لقاءات

الفاضلة أمّ عبّاس الطّاهر النّمر: الشّهيدة بنت الهدى ما مسّت شيئًا إلّا وأحيته

الجزء الثاني من الحوار الذي أجرته معها "نسرين نجم"

 

(كيف يمكن أن نعرّف الجيل النّاشئ بالشّهيدة بنت الهدى؟ وكيف استطاعت أن تترك هذا الأثر المميّز في التّاريخ؟)

 

إنّ تقديم الشّهيدة بنت الهدى للجيل الجديد يتوقّف على أمرين:

الأمر الأول هو معرفة الميزة الأساسيّة لهذه الشّخصيّة وإيضاحها.

الأمر الثاني إيجاد الوسائل المطلوبة والآليّات المتاحة لدى هذا الجيل للوصول إلى هذه المعرفة.

رحمها الله ظلمت في مواضع كثيرة وفي ظروف كثيرة غير الموقع الإعلامي، وآخرها كان الموقع الإعلامي بلا شك، بنت الهدى من الأوحدين من الناس الذين وهبهم الله سبحانه وتعالى إمكانيات واستعدادات متعددة، فهي شخصية كثيرة الأبعاد، هي العالمة هي الفقيهة هي الاجتماعية المربّية الأديبة الرّساليّة السّياسيّة الشّجاعة، المبلّغة والخطيبة والإداريّة، ولكن يمكن أن نذكر أهمّ ميزة في بنت الهدى وأهمّ عامل جمع هذه العوامل وهذه الصفات، سواء في الحقل العلميّ او العمليّ، نقول إنّ الشهيدة بنت الهدى لم تكن صرف إعلاميّة ومعلمة تمارس إيضاح الحقائق، أو مدرّسة تتنقّل في المدارس الّدينيّة بين النّجف والكاظميّة، وليست أديبة قدمت للمكتبة الإسلاميّة أدبًا رفيعًا، وإنّها مقاومة اختارت الشّهادة على حياة الفساد، ومجابهة الظّلم البعثيّ الغاشم، بل إنّ هذه الأدوار كلّها هي بعض من مواقفها رحمها الله وبعض من ممارساتها، كلّ هذه الأبعاد تتساوى في شخصيّة بنت الهدى، لكنّ البعد الأهمّ، ما نعبّر عنه حسب ثقافتنا في هذا العصر، أنها كانت شخصيّة إحيائيّة، والشّخصيّة الإحيائيّة هي التي تهب الأمّة حياة جديدة بكلّ ما في الحياة من أسرار وآثار، فقد أحيت الشّهيدة بنت الهدى المرأة المؤمنة المثقّفة المبدئيّة القيميّة الكريمة الشجاعة الحكيمة، والشهيدة التي نالت درجات البرّ علمًا وعملًا، لقد أبرزت رضوان الله تعالى عليها  الجوانب المغيّبة في المرأة المؤمنة، فأحضرتها وأحيتها، بحيث تتحرّك في ساحة الحياة، ولهذا يجعلنا نصف بنت الهدى من العلماء الإحيائيين، نحن عرفنا في زماننا هذا علماء إحيائيين كأخيها الشّهيد الصّدر، الشّهيد مطهّري السيّد الطبطبائي، السيّد الخميني، السيّد المغيّب الصدر وغيرهم، وفي القرن السابق كان هناك شخصيات ككاشف الغطاء، والشّهرستاني وغيرهم...

وهنا أشير إلى نقطة مهمّة حول كيفيّة تقديم الشّهيدة بنت الهدى للفتيات، وذلك أن صاحب العلم والعمل الإحيائي يمتلك ثوابت مهمة في مبادئه وفي سلوكياته (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت)، حتّى، وهذا معناه أنّ فكره عابر الحدود  الزمانية و المكانيه.. والمتغيّرا ، وهذا الثّبات أهم عنصر في بقاء قوّته على التّأثير، ولهذا نقول إنّه يعطي حياة لا موت فيها، هذا يختلف عن الجوانب المادّيّة الزّائلة، ومن كان كذلك فهو محيي، يقول الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الإحيائيين: "ومن أحياها فقد أحيا النّاس جميعًا".

 

إنّ الإحيائيّ هو الذي يستطيع أن يستشرف المستقبل، ويجعل المستقبل أمامك واضحًا وبيّنًا وجليًّا، فأنت عندما تقرأ بنت الهدى فيما تكتب، ونستعرضها لبنات هذا اليوم، تشعر وأنت تقرأها، وكأنّك تقرأ لكاتب لا يزال قلمه في يد ، لم تؤثر فيه برودة الموت.. قلمه يزال حارًّا ساخنًا دافئًا، فبنت الهدى حاضرة بفاعليّتها كأنّها تمسك به في ظرفنا هذا، فقد كتبت في مجموعة كتبها القصصية قصة مختصرة بعنوان: "آخر هديّة" تدور أحداث حول هذه القصّة حول هديّة أرسلها أحد الشّهداء المتزوّجين لزوجته وهو في ذلك الوقت كان يقود معركة الكرامة وإكليل الغار في فلسطين كما سـمّتها هي، الشهيدة تصف تلك الرّوح النّورانيّة التي ما إن أغمضت عيناها عن هذه الدّنيا، إلّا وفتحتها من جديد في عالم النّور والخلد، وتصف عمق وعي هذا الشّهيد على قضيّته الذي يمنعه من العودة إلى بيته وأسرته، وأنّى لهأان يعود كما تقول هي، لأنّ من آمن بقضيّته التي يدافع عنها، لا يقبل إلّا أحد الحسينين النّصر أو الشّهادة، لأنّ من ذهبوا إلى الجبهات كما تعبّر وعادوا إلى حياتهم، عادوا إلى حياة اشتروها بثمن باهظ من الانهزاميّة والتّخاذل، وتركّز على قيمة الدّفاع عن الأرض المغتصبة، وأنّ الموت في أداء هذا الواجب يزيد هذه الشّخصيّات المجاهدة جمالًا في صورتها وفي بهائها وفي نورانيّتها، ثم تتكلّم عن زوجة الشّهيد هذه وكيف تقف وقفة المخلصة التي تعاهد الله وتعاهد الشّهيد على المضيّ في الطّريق حتّى تتحرّر فلسطين الحبيبة، ونحن نرى بنت الهدى في هذه المقاطع تستشرف حال ذوي الشّهداء اليوم الذين لا همّ لهم إلّا إدامة الطّريق والبقاء على طريق العزّة والكرامة، قارىء بنت الهدى يحسبها موجودة ضمن ما يجري على الأمّة اليوم وليس كحضور الصّامت المتفرّج، بل حضور من له رسالة ومواقف مؤثّرة في تفاصيل الأحداث، وكذلك حيّة وإحيائيّة نقرأها في جانب من كتاباتها تحت عنوان "الفاقة الماليّة"، فإنّها ترى بالفقر والفاقة حكمة الله، إذ إنّها ترى بوجدانها الّصافي هذا الفقر هو مرفأ للّجوء إلى الله سبحانه وتعالى، ورؤية الواقع والحقيقة وإذكاء البعد الرّوحيّ في نفسها وفي قلبها، هي سـمّت هذه القصّة أو هذا المقطع من القصّة "الفاقة الماليّة"، لكن لا بأس بأن يسمى الإطلالة على الفقر الذاتّي الذي يطلقه العرفاء كمرحلة للانطلاق إلى السّير والسّلوك إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن لنلتزم بتعابيرها حفاظًا على ما تريد أن تقول، فإنها تتحدّث عن الفاقة الماليّة، تقول لقد مررت بمرحلة الصّبا بفاقة مادّيّة امتدّت إلى كلّ تفاصيل الحياة، المأكل والملبس والمسكن، والفقر حالة قاسية يجرّ معه أشكالًا وأشكالًا من الآلام، ولكنها تصف نفسها بأنّها لم تضعف أمام هذه الأزمة، بل إنها قويت بحيث جعلت الأزمة هي التي تضعف أمامها، تجربة جعلتها تنفتح على الإيمان، على الارتباط بالقرآن، لا بل الاستغناء بالقرآن، فكانت مستغنية بالقرآن عن كلّ شيء، ولذلك كانت سيدة نفسها وسيدة الآخرين، وتقول إنّها كانت سعيدة بهذا الفقر، وهذا معنى عميق عرفاني، أنّ سعادة الإنسان بفقره، حيث نسب لرسول الله (ص) قوله: "الفقر فخري"، تقول هذا الفقر جعلني أبحث عن الطّاقة الوجوديّة في حياتي، أستند إليها في خطواتي، أستند إلى المثل البنّاءة وأصقل أبعاد وجودي، هذا هو منطق العارف بكلّ شيء، لا يرى إلّا ربّه ويكون الفقر سببًا للاتصال والارتباط، نحن حينما نريد أن نربّي فتياتنا أو نعرّف بنت الهدى لفتياتنا، فنحن لا نحتاج أن نضيف إلى شخصيّة بنت الهدى جوانب ثانية إعلاميّة، نحن نحتاج إلى أن نظهر هذه المعالم فقط ونبرزها.

 

لكي ننقل هذه الشّخصيّة إلى بناتنا علينا أن نستفيد من تجربة الغرب، من تجربة الكنيسة في تحويل العقليّات إلى ممثّلات وإلى حسيّة، فإنّ الغرب والكنيسة أوّل ما بدأت في عالم السينما والتّمثيل، هي أرادت أن تبشّر بالسيّد المسيح وكانت تجري عمليّة تبشيريّة للسيّدة مريم، من هنا نشأت السّينما والتّمثيل، فبإعتبار أن مريم في قصّتها الواقعيّة تمثّل لها الوحي بشرًا سويًّا  هم يعتقدون بذلك، هذا التمثّل يعني نزل الوحي من عالم العقل وعالم المجردات والمعقولات إلى عالم التمثّل، فاعتبروا أن التمثّل في أوّل أمره هو أمر عباديّ تبشيريّ لذلك بدأوا ودخلوا في عالم السّينما والتّمثيل والأفلام، لذلك نحن نلاحظ في الكنائس أنّ فيها من النقوش والفنون والرسوم والرموز التي تحكي حقائق عقليّة وحقائق علميّة، وكانوا يجذبون الشّباب وغير الشّباب إلى ذلك، وبقي التّمثيل أيمانيًّا وعملًا عباديًّا، ثم بعد ذلك تدخل المفسدون السياسيون أصحاب رؤوس الأموال، فانحرفت السّينما والتّمثيل والمسرح، حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن من ساحة للفساد، ولذا أعتقد أنّه إذا استطعنا أن نحوّل هذه المعاني العقلية العميقة في شخصية بنت الهدى، هذه الأبعاد الرّوحيّة الربّانيّة، هذا الوجود الحيّ النّابض، هذه الشخّصية التي ما مسّت شيئًا إلّا وأضافت عليه تبدّلًا وتكاملًا نوعيًّا وأحييته، إذا استطعنا أن نحوّلها إلى مجسّم متحرّك في حياة فتياتنا، فنكون قد خدمنا أنفسنا، وبلا شك قدّمنا خدمة في تعريف شخصيّة بنت الهدى للنّاشئين.

 

(ما أهميّة القدوة في حياة الفتاة؟ وكيف يمكن للأمّ أن تقدّم هذا النّموذج ؟)

 

لا شكّ أنّ البحث عن أهمّية القدوة في حياة الإنسان أمر لا يناقش فيه أحد، لأنّ كلّ الموجودات المدركة غرس فيها أن يتبع اللّاحق السّابق بشكل تلقائيّ خصوصًا في الشّؤون العمليّة السّلوكيّة، نحن لا نرى أن الإنسان في سلوكة العادي يحتاج  إلى مهلة من التّفكير والتّأمّل والتّدبّر، فهو يتبع ويهتدي ويتأسّى بأمور كثيرة لا تحصى بشكل عفوي وطوعي، ولكن إذا قصدنا القدوة بالمعنى الأخصّ، أي التي يهتدى بها في المثل العليا والمبادىء والأخلاق والتّحصين والآداب، فلا شكّ أنّ الأمّ لها الحظوة الاكبر والموقع الأوّل في الاقتداء، ذلك أن المهتدى الذي يهتدى به هو الذي يمتلك القدرة على التّأثير، وعمليّة التّأثير هي أشبه بإبداع الخلق واختراعه، وهي ذات أهـمّيّة كبيرة جدًّا طبعًا لدى الطرفين المؤثّر والمتأثّر، والمؤثّر في الأغلب هي الأمّ لأنّ الطّفل يكون في مرحلة من عمره متعلّقًا بها خالي الوفاض من أيّ شيء إلا ما تلقيه عليه أمّه، فيمكنها في هذه المرحلة أن تعجن نفس الطّفل، صفاته تصرّفاته خصوصيّاته، في وقت تكون الرّوح والنّفس طيعة مستجيبة، لذلك ورد عندنا استحباب المسارعة للتّهذيب وللتّربية، قبل أن يقسو طبع الإنسان وقلبه، فهو بهذا السّنّ يكون أرجى منه في مراحل أخرى للتّأثّر، لأنّه ستتشكّل هويّته وشخصيّته وفكره وثقافته، والتّأثير فيها صعب إذا ما اكتسب الطفل طبائع سيئة وكبر عليها هذا من طرف الفاعل الأمّ...

 

أمّا من طرف القابل أي الفتاة، طبعًا هناك تفاوت بين الأبناء بشكل عجبب جدًّا، تفاوت بينهم في الشّعور والإحساس والنّباهة في التّقبّل وفي قدرة القدوة على النّفوذ إلى العقول والنّفوس، تعتمد أيضًا على هذا التّفاوت، يمكن أن أقول إنّ النفوذ للعقول والأرواح وتغيّرها إلى حدّ كبير عند الأمّ، تشبه اقتحام الألغام وتفكيكها، لأنّ العقول والأرواح تختلف بنيويًّا ومزاجيًّا، فهناك مستوى من النّشاط الرّوحي يقابله مستوى من الكسل الفكريّ والثّقافي، بالنّتيجة التّأثير عمليّة شاقّة ومعقّدة تحتاج إلى قدرات ومتطلّبات من نوع خاصّ، ومـمّا لا شكّ أنّه أمر نسبيّ بين أمّ وأخرى، ولكنّ الإنسان كلّما كبر يصبح يميل إلى التّحرّر والاستقلال والاعتماد على تجربته الشّخصيّة وأيضا مراقبة من حوله، وأيضًا قد تكون هذه المراقبة ليس دائمًا في الجانب الإيجابيّ، إنّما أيضًا في الجانب السّلبيّ، بالتّالي تأتي التّوصية الشّرعيّة في توجيه المتربّي للنّماذج المعصومة والتّثقيف على الإنسان الكامل على الولاية والاقتداء بالنّماذج الإلهيّة، ونحن نرى أنّ المراهق في هذه المرحلة يكون عنده استعداد شديد للتّعلّق بالزّعماء والأبطال والقادة لسعة قدرته على التصوّر، وكلّما كان لدى الأمّ اطّلاع على الّتاريخ الإسلاميّ تاريخ الأبطال، تاريخ الشّجعان، تاريخ الحماية والكرم، كانت أقدر على ممارسة ربط الأبناء بالقدوة الحقيقيّة الحقّة التي لا يمكن نقدها، وبالتّالي هذا يحقّق تحصينه من الانحراف، إذن الأمّ تستطيع في البداية وهي التي لها التّأثير الأوّل لكي تقتدي بها الفتيات، وفي مرحلة ثانية في المراهقة وما بعد المراهقة، إذا كان عندها اطّلاع على التّاريخ لهؤلاء الأبطال والزّعماء والقادة خصوصًا رسول الله "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" هي ممكن أن تحصّنهم بهذه الطريقة.

 

(على من تلقى المسؤولية في تبيين أهميّة اكتساب العلوم الدينية؟ وانطلاقًا من دورك في التّوعية والإرشاد نحو الإصلاح والصّلاح، كيف تجدين إقبال الفتيات على هذا النّوع من العلوم؟ وما هي أهميّة الحوزات؟).

 

أتصوّر أنّه يمكن أن نؤرّخ لأمور كثيرة علميّة على جميع الأصعدة بما فيها تحصيل المرأة للعلوم الدّينيّة في حقبتين: ما قبل الصّحوة الإسلاميّة في السّتينيات، وما بعدها.

قبل الصّحوة الإسلاميّة كان هناك نظرة غالبيّة للدّين على أنّه شيء ثانويّ في حياة الإنسان بشكل عامّ، ثم حدث تغيير هائل الذي نرى آثاره اليوم، هذا التّغيير كان على المستوى العلمي والفكري والاجتماعي، وبسببه أتيح المجال للمرأة أن تتخصّص في العلوم الدّينيّة، ويمكن أن نرى المرأة قبل هذا التّاريخ وبعد هذا التاريخ، قبل هذا التّاريخ لا يمكن أن نشير إلى فئة معيّنة ونرميها بالتّقصير لأنّ الظّروف والمناخ على جميع الأصعدة كان ملتبّسًا حتى على بعض المتديّنين حتى ومن يقدّمون الدّين للنّاس، لأنّنا إذا أبعدنا الدّين عن السّاحة الاجتماعيّة فإنّ المرأة هي المتضرّر الأوّل، المجتمع بلا دين يعني القوي يأكل الضعيف، باختصار لأنّ المرأة هي الأضعف فسوف تظلم، وسوف يتكرّس تجهيل المرأة حتى تبقى أداة طيّعة مساسة بلا وعي ولا بصيرة، وباختصار قبل هذه الصّحوة الإيمانيّة كانت الشّرائح الاجتماعيّة مقصّرة في إدراك تحصيل المرأة للعلوم الحوزويّة، وأمّا بعد هذا التّاريخ فإن إقبال المرأة على العلوم الحوزويّة وتأثير الخطاب الدّينيّ والنّهل من العلوم الدّينيّة في وقتنا هذا أعتبره نسبة مرتفعة جدًّا بالقياس إلى المجالات الأخرى التي تمتلك المغريات والمحرّكات والمحفّزات والمشجّعات، فإنّ عدد المنتسبات إلى المعاهد والمدارس والجامعات والحوزات والمؤسسات والعلوم الدينية في العالم ولا أقصد منطقة معيّنة، لأنّ بعض النّاس ينظر نظرة مقطعيّة للمنطقة التي هو فيها فيحبط، وأصبحت لغته قاصرة ومجتزأة، أقول إنّ إقبال الفتيات على الدّين بشكل عامّ والدّراسة الحوزويّة والعلوم الدّينيّة في تزايد، أقول هذا من موقع اطّلاعي على النّسبة الواقعيّة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المشغلات للعلم والتّعليم والتعلّم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد