صدى القوافي

’صلاةٌ على وجع الرمال’ للشاعر علوي الغريفي

 

مشاركة الشاعر السيد علوي الغريفي في الأمسية الشعرية الحسينية الثالثة بمأتم السيدة الزهراء (ع) في لوى - سلطنة عُمان، 1437 هـ.


مذْ نويتَ الصلاةَ في الطف قالوا
أذّنَ النحرُ.. لمْ يؤذّنْ بلالُ

حينّ كبّرتَ كبّرَ العرشُ حُزناً
واحتوى الأرضَ كلَّها زلزالُ

حينَ سلّمتَ كانَ آخرَ فرضٍ
قبلَ أنْ للسَّما يُشـدُّ الرحالُ

ظامئاً كنتَ تمنحُ الماءَ عُـمراً
آخراً كي لا تَعطشَ الأطفالُ

حينما مِلتَ بالجـوادِ لترمي
منكَ جسْماً قد أنهَكَتهُ النبالُ

مالَ عـرشُ الإلهِ كي يتلقّـى
كلَّ جـرحٍ إذْ الجـراحُ ثقــالُ

حينما في الرُغامِ وسّدتَ خدَّاً
لم يظلّلْكَ في الهجـيرِ ظلالُ

بل منَ الشوقِ دونَ أدنى شُعورٍ
قبّلتْ خــدّكَ الشريفَ الرِمـالُ

حائراً كنتَ كيفَ تنزعُ سهماً
من فــؤادٍ أذابهُ الاعتــلالُ

يا تُرى هلْ منهُ تناثـرَ ثلثٌ
أم من الذكرِ تنثـرُ الأنفالُ ؟!

كيف أدمى أبو الحتوفِ جبيناً
لعُـلاهُ السماءُ ليستْ تَطالُ ؟!

يا أبا الماءِ هُم أُحِيلوا رماداً
حينَ بينَ السِقا وبينكَ حالوا

عندما لم تَذق من الماءِ شيئاً
أدركَ الماءُ أنّهُ اضْمحلالُ

من أبي الفضلِ هل أتاكَ حديثٌ
عن يمينٍ منها تجارى الزُلالُ  

جانبَ النهرِ أسمعتكَ الحكايا
ثُمَّ قالتْ ما لمْ تقلهُ الشمالُ

والمسافـاتُ بينَ تــلٍّ ونحــرٍ
بينها ما هُـناكَ ثـمَّ احتمالُ

لم تقفْ زينبٌ على التلِّ لكنْ
وقفـتْ فـوقَ راحتيها التـلالُ

لم يشبْ رأسُها من الوجدِ لكنْ
من لظى الصبرِ شابتِ الأهوالُ

وطناً كُنتَ والجراحاتُ تغزو
كلَّ أعضاكَ والدماءُ احتلالُ

قطعةً قطعةً توزّعْـتَ سِـفـراً
وعلى الرملِ قُلتَ ما لا يُقالُ

وجرى الرأسُ ما لهُ مُستقرٌّ
كيفَ للشمسِ بالقنـاةِ تُشالُ !

أ حسينٌّ لكَ ارتجلتُ بدمعي
حسبهُ الدمعُ في أساكَ ارتجالُ

يخمدُ الحُزنُ كلما زادَ عمراً
وعليكَ الأسى لظىً واشتعالُ

زِنْ لدمعيْ الجراحَ جرحاً فجرحاً
فبوجــدي تعــذّر المكيالُ

يا حسـينٌ وكـلُّ دمعة شجــوٍ
هي باللهِ في القيـامِ اتصّـالُ

 

 

مواقيت الصلاة