المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
قد لا يكون الرجال من المريخ، ولكن - بالمقارنة مع النساء - يتواصلون معًا بطرق مختلفة جدًّا.
ربما لا تكون الجملة أعلاه أكثر وضوحًا كما هي عليه في علاقات الآباء والأبناء. من الخارج، قد تكون علاقات الأب والابن بعيدة أو منقطعة. الشخص الذي لا يتردد في عناق وتقبيل والدته قد يصافح والده فقط مصافحة متكلفة. الآباء الذين يغدقون على بناتهم حنانًا قد تمضي سنوات دون أن يقولوا لأبنائهم أنهم يحبونهم. وكثيرًا ما يُوبخ الرجال من قبل زوجاتهم أو أمهاتهم لعدم استعدادهم لإظهار المزيد من الحنان اتجاه آبائهم أو أبنائهم.
هذه الانتقادات تتغاضى عن حقيقة هي أكبر من ذلك، الحقيقة التي قضيت سنوات في استكشافها كباحث تواصل اجتماعي: غالبًا الرجال يظهرون المودة/الحنان فيما يفعلونه لا فيما يقولونه. طرقهم في التعبير عن الحب إلى الطرف الآخر يمكن أن تكون غير ملحوظة. وفي حين أنه للمراقبين من الخارج قد يبدو أنها بدائل ضعيفة للمودة الحقيقية، بالنسبة لكثير من الآباء والأبناء هي كل ما تعنيه الكلمات والقبلات والعناق.
طرق مختلفة للتعبير عن الحب
جلين، البالغ من العمر ٤١ عامًا والمتطوع في واحدة من دراساتي، لديه ما يدعوه كثير من الناس بالعلاقة النمطية مع والده في أيام الأحد، يقوم جلين وزوجته في كثير من الأحيان بزيارة والديه. في حين تقوم الزوجة جلين بالحديث مع والدة زوجها، يشاهد جلين ووالده التلفزيون، أو يقومان معاً بإصلاح سيارة والده أو بإصلاح أشياء منزلية، بالكاد يتحدثان مع بعضهما ببضع عشرات من الكلمات في الساعة التي يقضيانها معًا.
في العديد من العلاقات، هذه السلوكيات تبدو أنها باردة أو بعيدة. ولكن في حالة جلين ووالده، فالاثنان ببساطة يفضلان الأفعال على الكلمات.
وقد أظهرت أبحاثي على السلوك العاطفي باستمرار، وبشكل عام، أن الرجال يميلون أكثر إلى التعبير عن المودة من خلال فعل شيء داعم من أن يتبادلوا تعبيرات لفظية، مثل قول أو كتابة "أنا أحبك".
في حين أنني وجدت أن هذا صحيح بشكل خاص في علاقاتهم مع رجال آخرين، بل هو أيضًا صحيح في علاقاتهم مع النساء. ومع أصدقائهم من الرجال، الرجل النمطي هو على الأرجح يظهر مودته من خلال تنظيم رحلة طريق أو المساعدة في إصلاح سقف أكثر من قوله "أنا أهتم بك". ولزوجته أو أمه، قد يكون أكثر ميلًا للمساعدة في مهمة تحتاج القيام بها - كقص العشب أو تغيير مواضع الإطارات على السيارة - من إرسال بطاقة هالمارك (ودية) Hallmark card.
من السهل التقليل من قيمة هذه الأنواع من السلوكيات كبدائل للمودة "الحقيقية". على سبيل المثال، تعتقد زوجة جلين أن جلين ووالده يعطيان الأولوية للأنشطة المشتركة لأنها لا يعرفان كيفية التعبير عن الطريقة التي يشعران بها تجاه بعضهما البعض.
ومع ذلك، جلين ووالده يقولان أن أكثر ما يفضلانه هو قضاء الأوقات الأكثر فائدة معًا في عمل نشاط أو القيام بمهمة محددة. بالنسبة لهما، هذا هو التعبير عن الحب: ويدل على ويعزز ما يشعران به تجاه بعضهما البعض.
التوتر بين العلاقة الحميمة والذكورة
من السهل أن نفهم لماذا العديد من الآباء والأبناء يبدون أنهم غير مبالين ببعضهم البعض. على الأقل في بيئتنا الثقافية، المودة تصل إلى الطرف الآخر عادة من خلال التعبيرات اللفظية وأيضًا من خلال الإيماءات غير اللفظية كالمعانقة.
كل من هذين الطريقين هما أقل شيوعًا في العلاقات بين الرجال، مما يجعل ذلك يبدو كما لو كان هناك شيء مفقودًا. ولكن ما يحدث حقًّا هو سوء فهم تعقيدات العلاقات بين الأب بالابن.
عالم التواصل الأُسَري الدكتور مارك مورمان وأنا وجدنا أن علاقة الأب والابن معقدة من خلال الحاجة إلى مناقشة التوتر المعقد بين الذكورة والحميمة.
من جهة، فإن العلاقة بين الآباء والأبناء هي علاقة أسرية. الناس يميلون إلى الشعور أنهم أقرب وأكثر أهمية في أسرهم مما يفعلونه في العديد من الروابط الاجتماعية الأخرى.
من ناحية أخرى، ثنائية الأب والابن هي علاقة بين اثنين من الذكور - واحدة تخضع للتوقعات الاجتماعية عما هو المفترض في كيف يتصرف الرجال تجاه بعضهم البعض. وتميل الذكورة التقليدية إلى التمتع بخصائص مثل المنافسة والاستقلال والاكتفاء الذاتي. ويأتي ذلك على حساب التعبيرات الحميمية (بين شخص وآخر)، والتي يمكن أن تؤدي إلى حالة من الضعف.
متمنيًا المزيد
أخبرني جلين أن والده أصبح أقل تعبيرًا. عن المودة تجاهه عندما أصبح جلين مراهقًا. لقد وجدت هذا التطور في علاقة الأب والابن شائعة جدًّا. عند عمر معين، العديد من الآباء والأبناء يقيمون علاقاتهم استناداً إلى الأنشطة المشتركة بدلًا من الكلمات (التحدث لبعضهما) المشتركة. وفي الوقت نفسه، لا يميل الآباء إلى التقليل من إبداء المودة الشفوية (عبر الكلمات) مع بناتهم بنفس الطريقة، وكذلك الأمهات لا يقللن من إبداء ذلك مع أبنائهن أو بناتهن.
مثل زوجة جلين وأمه، العديد من النساء يتساءلن بصوت عال لماذا الرجال في حياتهم ليسوا معبرين أكثر ومنفتحين. ومن وقت لآخر، حتى جلين يتمنى بصوت عال أن يتمكن هو ووالده من أن يتحدثا عن مشاعرهما لبعضهما البعض بشكل مباشر أكثر.
كما أوضحت في كتابي "علاج الوحدة"، لا يوجد شيء غلط في الرغبة في علاقة معبرة أكثر. في الواقع، العديد من الرجال يصبحون أكثر توددًا عن طريق التحدث (الشفوي) مع آبائهم أو أبنائهم.
هناك درس هام هنا، على الرغم من أن العديد من علاقات الذكور هي بالفعل غنية أكثر وأكثر وضوحًا مما تبدو عليه. فالطريقة الفريدة التي يرتبط بها الرجال مع بعضهم البعض تستحق التبجيل بدلًا من التقليل منها.
The understated affection of father
Kory Floyd
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم