسعَ وراء ما تعلم أنك لن تدركه. أنت تسعى، وتتعرض لما لا تدرك، إما من ناحية أنك لا تمتلك في نفسك تلك المؤهلات من ناحية علمية أو من ناحية مهنية أو ما شابه ذلك، فلا تمتلك تلك المؤهلات التي تمكنك من إدراك ما تسعى وراءه وتلهث وراءه. أو أنك لا تملك المال لذلك، أو أن ذلك الأمر من ذاته لا يمكن أن يدرك، أو أنه من طبيعته لا يمكن أن يدرك. أذكر، ولربما تحسبونها طريفة من الطرائف، كنت مرة في مدينة قم المقدسة أيام الدراسة مارًّا بأحد الشوارع، فيها مكتبات أكاديمية خاصة بالأكاديميين من مهندسين ورياضيين وما شابه ذلك وميكانيكيين وغيرهم. مكتبة كل كتبها في هذا المجال. هناك ربما ثلاث مكتبات كلها في هذا الجانب. رأيت أحد المعممين أعرفه ويعرفني خارجًا من واحدة وداخلًا في الأخرى. قلت له تأتي إلى المكتبات هذه مع أن المشايخ لهم مكتباتهم، لهم مكتبات غير هذه المكتبات. قال لي: "أنا أريد أشتري من هذه الكتب"، قلت له: "لماذا! ما هي مؤهلاتك العلمية؟" أنا أعرفه، قال: "أنا أنهيت السادس الابتدائي، والتحقت بالحوزة". طبعًا هو كبير، أكبر مني سنًا، يسبقنا بسنوات كثيرة. قلت له: "هذ المكتبات وهذه الكتب ليست بمستواك، اذهب واشتر كتب العربية والبلاغة والأدب والنحو، ابحث في كتب النحو والصرف مثلًا أو في كتب المنطق أو كتب العقائد أو ما شابه ذلك. ابحث فيها وتبحر وألف فيها". قال: "لا، يجب علي أن أصنع مثلما صنع  الشيخ البهائي والعلماء الأوائل، يجب أن أصبح مثلهم"، قلت له: "يا شيخ دع عنك الشيخ البهائي، ذاك رجل رياضي قدير ومهندس ومعروف، دخل في علوم معاصرة في زمانه كثيرة جدًّا، وكتب في الرياضيات، وكتبه ظلت تدرس في علم الحساب وغيرها لسنين. أنت يا أخي لست من هذا الجانب، اترك عنك هذه الأمور"، ضحك ومشى. النتيجة: "لا حظت برجالها ولا أخذت سيد علي". إذًا لا تتعرض لما لا تدرك.

 

ثالثًا: ولا تعد بما لا تقدر عليه. لا تعط وعدًا بأمر أنت لا تقدر عليه، هذا خلاف الحكمة، وهو أمر يسقط شخصيتك أمام الآخرين، ولربما لو كان شخص مسؤول مثلًا، يعد بما لا يقدر عليه سوف يعرض نفسه للسخرية. "أنا سأفعل وأنا كذا وأنا كذا وإلى آخره وسنفعل ذلك"، وأنت لا تقدر، يا أخي لا تعطِ وعدًا إلا بما تقدر عليه، ليست عندك قدرة على ذلك لا تعد به. انظر إلى ما تتمكن من إنجازه، عد بما تقدر على تنفيذه. فمثلاً إذا أتاك أحدٌ وقال لك: هل تستطيع أن تكلّم أحدًا يقرضني مبلغ 100,000 ريال؟" تقول: "نعم أبشر إن شاء الله، غدًا إن شاء الله  أعطيك خبرً". يا أخي، إذا لم تكن تعرف إنسانًا يستطيع إقراضه هذا المبلغ، لا تعطِهِ وعدًا، قل له: "يا أخي، أنا لا أعرف أناسًايستطيون إعطاءك هذا المقدار من المال"، لكن أن تعطي وعودًا وما شابه ذلك فلا، أو مثلًا قد تكون هناك شخصية سياسية، تعطي وعدًا وهي لا تقدر على إنجازه، وبالتالي سيسقط أمام شعبه، أمام الناس، أمام المجتمع، أمام الآخرين، وكذا الحال بالنسبة لأيّ  شخصية كانت، شيخًا، عالم دين، رئيس جمعية، رئيس شركة، رئيس كذا، أي إنسان، رب أسرة، يعد عياله بما لا يقدر عليه. ولا تعد بما لا تقدر عليه، هذا غير صحيح.

ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، يعني ضع المال في الجهة التي ستستفيد منها. طبعًا الإمام عليه السلام هنا ربما يتحدث بخصوص المال الذي تتوقع منه مردودًا. ضع مالك في ما يمكن أن تستفيد منه، ولهذا فإن المشاريع تحتاج إلى دراسة جدوى. فأنت الآن إذا أردت أن تدخل في مشروع معين أو مؤسسة أو ما شابه ذلك، أن تضع فيها أموالك، انظر هل هذا يرجع عليك بمردود؟ ادرس، اسأل، ابحث، سل أهل الخبرة في ذلك، اعمل دراسة جدوى لمشروعك، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد. وأيضًا لا تضع أموالك في غير ما يرجع عليك بفائدة في أمور الدنيا وفي الآخرة. انظر أين تضع مالك، تضعه في طاعة الله أو في معصية الله، هل سيعود عليك بفائدة؟ أو سيعود عليك بنكال في الدنيا والآخرة؟.

 

ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء، يعني لا تطلب من الجزاء وأنت لم تقدم شيئًا، انظر، مثلًا هل تطلب من رئيسك في الشركة أن يرقيك أو يرفع لك الراتب وأنت لم تقدم شيئًا، مستواك سيفشل، هو بالأساس يغض النّظر عنك لكي لا تُفصل من العمل، هو يراعيك وأنت تطلب زيادة!. ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء. أو يطلب الأنسان مثلاً أن يُثنى عليه ويطلب مثلًا أن يُمدح بما لم يأتِ به. أو مثلًا زملاؤه في العمل نالوا مكافآت وهو يسأل نفسه  لماذا لم أحصل عليها أنا أيضًا؟ لماذا كذا، لماذا أعطي فلان؟ أنت ماذا قدمت؟ أنت ماذا أنجزت! يقول تعالى في كتابه الكريم: "ويحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا"، يحب أن يحمد بما لا يفعل، أنت لم تفعل! وتحب الثناء بما لم تفعل. ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء.

ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تبارك وتعالى. إذا أردت أن تفرح، فافرح بطاعة الله، وافرح بما أنجزت من رضوان الله سبحانه وتعالى، وافرح بما قدمت في سبيل الله إن أردت به وجه الله سبحانه وتعالى. ولا تفرح بأمور الدنيا، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرح هو خير مما يجمعون".

ولا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلًا له، فإن تكلف ما لا تطيق سفه. لا تتحمل مهمة لست أهلًا لها، لا تقل أنا سوف أتحمل هذه المسؤولية، وأنا أهل لها، وأنت لست أهلًا لها. لا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلًا له، فإن تكلف ما لا تطيق سفه. أحيانًا هناك مشاريع، هناك جمعيات مثلًا، في أي شيء من المهام، توزع المهمات، لا تقل: "أنا مستعد لإنجاز هذه المهمة" وأنت تعرف نفسك أصلًا لست أهلًا لهذه المهمة بتاتًا. ولا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلًا له، فإن تكلف ما لا تطيق سفه.

 

والسعي فيما لا تدرك عناء. تسعى وتلهث وراء ما لا تدركه، عناء، تعب، شقاء. شقاء من دون فائدة، تسعى فيما لا تدرك، هذا أمر لا يُدرك، أو أنك لا تملك المؤهلات لإدراك ذلك الأمر، وأنت تلهث وراءه، ففي هذا عناء وشقاء.

وعدة ما لا تنجز تفضيح، تعد بما لا تستطيع إنجازه، فضيحة! تعطي وعدًا بأمر أنت لا تستطيع إنجازه، هذه فضيحة! فضيحة لك أمام من أعطيتهم الوعد بذلك. وعدة ما لا تنجز تفضيح.

والإنفاق من غير فائدة حرب، لأن الحرب خسارة، والإنفاق من غير فائدة خسارة، أن تنفق من غير فائدة مالك في ما لا فائدة فيه. وقد يكون أحيانًا والمعاذ بالله حربًا مع الله، جعل المال في المحرمات، بدون فائدة في الدنيا، حرب مع الله سبحانه وتعالى، أو خسران للمال. الإنسان بالتالي لا بد أن يعرف أين يضع ماله، أين يصرفه. والإنفاق من غير فائدة حرب. وطلب الجزاء بغير عناء سخافة.

وبلوغ المنزلة بغير استحقاق يشفي على الهلكة. أن تسعى وراء منزلة أنت لم تبلغها بعد، هذا يؤدي إلى الهلكة، والعياذ بالله. هؤلاء ناس يريدون أن يتزببوا قبل أن يتحصرموا. الزبيب ما يصبح زبيبًا إلا بعد أن صار عنبًا، وقبل أن يكون عنبًا كان حصرمًا. فالحياة مراحل، وأنت تريد زبيبًا وأنت لا تزال حصرمًا، الحصرم لا يكون زبيبًا، الحصرم يكون مخللاً. الزبيب بعد العنب، والحياة مرحلية. وأنت تريد أن تجعل نفسك في المرحلة الأخيرة، وأنت لا تزال بعد في بداية أمرك، هذا لا يصح، وهذا ينجرّ في كل مرافق الحياة، وحتى بالنسبة إلى المشايخ وطلبة العلم وما شابه ذلك، أنا لا أزل أدرس في المقدمات، وأريد أن أتولى مسؤوليات الفقيه المجتهد، ما يصحّ ذلك! أنت في بداية دراستك وتتولى مسؤوليات الفقيه المجتهد، بلوغ المنزلة بغير استحقاق يشفي على الهلكة، يشفي بمعنى ينهي، ينتهي، ربما الكلمة من شفا وشفا الشيء يعني طرف الشيء، أطراف الشيء. وبلوغ المنزلة بغير استحقاق يشفي على الهلكة. وهكذا، هذه الكلمات أو هذه الحكم الاثنتا عشرة، كل واحدة منها عظة وكلام نور وتوجيه من الإمام عليه السلام، ونصائح بليغة ينبغي بالإنسان أن يفهمها وأن يتدبرها، وأن يسعى للعمل بها. وكل واحدة من هذه الحكم في الحقيقة تحتاج إلى وقفة أطول، ولكني أردت أن أعرض هذه الكلمة للإمام عليه السلام وأن لا أطيل عليكم. ونكتفي بهذا المقدار، فكل واحدة من هذه الحكم تستحق موضوعًا مستقلًا. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

 

نعود ونقرأ كلام الإمام عليه السلام: "لا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تبارك وتعالى، ولا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلًا له، فإن تكلف ما لا تطيق سفه"، وهذه كلمة أتصور أن يستفيد منها بعض الخطباء الذين يريدون الدخول في مواضيع ليسوا أهلًا للدخول فيها. "والسعي فيما لا تدرك عناء، وعدة ما لا تنجز تفضيح، والإنفاق من غير فائدة حرب، وطلب الجزاء من غير عناء سخافة، وبلوغ المنزلة بغير استحقاق يشفي على الهلكة". أسأل الله أن يوفقنا وإياكم بما يحب ويرضى ويجعلنا وإياكم من خيرة عباده الصالحين.