صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

الإمام الرّضا: قتيل على قارعة السّموم

على رُزئكَ المَجمورِ تُحيا المآتمُ

ويَنعاكَ للحقِّ الهُدى والمَكارمُ

 

ويبكي عليكَ الدّينُ يا مَعدنَ النّدى

وقد جُمّعتْ فيكَ الرّزايا العظائمُ

 

غريبٌ عن المأوَى بعيدٌ عن الحِمى

تُكابدُ من جَورِ العِدَى وهْو غاشِمُ

 

وتُمنَعُ عن مَثوى نبيٍّ وبضعةٍ

ودارٍ بها عَزّتْ على النّاسِ هاشمُ

 

تُودِّعُ خيرَ الخلقِ قبرًا وروضةً

وتأمر آن تبكي عليكَ الفواطمُ

 

وها أنتَ في طوسٍ غريبٌ مع العِدا

وقد أَوحشتْ مُذ غِبتَ عنها المعالمُ

 

بنفسيَ من ناءٍ تَفرَّى مَواجِعًا

يُكابدُ ما أخفَوا لهُ وهْو عالِمُ

 

يُزوّجُهُ المأمونُ أفعَى شقيّةً

ويظهرُ للنّاسِ التقيُّ المُسالِمُ

 

ويُمضي لهُ في سُدّةِ الحُكمِ بيعةً

فيقبلُ سلطانُ الدّنى وهْو راغمُ

 

ويعقدُ مَبهورًا من العلمِ مَحفلًا

ويَطمعُ أنْ تَسمو عليهِ العمائمُ

 

ويُشرعُ للأحبارِ بابًا ومجلسًا

فُيذعِنُ ذاك الجمعُ ممّا أراهُمُ

 

ولمّا سما شأنًا على كلِّ مِلّةٍ

ودلْتْ على شأنِ ابنِ مُوسى الملاحِمُ

 

تَكشّفَ وجهُ الغدرِ والغدرُ كامنٌ

خفيٌّ كما تُخفي السّمومَ الأراقمُ

 

فلم يبقَ إلّا أن يُغالَ كمن مَضَى

شَهيدًا.. وإلّا أن تراعَ الهواشمُ

 

فأردوهُ في سُمَّ نقيعٍ ومزّقوا

حشاهُ ولاحتْ للرّحيلِ العلائِمُ

 

فغُودرَ مَسمومًا غريبًا مُرَوَّعًا

على قلبهِ المغدورِ تبكي العوالمُ

 

وها أصبحت طوسٌ ملاذًا معظَّمًا

على بابِهِ تُقضَى الأمورُ العظائمُ

 

تَحُجُّ له الأرواحُ شوقًا ولم تزلْ

بأعتابهِ تهمي الدّموعُ السّواجِمُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد