قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الفيض الكاشاني
عن الكاتب :
هو الشيخ الفقيه والفيلسوف المتبحر المولى محمد محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود المعروف بالفيض الكاشاني، من أبرز نوابغ العلم في القرن الحادي عشر الهجري، كان فيلسوفًا إلهيًّا وحكيمًا فاضلًا وشاعرًا عبقريًّا وعالـمًا متبحرًا. ولد سنة 1007 هـ ونشأ في بلدة قم المقدسة ثم انتقل إلى بلدة كاشان، وبعد ذلك نزل شيراز، أخذ العلم عن العلامة السيد ماجد الجدحفصي البحراني والحكيم الإلهي المولى صدر المتألهين الشيرازي، من أبرز مؤلفاته: تفسير الصافي، المحجة البيضاء في أحياء الإحياء، علم اليقين في أصول الدين، مفاتيح الشرائع في فقه الإمامية. كانت وفاته في مدينة كاشان سنة 1091هـ.

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]

 

 القمي: هو ما ابتلاه به مما رآه في نومه من ذبح ولده فأتمها إبراهيم (عليه السلام) وعزم عليها وسلّم، فلما عزم قال تبارك وتعالى ثوابًا لما صدق وسلم وعمل بما أمره الله، إني جاعلك للناس إمامًا، فقال إبراهيم: ومن ذريتي. قال جل جلاله: لا ينال عهدي الظالمين، أي لا يكون بعهدي إمام ظالم.

 

ثم أنزل عليه الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء، خمسة في الرأس، وخمسة في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال، وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وقلم الأظافر والغسل من الجنابة والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم (عليه السلام) فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة.

 

وفي الخصال عن الصادق (عليه السلام): قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، إلا تبت علي، فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم. فقيل له يا ابن رسول الله فما يعني بقوله عز وجل: فأتمهن؟ قال يعني أتمهن إلى القائم اثني عشر إمامًا، تسعة من ولد الحسين (عليهم السلام).

 

والعياشي مضمرًا قال: أتمهن بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي (عليهم السلام). قال وقال إبراهيم: يا رب، فعجّل بمحمد وعلي ما وعدتني فيهما وعجل نصرك لهما.

 

وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدًا قبل أن يتخذه نبيًّا، وإن الله اتخذه نبيًّا قبل أن يتخذه رسولًا، وإن الله اتخذه رسولًا قبل أن يتخذه خليلًا، وإن الله اتخذه خليلًا قبل أن يجعله إمامًا، فلما جمع له الأشياء قال إني جاعلك للناس إمامًا، قال فمن عظمها في عين إبراهيم، قال ومن ذريتي، قال لا ينال عهدي الظالمي،ن قال لا يكون السفيه إمام التقي. وعنه (عليه السلام ) من عبد صنمًا أو وثنًا لا يكون إمامًا.

 

أقول: وفيه تعريض بالثلاثة حيث عبدوا الأصنام قبل الإسلام.

 

في العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة، والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفها بها وأشاد [1] بها ذكره فقال عز وجل إني جاعلك للناس إمامًا فقال الخليل (عليه السلام) سرورًا بها ومن ذريتي، قال الله عز وجل لا ينال عهدي الظالمين، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الإشادة رفع الصوت بالشيء وأشاد بذكره إذا رفع من قدره.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد