الشيخ محمد جواد مغنية ..
البرجماتية في أساسها مذهب أو نزعة عملية تقيس كل فكرة وعقيدة بالمنفعة الشخصية وبخاصة المال، فلا علم وصواب ولا دين وأخلاق ولا خير وعدل إلا ما يجلب للإنسان نفعاً خاصاً أو يدفع عنه ضراً. وزعماء هذه النزعة ثلاثة: شيلر وديوي ووليم جيمس، كما في كتاب مدخل جديد إلى الفلسفة لعبد الرحمن بدوي والموسوعة الفلسفية المختصرة، وفي ص 305 من هذه الموسوعة ما نصه:
"فالأفكار عند البرجماتيين ما هي إلا أدوات تحاول البشرية بواسطتها أن تنجز ما تصبو إليه من غايات، كما أنه يجب أن يحكم عليها بمدى كفايتها في خدمة هذه الغايات، وعلى ذلك فالعقائد بمثابة أدوات نعالج بها الخبرة، ويجب أن نحكم عليها على هذا الأساس، ومن ثم فقد أصبحت البرجماتية اسمأ لأي موقف يؤكد أهمية النتائج من حيث أنها اختيار لصلاحية الأفكار".
ومعنى هذه العبارة أن الفكرة أو العقيدة مهما كانت أو تكون، لا تُعبر عن الحق والواقع إلا إذا أدت إلى المنفعة التي يتوخاها ويهدف اليها المفكر والمعتقد وإلا فهي سراب ويباب تماماً كالخريطة التي لا تهدي السائل الضال عن الطريق ـ إلى مقصده وغايته لأن خطوطها رسمت عبثاً وعلى غير هداية وبصيرة.
وفي كتاب منطق البرهان ص 337 نقلاً عن كتاب إرادة الاعتقاد لوليم جيمس: "إن الحق في مذهب البرجماتيين ليس إلا ما أعتقده أنا أنه حق، والمعتقد عندهم إرادة تحقق الرغبات الشخصية".
الجواب
1ـ لو ربطنا الحق بالرغبة والإرادة لكان الحق يدور مدار الأهواء الشخصية والمنافع الذاتية وجوداً وعدماً، ومعنى هذا إن كل إنسان يمثل معياراً خاصاً للحق، وأيضاً معنى هذا أن تسود الفوضى وشريعة الغاب، وأنه لا منطق وعدل ولا نظام وحرام.
2ـ إن العالم حقاً وواقعاً يتجه أولاً ـ وقبل كل شيء ـ إلى الكشف عن الواقع ومعرفة الحقيقة، أما البرجماتي فكل همه واهتمامه الغنيمة والمنفعة الذاتية ولو على حساب الآخرين تماماً كاللص وقاطع الطريق.
3ـ وأخيراً ينبغي ـ على منطق البرجماتيين ـ أن لا نطلق كلمة علم على من درس وأتقن علماً من العلوم إلا إذا ظهر له أثر محسوس وملموس.. وإن قال قائل: إن البرجماتية لا تربط معنى الأفكار بالنتائج العملية، بل تربط صدق القضية بما تحققه من نتائج ـ قلنا في جوابه : إن الإشكال ما زال قائماً لأن كل القضايا العلمية المدونة في الكتب هي نظرية لا عملية، وقد لا يكون لها نتائج عملية على الإطلاق.
وبعد، فنحن لا نشك أن العلم وسيلة للعمل، وكذلك الإيمان وسيلة لصالح الأعمال، ومن هنا قرن سبحانه الإيمان بالعمل الصالح في العديد من الآيات معطوفة على قوله تعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض1 وقوله: (فاستبقوا الخيرات.. وسارعوا في الخيرات) إلى عشرات الآيات. فليس المراد بالنفع والخير هنا مجرد اللذة ودفع الألم ولا الجاه والمال، بل المراد كل ما فيه صلاح بجهة من الجهات سواء أكان الصلاح عاماً أم خاصاً، شريطة أن لا يكون على حساب الآخرين.
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة