المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي ..
أول دراسة واسعة النطاق على جينومات قديمة من بقايا هياكل عظمية بشرية من جنوب الصحراء الإفريقية ترفع الحجاب عن سكان ما قبل التاريخ.
التحاليل الجينية تكشف عن المجموعة البشرية المفقودة والعلاقات المدهشة، مما يكشف عن تاريخ معقد لتنقلات السكان في أفريقيا القديمة.
أول دراسة واسعة النطاق على الجينومات البشرية القديمة من جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية تفتح نافذة طال انتظارها في هويّات السكان ما قبل التاريخ في هذا الجزء من العالم، وتوفر معلومات جديدة عن كيف تنقلوا وتفاعلوا مع بعضهم البعض على مدى ٨ آلاف سنة الماضية. النتائج التي نشرت في ٢١ سبتمبر في مجلة سيل Cell من قبل فريق دولي بما فيهم باحثون من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري، تجيب على العديد من الأسرار ظلت لفترة طويلة بدون اكتشاف وتكشف تفاصيل مدهشة عن أصول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية بما في ذلك اللمحات الأولى لما يبدو عليه السكان قبل أن يجتاح المزارعون والرعاة القارة كلها، والتكيفات الجينية التي نجمت عندما تبنى الناس أنماط حياة جديدة وانتقلوا إلى بيئات جديدة.
التنكولوجيا المتقدمة تتغلب على حواجز المناخ
وعلى الرغم من أن أبحاث الحمض النووي القديم كشفت رؤى حول تاريخ السكان في العديد من مناطق العالم، فإن الخوض في أصل المجموعات الأفريقية العميق لم يكن ممكنًا حتى وقت قريب بسبب تدهور المواد الجينية بسرعة كبيرة في المناخات الحارة والرطبة. الآن فقد بدأ التقدم التكنولوجي في كسر حاجز المناخ. يقول يوهانس كروس، مدير قسم علوم الآثار في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري، ومؤلف مشارك في الدراسة: "إن أفريقيا تأوي تنوعاً جينياً أكثر من أي جزء آخر في العالم". "ومع ذلك، فإنه لم يكن من الممكن دراسة بنية السكان الوراثية القديمة مباشرة هناك حتى الآن".
في الدراسة الجديدة، قام فريق البحث، بما في ذلك زملاء من جنوب أفريقيا وملاوي وتنزانيا وكينيا، بانتزاع الحمض النووي بشكل لطيف من بقايا ١٥ من الأفارقة في جنوب الصحراء الكبرى. وجاءت هذه البقايا من أفراد من مناطق جغرافية متنوعة وتراوحت أعمار البقايا ما بين ٥٠٠ و ٨٥٠٠ سنة. قارن الباحثون ما بين هذه الجينومات القديمة - بِما فيها الجينوم القديم الوحيد المعروف من المنطقة، والذي سبق نشره في ورقة عام ٢٠١٥، وبين ما يقرب من ٦٠٠ شخص في الوقت الحاضر من ٥٩ مجموعة من السكان الأفارقة و ٣٠٠ شخص من ١٤٢ مجموعة غير أفريقية. وقد سمحت تلك المقارنة للباحثين باكتشافات مدهشة حول هيكلية السكان القدماء وكيف تختلف عن اليوم.
السكان المفقودون من الصيادين-والجامعين
عندما انتشرت الزراعة في أفريقيا منذ آلاف السنين، توسع المزارعون ورعاة الماشية إلى مناطق جديدة واختلطوا مع الصيادين - الجامعين الذين كانوا يعيشون بالفعل هناك، كما اختلطوا في أجزاء أخرى كثيرة من العالم. وقد لوحظت هذه العملية في البقايا التي حللها الفريق من كينيا وتنزانيا، على سبيل المثال. تقول نيكول بويفين، مديرة قسم الآثار في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري: "تشير العينات التي جمعناها من حفرياتنا إلى أن الاختلاط قد حدث في نهاية المطاف، ولكن كانت هناك فترة طويلة عاش فيها المزارعون والعلافون في البداية جنبًا إلى جنب بالحد الأدنى من الزواج والاختلاط الجيني".
ومن المثير للاهتمام، لوحظ نمط مختلف في بقايا الهيكل العظمي من ملاوي: هناك، تشير نتائج الحمض النووي القديم إلى أن الصيادين-الجامعين اختفوا بدون أن يتركوا أي سلسلة نسب يمكن اكتشافها في الأشخاص الذين يعيشون هناك اليوم.
"يبدو أن استبدال السكان بمزارعين ورعاة قادمين قد اكتمل تقريبًا في ملاوي، على الأقل بحسب الأدلة الحديثة"، كما توضح بويفين. وأضافت "يبدو أن سلسلة نسبية ما زالت باقية من الأشخاص القدامى الذين عاشوا في ملاوي بين ٨٠٠٠ و ٢٥٠٠ سنة مضت".
الهادزا* قد يكونون أحفاداً مباشرين من مجموعة من البشر هاجرت إلى خارج أفريقيا
سلط البحث الضوء أيضًا على أصول مجموعة فريدة من نوعها هي شعب الهادزة في شرق أفريقيا. كما يقول ديفيد ريتش من كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو مؤلف مشارك في هذه الورقة: "لديهم مظهر ولغة وجينات متميزة، وقد تكهن البعض بأنهم قد يمثلون مجموعة متباينة جدًّا من السكان الأفارقة الآخرين". "تظهر دراستنا بدلًا من ذلك، أنهم مجموعة في وسط كل شيء بطريقة أو بأخرى".
إن الهادزا، وفقا للمقارنات الجينية، مرتبطين بغير الأفارقة أكثر من الأفارقة الآخرين اليوم. ويفترض الباحثون أن الهادزا هم سلالة مباشرة لمجموعة هاجرت من أفريقيا ونشأ عنها الأوروبيون والآسيويون، وربما انتشرت داخل أفريقيا أيضًا، بعد حوالي ٥٠ ألف سنة.
التكيف الجيني مع البيئات المهمشة
أخذت الدراسة أيضًا خطوة أولى في استخدام الحمض النووي القديم لدراسة التكيفات الوراثية في السكان الأفارقة. أحد التكيفات التي فحصها الباحثون وُجدت في مجموعة من الصيادين - المجمعين الذين دُفِعوا إلى أراض هامشية بشكل متزايد في صحراء كالاهاري بعد انتقال المزارعين إليها. هذا التكيف مرتبط في الحماية الإضافية من الأشعة فوق البنفسجية، التي كان من شأنها أن يكون مهمًّا بالنسبة للأفراد الذين يضطرون إلى قضاء الكثير من الوقت في الشمس الحارقة. التكيفات الحديثة نسبياً كهذه تبين أن البشر مستمرون في التطور وهم ينتقلون إلى بيئات جديدة ويتكيفون معها، وهي عملية مستمرة حتى اليوم.
ويأمل المؤلفون أن تشجع الدراسة المزيد من الباحثين على دراسة المشهد الجيني المتنوع للسكان في أفريقيا، سواء في الماضي أو الحاضر. "هذه الدراسة تسلط الضوء على قوة الجينوم الأفريقي القديم لتقديم رؤى في أحداث ما قبل التاريخ التي يصعب تمييزها استنادًا فقط إلى تحليل البيانات الجينية في الوقت الحاضر"، كما يوضح كراوس.
المصدر
*تعريف الهادزا ( كما ورد في الوكيبيديا)
"هادزا أو هادزابي إثنيّة عرقيّة أفريقية تعيش حول بحيرة إياسي في الوادي المتصدع الكبير في تنزانيا، وعددهم لا يتجاوز ١٠٠٠ شخص ونسبة كبيرة منهم ما زالوا يعيشون بطريقة بدائيّة كصيّادين تماماً كما فعل أجدادهم طوال عشرات الآلاف السنين، ولا يرتبطون جينياً مع أي شعب آخر واللغة التي يتحدثون بها أيضاً لغة معزولة لا تربطها أي علاقة مع أي لغة أخرى".
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع