لقاءات

حسين علي القويضي: الصورة هي اللغة البصرية التي يفهمها جميع البشر


نسرين نجم ..

مما لا شكّ فيه بأن للصورة دورًا مهمًّا في حياتنا، وأن التصوير عامل رئيس في توثيق اللحظات والمواقف، يعمل على استقطاب الناظرين، سيما إذا كانت الصورة مأخوذة في اللحظة المناسبة الأمر الذي يعطيها جمالية خاصة، فالصورة وكما يقال أصدق إنباءً من عشرات السطور، والمصور هو فنان ومؤرخ وموثق. وهي موهبة تولد مع الإنسان بغض النظر عن اختصاصه... حول عالم الصورة كان لنا اللقاء مع المصور الفوتوغرافي حسين علي القويضي.

* الصورة والثقافة الحسينية:
جذبه عالم التصوير كهواية وكموهبة من عالم التكولوجيا والبتروكيماويات، حيث بدأ حسين القويضي مشواره الفوتوغرافي: "في المرحلة الجامعية حيث عاصرت الكاميرات الفيلمية ثم توجهت للكاميرات الرقمية واقتنيت في ذلك الوقت كاميرا بدقة ٣ ميجا بيكسل وكنت أستخدمها في تصوير اليوميات الخاصة بي. في بداية عام ٢٠١١ قمت بشراء كاميرا احترافية من شركة نيكون موديل دي ٩٠ وذلك بتشجيع من أصحابي في المنتدى آنذاك. اخترت هذا الفن فقط لتغطية فراغي كحال بقية الشباب لا لهدف الهواية، وفجأة بدأت أحب الهواية حيث رأيت الجمال في عالم الضوء والآن أعتبر نفسي من عشاق هذا الفن الرائع."


وقد عمل على تنمية هذه الموهبة من خلال: "بعض المحاضرات النظرية ومن ثم الورش العملية. بعد ذلك قمت بالتمعن والتركيز في الصور الفنية الراقية كتغذية بصرية، وبعد عدة محاولات بدأت بتقليد بعض الصور والآن ولله الحمد أجيد الكثير من الفنون الضوئية".
بما أننا في أجواء عاشوراء سألنا القويضي عن دور الصورة في نقل الثقافة الحسينية أجاب: "السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفناءك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار .. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ... الفن الضوئي رسالة، وكل صورة تحمل قصة فإن أبدع المصور في نقل الصورة بالشكل الصحيح لنقل رسالة ربما تغني عن كتاب خصوصًا لمن لا يملك اللغة التي تتحدث بها، فالصورة تتحدث بلغة الفن وهي اللغة البصرية التي يفهمها جميع البشر. نقلت الصور الحسينية الكثير الكثير من أحداث واقعة الطف ومظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن الممكن أن تكون خافية عن الكثير فجزى الله من عمِل في هذا المجال وكم أتمنى أن يحظى بي الزمن وأخدم الإمام الحسين عليه السلام بكاميرتي".


وعن مدى اهتمامه بتصوير المشاركين في المجالس الحسينية بانفعالاتهم وتأثرهم؟ يقول: "بسبب ظروف عملي والسكن في مدينة لا تتوفر فيها المجالس الحسينية للأسف لم أحظ بالتصوير الحسيني ونقل الرسالة الحسينية فهذا أنا أقدم اعتذاري لسيدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام لتقصيري بخدمته بكاميرتي".


* علاقته مع الكاميرا كعلاقة الأب بابنته:
الملفت بصور المصور الفوتوغرافي حسين القويضي توجهه نحو تصوير الطعام، وقد أفرد حيزًا واسعًا لهذا المجال، عن هذه النقطة يتحدث: "كان يجذبني حب الطبيعة، وكنت أسافر لكي ألتقط صور الطبيعة، أما الآن وبعد التخرج من دبلوم التصوير وجدت نفسي أميل لتصوير الأطعمة، وذلك لوجود كل الإمكانيات في الاستديو الخاص، وكما أنني أجد الدعم من كل الجهات فزوجتي تدعمني بالأطباق وأقرب أصدقائي المصورين يقدمون لي الدعم والمساندة في هذا المجال فشكرًا لهم".


وعن علاقته بالكاميرا يشبهها بـــ: "علاقة الأب مع ابنته فهي عشق لا ينتهي ما دمت قادرًا على حملها." أما إذا كان يعتبر بأن كل من حمل كاميرا يطلق عليه لقب مصور أم أن هناك شروطًا معينة فيقول: "بعض الصور يتم التقاطها بالصدفة ولو قرأ أحد المصورين كلامي لقال كلامك خاطئ فكل مصور له نظرته الخاصة بالتقاط الصور. وليس كل صورة نطلق عليها صورة فنية فبعض الصور لا تحمل هدفًا ولا معنى. ومن خلال كلامي يتضح أنه ليس كل من يحمل كاميرا يُطلَق عليه مصور، فهناك من لا يفقه التصوير ولكنه يحمل الكاميرا من باب التباهي  أو التحدي لا أكثر. وبما أن الصورة تحمل رسالة فعلى كل رسول أن يتحلى بالأخلاق الحسنة حتى ينظر الجميع إلى رسالته"".
وقد واجه المصور الفوتوغرافي حسين القويضي العديد من الصعوبات يذكرها: "أولها المادة، حيث أن الكاميرا الاحترافية سعرها باهظ  كما هي الحال في أغلب العدسات ذات الجودة العالية. ومن الصعوبات التي واجهتها هو عامل الوقت ففي غالب الأحيان لا أجد الوقت الكافي لمزاولة هوايتي. بالإضافة إلى ذلك: اللافتة المكتوب عليها (ممنوع التصوير) أو التعليمات المعطاة لبعض العاملين ببعض الأماكن وهو منع المصورين من مزاولة هوايتهم بالرغم من أنني أومن بأن المصور لن يعبث لا بقدسية المكان ولا بممتلكاته".

أما بالنسبة لمشاريعه وأنشطته الحالية والمستقبلية فيقول: "حاليًا متخصص في تصوير الأطعمة، لدي مشروع قادم وهو حسيني وأتمنى الله أن يسهل لي هذه المهمة وهي تصوير المشاية من النجف إلى كربلاء في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. كما أنه هناك مشاريع أخرى بعد أن أرى نفسي أتقنت مجال تصوير الأطعمة وهو إضافة مجال تصوير آخر بجانب تصوير الأطعمة، ولمن يرغب بمتابعتي هذا حسابي على الإنستغرام:https://instagram.com/hussainphoto. وكل الشكر لكم ولشبكة فجر الثقافية على هذا الحوار".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد