الشيخ علي رضا بناهيان
طبعاً إنّ جهاد النّفس أمرٌ عسیر، فقد جاء فی الحدیث القدسي: "یَمُوتُ النَّاسُ مَرَّةً وَیَمُوتُ أَحَدُهُمْ فِي کُلِ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً مِنْ مُجَاهَدَةِ أَنْفُسِهِمْ وَمُخَالَفَةِ هَوَاهُم" (میزان الحکمة).
کم مرة متَّ الیوم؟! فإنْ قلتَ: کانت الأوضاع ماشیة، فلم تمش الأوضاع على مرامك، بل کنت أنت تمشي على ما تهواه نفسك، أو لعلّك کنتَ منساباً مع الدنیا وتیّاراتها.
ولعلّك تقول: لم أعثر الیوم على مواطن جهاد النّفس، مع أني لم أرتکب ذنباً ولم أترك واجباً...
وهذا یعني أنّك لم تستطع أن تجد مواطن جهاد النّفس من شدّة استئناسك بنفسك وأهوائك.
فلا بدّ أن تفتش عنها وتنقب بین دفائن وجودك لتجدها، إذ لم تُظهر نفسُك الأمارة نفسَها دائمًا، فلا بدّ من التنقیب عنها وکشفها.
فهل زعمت أنّ أرباب جهاد النفس الذین یموتون فی الیوم الواحد سبعین مرّة، هم أناس ملوثون إلى هذا الحدّ حیث یشتهون الفجور والذنوب سبعین مرة فی الیوم؟!
کلا! بل إنّهم یبحثون عن خفایا أهوائهم ویحاربونها، تلك الأهواء التی استأنسنا بها نحن واعتدنا علیها وألفناها، بید أنّه یذهب مفتشاً عنها غیر منفکك عن محاربتها.
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ جعفر السبحاني
السيد عباس نور الدين
الشيخ علي رضا بناهيان