المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي ..

كثير منا يعرف الشعور بألم التشنج العضلي (الشد العضلي) - سواء أصبت بها في ملعب رياضي أو استيقظت مع بداية ألم شديد في منتصف الليل. التشنج العضلي هو انكماش لاإرادي لعضلاتنا الهيكلية، وهذه تؤلم.
يعاني بعض الأشخاص من التشنج العضلي في كثير من الأحيان بعد تمرين قوي وعالي الشدة، ولكن هناك أيضًا العديد من الأشخاص يعانون منه بدون ممارسة تمارين رياضية - معظمها في الليل. تحدث هذه التشنجات "الليّلية" بوتيرة متزايدة مع تقدمنا في السن، وهي شائعة في مرحلة الحمل.
ومن المثير للاهتمام أن التشنجات العضلية تقتصر عادة على الطرف السفلي (للجسم). هذه هي عمومًا تقلصات في العضلات متعلقة بالتدريب يعاني منها الرياضيون. إذن، هل الأسباب هي نفسها؟

ما الذي يسبب التشنجات العضلية؟
في الواقع، نحن لا نعرف حقًّا، ولكن هناك العديد من النظريات.
نحن نعلم أن التشنجات العضلية نادرًا ما تشاهد في بداية المباريات الرياضية، ولكن تُلاحظ بشكل منتظم في نهاية المباريات. لذلك يبدو التعب هو العامل المميز في التمرين. وقد اقترح بعض الباحثين منذ فترة طويلة أن السبب هو الجفاف واختلال في توازن الإكتروليت  electrolyte  ( كانخفاض محتوى الملح) .
لكن المراجعات reviews الأخيرة قللت من أهمية هذه النظرية، حيث أن الأدلة في الغالب هي ملاحظاتية. هذا يعني أنه في حين قد يكون هناك ارتباط بين الجفاف ونفاد الملح والتشنجات العضلية، لا يمكننا إثبات أن أحدهما هو سبب للآخر.
أيضًا، في هذه الدراسات، الأشخاص المعرضون للتشنجات العضلية لم تكن لديهم فروق في مستوى الرطوبة hydration أو محتوى الكتروليت مقارنة بالأشخاص الذين ليسوا عرضة للتشنجات العضلية.
ولو كان خلل توازن الكتروليت متورطًا، إذًا جميع العضلات في الجسم من شأنها أن تتأثر. ولكن فقط العضلات المستخدمة بالفعل  تميل إلى التشنج، ولا سيما تلك التي تجتاز  أكثر من مفصل واحد، كعضلة السمانة  calf muscle وأوتار الركبة hamstrings.  هذه قد تتقلص من  موقع مختصر عندما تُحنى الركبة.

الارتكاسات غير متطابقة
العضلات لديها آلية ارتكاس  reflex في ثناياها. عندما تتوتر العضلات أو تتقلص يتم إرسال رسالة ارتكاسية reflexive إلى الحبل الشوكي للعضلة للاستطالة والاسترخاء. هذا الفعل يحمي العضلات من الإصابة.
تشير المراجعات reviews الأخيرة إلى ما يسمى بفرضية التحكم في العضلات العصبية  المعدلةthe altered neuromuscular contro لتفسير  التشنجات العضلية. هنا، يتم تثبيط الفعل المرتكس  الواقي، والذي يحدث عادة عندما تكون العضلات متعبة. لذلك، في هذه الحالة، تتقلص العضلة، ولكن الإشارات المعتادة إلى الحبل الشوكي للعضلة لكي تسترخي  مثبطة. لا يوجد الآن أي استرخاء واقٍ للعضلة التي تليها، وهذا يعني أنها تتقلص لفترة أطول مما يريدها المصاب.
لكن سبب الإجهاد العصبي العضلي neuromuscular، ولماذا يثبط  الارتكاس، ليس مفهومًا بشكل جيد. التشنجات العضلية هي أيضا شائعة أكثر  في بداية الموسم الرياضي، عندما تكون العضلات أقل تكيفًا (أقل إحماءً). هذا على الأرجح بسبب ارتفاع مستويات الإرهاق الذي بحدث  للعضلات الأقل تدريبًا.
يمكن للتحكم العصبي العضلي neuromuscular المعدل أن يفسر أيضًا التشنجات العضلية الليلية، حيث أن العضلات القديمة للأشخاص الخاملين أقصر بشكل عام. ما إذا كانت هذا هو الحال أثناء الحمل لا يزال محل جدل.
كما رُبطت حرارة الجو بزيادة في تشنج العضلات، ولكن من المحتمل أن يكون هذا مرتبطًا بارتفاع معدلات الإرهاق عندما يكون الجو حارًّا. على الرغم مما قد يعتقده الناس، لا يزيد البرد من حوادث  التشنجات العضلية، ولكن من المحتمل أن يزيد من شدة التشنجات سوءًا لأن الارتكاسات تكون أقوى في العضلات الباردة والقاسية.

هل بعض الأشخاص أكثر عرضة للتشنجات العضلية؟
يبدو أن بعض الناس يعانون من تشنجات العضلات بوتيرة أكثر من غيرهم، والتي قد تكون لها علاقة بحساسية ارتكاسات العضلات.
الإرهاق عامل خطر واضح، في كل من رياضيي التحمل طويل المدى وفي أولئك الذين يشاركون في أنشطة عالية الشدة. ويرجع ذلك إلى أن الأنشطة عالية الشدة تتطلب استخدام أليافًا قوية وسريعة التقلص (وتسمى ايضاً الألياف السريعة)، في مقابل الأنشطة الأقل شدة التي تستخدم أليافًا أكثر بطأً. الألياف السريعة هي أكثر عرضة للإرهاق.
التشنجات أكثر انتشاراً في الذكور، والتي قد تكون بسبب أن الذكور لديهم ألياف أسرع، أو لأن الإناث يظهرن إرهاقًا أقل عندما يمارسن التمارين الرياضية بنفس المستوى من الشدة.
 تشنجات العضلات الليلية هي أكثر شيوعًا عند كبار السن بحسب ما أفيد بذلك. هناك أيضًا ارتفاع في معدل انتشار التشنجات أثناء الحمل، وعادة ما تبدأ في الثلث الثاني من الحمل وغالبًا ما تتفاقم في الثلث الثالث.

لا أحد يعلم بالضبط لماذا يحدث هذا. قد يكون بسبب زيادة الإرهاق من حمل وزن الجسم الزائد، أو زيادة الضغط على عضلات الساق بسبب رجوع الدم البطيء الى القلب.
يمكن أن تلعب الهرمونات دورًا أيضًا، وكان هناك اقتراحات بأن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل يمكن أن يكن أكثر عرضة للتشنجات العضلية. تصلب النسيج الضام يتغير بالهرمونات الجنسية.
ولكن، في حين أن الحساسية الارتكاسية تتغير مع مراحل الدورة الشهرية، فإن ارتكاس تمدد العضلة هو في مستواه الأدنى أثناء الإباضة، وهناك أدلة محدودة على أن حبوب منع الحمل تؤثر على ذلك.

كيف نعالج التشنجات العضلية؟
تستخدم أقراص الملح والمغنيسيوم بشكل شائع لمعالجة التشنجات، ولكن لأن خلل توازن الإكتروليت والجفاف لا يبدو وكأنهما هما  السبب، فإن فائدة الأقراص قابلة للنقاش.
أفضل طريقة للتخلص من الشد العضلي هي بتمديد العضلة، حيث من المحتمل أن يكون المرتكس للقيام بذلك مثبطًا. ومع ذلك، فإن مد العضلة المتشنجة تشنجًا شديدًا  قد يسبب درجة من التلف للعضلة.
لذلك، تقلص  العضلة المقابلة في (كل) زوج من العضلات (والتي عادة ما تكون على الجانب الآخر) قد تكون أسلوبًا أفضل. وهذا ينطوي، على سبيل المثال، على تقليص عضلات رباعية الرؤوس (والموجودة في مقدمة الساق) عندما تكون أوتار الركبة (في الجزء الخلفي من الساق) متشنجة.
ونظرًا لعدم وجود فهم شامل عن كيف تحدث التشنجات، فإن استراتيجيات الوقاية المبنية على الأدلة قليلة جدًّا ومتباعدة عن بعضها. إذا كان الإرهاق أحد الأسباب الرئيسية لزيادة القابلية للإصابة بالتشنجات العضلية، فقد تساعد طرق تأخير الإرهاق - كتناول السوائل واستبدال الملح أثناء التمرين - في منع حدوثها. هذا يمكن أن يساعد أيضًا في الأداء أثناء التمرين.
التدليك (بسبب تقلص حساسية العصب) والتمدد قد يساعد أيضًا على تقليل حدوث التشنجات في كبار السن وأثناء الحمل.

المصدر:
https://theconversation.com/health-check-why-do-we-get-muscle-cramps-93493